لذّة العطاء
لذّة العطاء
منيف العتيبي
كثيراً ما نواجه في أعمالنا أو في مجالسنا، أو حتى في الأماكن العامة، من يقدم أشياء بسيطة لمن حوله، لأجل أن يراهم مسرورين ومتفائلين، فهذا يصطحب معه قهوة لزملائه في الوظيفة، وذاك يحمل بطيخاً لأقاربه ليتسامروا عليه مساء، وآخر حدّد يوماً في الأسبوع يستقبل فيه أصدقاءه بمنزله، فيا ترى ما الذي يجعلهم يفعلون ذلك؟!.
تتسرب سعادة من نوع آخر في صدر من يساعد الآخرين، بل قد تستقر في جوفه فرحة تجعله يعيش أياماً وردية، كل ذلك لأنه قدّم معروفاً سهلاً لهم، فيا لهذا القلب الكبير الذي يُسعده أن يفرح غيره!
لذّة العطاء هي شعور لا يمكن أن تجده في القلوب السوداء، الجوفاء، البغيضة، بل إنك لا تلمسه إلاّ في الأفئدة ناصعة البياض، التي تُحب لنفسها ما تُحب لمجتمعها، صغيراً كان أو كبيراً، وهو ما يوصي به ديننا الحنيف.
يقول أحد كبار السن: "كنا قديماً نأتي من القرية إلى المدينة بحثاً عن الوظيفة، فنسكن عند أحد أقاربنا، لنتفاجأ عندما نستيقظ صباحاً بأن في (جيوب) ثيابنا مبلغاً مالياً وضعه هذا القريب لكي يساعدنا في مواجهة أي ظرف، ليؤكد لنا بتصرفه أنه إنسان كريم ويفرح بمن يلجأ إليه كضيف".
وشاب يكشف أن لديه صديقاً، عندما يسافران معاً فإنه يستقيظ مبكراً، فيُعد القهوة والشاي وكذلك وجبة الفطور دون أن يطلب منه ذلك، ليبرهن أنه "خوي سفر" نادر.
نماذج كثيرة في الحياة لأشخاص رفعوا شعار: "سعادتنا لا تكتمل إلاّ ببهجة الآخرين"، فتجدهم يقدمون البساطة في كل شيء، إلاّ أنه على الجانب الآخر يجب أن لا نردّهم، أو نكون عائقاً لما يقدمونه؛ لأننا لو فعلنا ذلك فإننا سنكسرهم، بل قد نعكّر صفو الفرح لديهم.
وأخيراً، ما أجمل أن نكون سفراء للحُب والمحبة والتعاون والتكافل! نبادر لخدمة من حولنا، ونزرع الابتسامة على شفاههم، لنستطعم لذّة العطاء، ونحفر أسماءنا في قلوبهم إلى الأبد.
الرياض
منيف العتيبي
كثيراً ما نواجه في أعمالنا أو في مجالسنا، أو حتى في الأماكن العامة، من يقدم أشياء بسيطة لمن حوله، لأجل أن يراهم مسرورين ومتفائلين، فهذا يصطحب معه قهوة لزملائه في الوظيفة، وذاك يحمل بطيخاً لأقاربه ليتسامروا عليه مساء، وآخر حدّد يوماً في الأسبوع يستقبل فيه أصدقاءه بمنزله، فيا ترى ما الذي يجعلهم يفعلون ذلك؟!.
تتسرب سعادة من نوع آخر في صدر من يساعد الآخرين، بل قد تستقر في جوفه فرحة تجعله يعيش أياماً وردية، كل ذلك لأنه قدّم معروفاً سهلاً لهم، فيا لهذا القلب الكبير الذي يُسعده أن يفرح غيره!
لذّة العطاء هي شعور لا يمكن أن تجده في القلوب السوداء، الجوفاء، البغيضة، بل إنك لا تلمسه إلاّ في الأفئدة ناصعة البياض، التي تُحب لنفسها ما تُحب لمجتمعها، صغيراً كان أو كبيراً، وهو ما يوصي به ديننا الحنيف.
يقول أحد كبار السن: "كنا قديماً نأتي من القرية إلى المدينة بحثاً عن الوظيفة، فنسكن عند أحد أقاربنا، لنتفاجأ عندما نستيقظ صباحاً بأن في (جيوب) ثيابنا مبلغاً مالياً وضعه هذا القريب لكي يساعدنا في مواجهة أي ظرف، ليؤكد لنا بتصرفه أنه إنسان كريم ويفرح بمن يلجأ إليه كضيف".
وشاب يكشف أن لديه صديقاً، عندما يسافران معاً فإنه يستقيظ مبكراً، فيُعد القهوة والشاي وكذلك وجبة الفطور دون أن يطلب منه ذلك، ليبرهن أنه "خوي سفر" نادر.
نماذج كثيرة في الحياة لأشخاص رفعوا شعار: "سعادتنا لا تكتمل إلاّ ببهجة الآخرين"، فتجدهم يقدمون البساطة في كل شيء، إلاّ أنه على الجانب الآخر يجب أن لا نردّهم، أو نكون عائقاً لما يقدمونه؛ لأننا لو فعلنا ذلك فإننا سنكسرهم، بل قد نعكّر صفو الفرح لديهم.
وأخيراً، ما أجمل أن نكون سفراء للحُب والمحبة والتعاون والتكافل! نبادر لخدمة من حولنا، ونزرع الابتسامة على شفاههم، لنستطعم لذّة العطاء، ونحفر أسماءنا في قلوبهم إلى الأبد.
الرياض