مصطلحات «وقحة».. الإساءة لكبار السن مرفوض!
مصطلحات «وقحة».. الإساءة لكبار السن مرفوض!
حليمة مظفر
حين تتصدَّر صحيفة بارزة، بتقرير، وبصورة مُسيئة لكبار السِّن، وعنوان كـ»شقر دادي» المُولات، ويذكر نصيًّا «البعض يمضي إلى المبالغة في وصفهم بخرفان السوق»!! فهذا أمرٌ يثير الاستغراب! لأنَّ التعميم مرفوضٌ شكلًا ومضمونًا، فيما يأتي عنوان جانبي لتأكيد تشويه سياق الوعي (يعوِّضُون ما فاتهم من السَّيطرة والاستحواذ بالأصباغ والمشاعر)!! ممَّا يجعلك أكثر دهشةً، هل بات اهتمام المُسن بنفسه، وحرصه على أناقته، وصبغ شعره يجعله (خروف سوق)!! هل يجب أنْ يظهر بمظهر رديءٍ ومنكسرٍ على ما فاته؛ كي يثبت أنَّه لا يسعى لجذب الفتيات!! ويأتي ذلك مع عدم وجود رأي محايد في التقرير يجعله متوازنًا! فالمادة الإعلاميَّة لا بُدَّ من أنْ تتوفَّر فيها الرَّأي، والرَّأي الآخر! فيما تجد إشارات مُسيئة أُخرى تتناول النساء الكبيرات، وتسميتهم بـ(شقر مامي) ما هذا؟! كيف يُمكن تناول هذا الوعي المشوَّه كظاهرةٍ اجتماعيَّة! فيما نعيش تطوُّرًا مدنيًّا وحضريًّا على المستوى الاجتماعيِّ لمختلف الشَّرائح والأعمار!
ومن زاوية إعلاميَّة، لا بُدَّ من النَّقد في صحافتنا؛ لأنَّه مهمَّة أصيلة لها، ولكنَّ النقد البنَّاء المسؤول الذي يُبنى على توازن المصادر والموثوقيَّة والجديَّة في استقصاء المعلومات بأنْ يتضمَّن دراساتٍ، ونسبًا، وأعدادًا دقيقةً، خاصَّةً في مثل هذه الموضوعات، لكن أنْ يُبنى تقرير صحفي على وجهة نظر!! أو على تشويه صورة كبار السن رجالًا ونساءً في الوعي الجمعي لمجرد مظهر خارجي، أو حالات فردية شاذة!! يتم تعميمها المؤثر سلبًا على الوعي المجتمعي؛ ممَّا يحط من احترام فئة عزيزة علينا، ويصب عليهم تُهمًا جاهزةً مُسيئةً لمجرَّد اهتمامهم بمظهرهم!! ليس من المعقول ذلك؛ لأنَّه ليس من المعقول جميع المتقاعدين، أو كبار السِّن يذهبون إلى مراكز التسوُّق الكُبْرى (المولات)؛ بغرض التحرُّش، أو جذب الفتيات، والبحث عن عواطف مدفوعة!!
كما ليس من المعقول تعميم هذا الفكر في حالات الزَّواج التي تحصل بتفاوت درجات العُمر بين الزَّوجين!! لا شكَّ أنَّ هناك حالات فرديَّة وشاذَّة، لكنَّ التعميم مرفوض! وأتساءل: هل يعني أنَّ الشباب في المولات ممَّن يظهرُون متأنِّقين وتفوح منهم العطور، يذهبُون أيضُا بغرض جذب الفتيات!! أم أنَّه مقبول منهم لمجرَّد أنَّهم ليسوا كبارًا في السِّن؟! بالطبع لا، فما يصدق على هؤلاء، يصدق على جميع الرِّجال!
إنَّ مراكز التسوُّق مناطق ترفيه عامَّة لكافَّة الشرائح والأعمار، خاصَّة في ظلِّ أجوائنا الحارَّة؛ لأنَّها تكون ملاذ الكثيرين لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء في أحد المقاهي، أو المطاعم، أو ممارسة المشي باحترام، ووفق حدود الذوق العام! ومن الطبيعي أنْ يهتم الإنسان بمظهره أيًّا كان عمره، ولا يمنع من وجود حالات فرديَّة وشاذَّة! في النهاية التحرُّش، وجذب الفتيات، سواء من كبير سنٍّ، أو شابٍّ من الأساس جريمةٌ يُحاسَب عليها مرتكبُها، ولا توجد مبرِّرات لقبولها مهما كان!
وفي ظلِّ تطوُّر الحياة المدنيَّة، الإنسان يتطوَّر وعيًا وفكرًا وتكوينًا بكافَّة شرائح المجتمع، ودور الإعلام مواكبة التطوُّر فكريًّا وإنسانيًّا لتعزيز الوعي الإيجابيِّ، والارتقاء بأفراد المجتمع، وحين يتناول ظاهرة اجتماعيَّة ينبغي تحليلها بعدسة أعمق تتجاوز السطحيَّة، وبمهنيَّة تطرح كافَّة الآراء للمتلقِّي دون تحيُّز؛ لأنَّ التحيُّز، ووجهات النظر محلها مقالات الكُتَّاب، لا التحقيقات، والتقارير الصحافيَّة، والإعلام المسؤول يتمثَّل في الارتقاء بالوعي الإنسانيِّ، وتنوير العقل فكريًّا، والارتقاء بمصطلحات عامَّة الناس، بحيث يسمو بالقارئ عن المصطلحات الوقحة، بإظهار سلبيتها لتنفير العامَّة من استخدامها، لا أنْ يضيفها إلى قاموسهم اليوميِّ، ويستعرضها وكأنَّها أمرٌ مستساغٌ في ذائقة وعيٍ مشوَّهٍ!
المدينة
حليمة مظفر
حين تتصدَّر صحيفة بارزة، بتقرير، وبصورة مُسيئة لكبار السِّن، وعنوان كـ»شقر دادي» المُولات، ويذكر نصيًّا «البعض يمضي إلى المبالغة في وصفهم بخرفان السوق»!! فهذا أمرٌ يثير الاستغراب! لأنَّ التعميم مرفوضٌ شكلًا ومضمونًا، فيما يأتي عنوان جانبي لتأكيد تشويه سياق الوعي (يعوِّضُون ما فاتهم من السَّيطرة والاستحواذ بالأصباغ والمشاعر)!! ممَّا يجعلك أكثر دهشةً، هل بات اهتمام المُسن بنفسه، وحرصه على أناقته، وصبغ شعره يجعله (خروف سوق)!! هل يجب أنْ يظهر بمظهر رديءٍ ومنكسرٍ على ما فاته؛ كي يثبت أنَّه لا يسعى لجذب الفتيات!! ويأتي ذلك مع عدم وجود رأي محايد في التقرير يجعله متوازنًا! فالمادة الإعلاميَّة لا بُدَّ من أنْ تتوفَّر فيها الرَّأي، والرَّأي الآخر! فيما تجد إشارات مُسيئة أُخرى تتناول النساء الكبيرات، وتسميتهم بـ(شقر مامي) ما هذا؟! كيف يُمكن تناول هذا الوعي المشوَّه كظاهرةٍ اجتماعيَّة! فيما نعيش تطوُّرًا مدنيًّا وحضريًّا على المستوى الاجتماعيِّ لمختلف الشَّرائح والأعمار!
ومن زاوية إعلاميَّة، لا بُدَّ من النَّقد في صحافتنا؛ لأنَّه مهمَّة أصيلة لها، ولكنَّ النقد البنَّاء المسؤول الذي يُبنى على توازن المصادر والموثوقيَّة والجديَّة في استقصاء المعلومات بأنْ يتضمَّن دراساتٍ، ونسبًا، وأعدادًا دقيقةً، خاصَّةً في مثل هذه الموضوعات، لكن أنْ يُبنى تقرير صحفي على وجهة نظر!! أو على تشويه صورة كبار السن رجالًا ونساءً في الوعي الجمعي لمجرد مظهر خارجي، أو حالات فردية شاذة!! يتم تعميمها المؤثر سلبًا على الوعي المجتمعي؛ ممَّا يحط من احترام فئة عزيزة علينا، ويصب عليهم تُهمًا جاهزةً مُسيئةً لمجرَّد اهتمامهم بمظهرهم!! ليس من المعقول ذلك؛ لأنَّه ليس من المعقول جميع المتقاعدين، أو كبار السِّن يذهبون إلى مراكز التسوُّق الكُبْرى (المولات)؛ بغرض التحرُّش، أو جذب الفتيات، والبحث عن عواطف مدفوعة!!
كما ليس من المعقول تعميم هذا الفكر في حالات الزَّواج التي تحصل بتفاوت درجات العُمر بين الزَّوجين!! لا شكَّ أنَّ هناك حالات فرديَّة وشاذَّة، لكنَّ التعميم مرفوض! وأتساءل: هل يعني أنَّ الشباب في المولات ممَّن يظهرُون متأنِّقين وتفوح منهم العطور، يذهبُون أيضُا بغرض جذب الفتيات!! أم أنَّه مقبول منهم لمجرَّد أنَّهم ليسوا كبارًا في السِّن؟! بالطبع لا، فما يصدق على هؤلاء، يصدق على جميع الرِّجال!
إنَّ مراكز التسوُّق مناطق ترفيه عامَّة لكافَّة الشرائح والأعمار، خاصَّة في ظلِّ أجوائنا الحارَّة؛ لأنَّها تكون ملاذ الكثيرين لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء في أحد المقاهي، أو المطاعم، أو ممارسة المشي باحترام، ووفق حدود الذوق العام! ومن الطبيعي أنْ يهتم الإنسان بمظهره أيًّا كان عمره، ولا يمنع من وجود حالات فرديَّة وشاذَّة! في النهاية التحرُّش، وجذب الفتيات، سواء من كبير سنٍّ، أو شابٍّ من الأساس جريمةٌ يُحاسَب عليها مرتكبُها، ولا توجد مبرِّرات لقبولها مهما كان!
وفي ظلِّ تطوُّر الحياة المدنيَّة، الإنسان يتطوَّر وعيًا وفكرًا وتكوينًا بكافَّة شرائح المجتمع، ودور الإعلام مواكبة التطوُّر فكريًّا وإنسانيًّا لتعزيز الوعي الإيجابيِّ، والارتقاء بأفراد المجتمع، وحين يتناول ظاهرة اجتماعيَّة ينبغي تحليلها بعدسة أعمق تتجاوز السطحيَّة، وبمهنيَّة تطرح كافَّة الآراء للمتلقِّي دون تحيُّز؛ لأنَّ التحيُّز، ووجهات النظر محلها مقالات الكُتَّاب، لا التحقيقات، والتقارير الصحافيَّة، والإعلام المسؤول يتمثَّل في الارتقاء بالوعي الإنسانيِّ، وتنوير العقل فكريًّا، والارتقاء بمصطلحات عامَّة الناس، بحيث يسمو بالقارئ عن المصطلحات الوقحة، بإظهار سلبيتها لتنفير العامَّة من استخدامها، لا أنْ يضيفها إلى قاموسهم اليوميِّ، ويستعرضها وكأنَّها أمرٌ مستساغٌ في ذائقة وعيٍ مشوَّهٍ!
المدينة