• ×
admin

الأسنان

الأسنان..؟!


عبدالرحمن بن محمد المنصور

دائماً ما أتمنى أن يُستفاد من المؤتمرات العلمية وحضورها المميز في دعوة طلاب وطالبات المدارس في يوم مفتوح أو ساعات محددة توضع ضمن البرنامج العلمي لأي مؤتمر طبي يتم عقده، فيكون الأمر بمثابة رسالة تثقيفية، وتحفيزية لهؤلاء الطلاب والطالبات بوضع محاضرات خاصة تكون موجهة لهم عن أحد موضوعات المؤتمر المطروحة والتي تهم المجتمع، سواء في أمراض الباطنة أو السكري، أو الجراحة أو طب الأسنان وغيرها، والحديث عن طب الأسنان ومشاكل الأسنان له شجون، فمع الأسف الشديد لا يزال الخوف ينتاب العديد من زوار عيادات أطباء الأسنان ولا تزال رواية ترى (أبقلع ضرسك) حاضرة أمام نسبة كبيرة من زائري هذه العيادة كبر سنه أم صغر، ولعل من لديه أطفالاً يُحس بحجم هذه المعاناة، وأحياناً يضطر لمرور الصيدلي أو يستأنس برأي أحد كبار السن لأخذ الوصفة الشعبية بوضع (مسمار) أو نحو ذلك لتهدئة الألم بشكل مؤقت، الطفل لديه خوف غريب أخذه من الأكبر سناً، ولعل بعض أطباء/ طبيبات الأسنان هم من ساعدوا في بقاء هذه الصورة، أقول إن تلك الصورة الذهنية يستطيع أطباء الأسنان المساهمة في تخفيفها لحد كبير، ولكن أسلوب البعض منهم/ منهن هو ما ساعد على أن تتناقل تلك الرواية بين الأطفال لتكبر معهم، البعض يمتعض من كثرة بكاء الطفل وحركته ويظهر ذلك من خلال تعامله في تلك اللحظة، وكأن الأمر مجرد زيارة واحدة ولن يعود، وتلاحظ (البعض) قد يقسو حتى في حركة يديه، وعندما (يمل) يلتفت لوالده/ والدته ويقول: ابنك صعب جداً ولن أستطيع فعل شيء، فضلاً اجعله يهدأ وكأن الأمر بيد ولي الأمر فقط (يضغط زراً) وعلى الفور يهدأ الطفل، في المقابل تجد الطبيب/ الطبيبة الذي يتحدث للطفل فور دخوله ويناقشه بهدوء ويشرح له طريقة العلاج ببساطة ويأخذ ويعطي معه في الحوار حتى يستقر الوضع النفسي، ومن ثم يبدأ مراحل العلاج ويحاول أن يجعل الطفل في غاية السعادة وهو يشرح له أهمية نظافة الأسنان ودورها في الحفاظ على الصحة، ويجعل الموضوع مع الطفل عبارة عن صداقة وتعاون من أجل مصلحته الصحية، ويدور الحديث كأنه مع كبير في السن وغير ذلك، كل تلك الأمور محفزات للاستقرار النفسي حتى يتعود الطفل على طبيب الأسنان وتنقشع الرهبة من (إبرة البنج) والقناع البلاستيكي الذي يلبسه، وصوت (الدريلات) وجهاز الشفط، وغيرها فمنظر تلك الأدوات للوهلة الأولى مخيف، ويحتاج الكبير وليس الصغير فقط لوقت حتى يتأقلم، ويهدأ، ومن ثم يوافق على العلاج، فتمنيت الاستفادة من مؤتمر طب الأسنان الذي عُقد مؤخراً، في أن تكون هناك لقاءات مفتوحة مع الجمهور يتم من خلالها دعوة طلاب وطالبات المدارس وجعل تلك المناسبة وبهذا الحضور المنوع والكبير ومن خلال المعرض المقام رسالة توعوية تبقى في أذهان هؤلاء الصغار وتغير من الصورة الذهنية الخاطئة تجاه طبيب/ طبيبة الأسنان، مع توزيع مطويات وهدايا عليهم وتكون ضمن البرنامج المصاحب للفعاليات المميزة والناجحة التي احتضنها المؤتمر، لأن هؤلاء الصغار هم الأساس والقناعة ستزداد لديهم عندما يشاهدون هذا الجمع من الأطباء/ الطبيبات، وهم يتحدثون معهم بلغة بسيطة فكأنها حملة توعوية داخل مؤتمر علمي، أقول ذلك لأن مشكلات تسوس الأسنان أصبحت أمراً مزعجاً ومنتشراً بين الأطفال، وتحتاج للتوعية والعلاج منذ الصغر، ولنحقق الوقاية قبل العلاج.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1284