• ×
admin

النظام الغذائي في رمضان وتــــأثيـره عــلى الـــدواء

النظام الغذائي في رمضان وتــــأثيـره عــلى الـــدواء

د. هيا المشاري

من أهم التغيرات التي تحدث في الحياة اليومية للمريض في شهر رمضان المبارك هو التغير في النظام الغذائي والعلاجي، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى أن يتناول المريض أدويته على غير وقتها المعتاد وهذا قد ينتج عنه تغير في امتصاصها أو تركيزها في الدم وبالتالي قد تقل فعاليتها ويتأثر المريض. يتوارد إلى أذهان كثير من المرضى أسئلة عديدة خلال الشهر الكريم، منها: كيف أستطيع تغيير أوقات أدويتي؟ هل أقوم باستعمالها مع الإفطار أم مع السحور؟، وهل أتناولها قبل الأكل أم بعده؟.

إن الحبوب والكبسولات تبدأ بالتحلل في المعدة ثم تنتقل إلى الأمعاء الدقيقة حيث يبدأ امتصاصها في أغلب الأحيان، والامتصاص قد يتأثر بوجود الطعام من عدمه، فبعض الأدوية تزيد سرعة امتصاصها في حال تناولها المريض على معدة فارغة فبالتالي تزيد سرعة وصولها إلى الدم، ويعتبر هذا العامل جيداً لبعض الأدوية فهو يؤدي إلى زيادة فعاليتها وتكون قد تحققت النتيجة المطلوبة للمريض، مثل هذه الأدوية يمكن تناولها في بداية الإفطار للاستفادة منها بالصورة المطلوبة، لكن هذا العامل لا يعتبر جيداً للبعض الآخر فهو قد يزيد من سرعة امتصاصها وبالتالي تزيد فعاليتها عن الحد المطلوب مما قد ينتج عنه نتائج عكسية من الممكن أن تؤثر على صحته، ومن جهة أخرى فإن امتصاص بعض الأدوية لا يتأثر بالطعام مما يسمح بتناولها في أي وقت من فترة الإفطار إلى السحور، تحمّل المعدة للأدوية أيضا قد يتأثر بوجود الأطعمة، فبعض الأدوية عندما تؤخذ مباشرة بعد الصيام قد تزيد احتمالية حدوث اضطرابات وهيجان في المعدة، فيفضل في تلك الحالة تأخير تناولها لوقت الشبع بعد الإفطار.

من الأمور التي يجب الانتباه إليها خلال شهر رمضان هو حقيقة أن العادات الغذائية تختلف تماماً في بعض المنازل عن باقي شهور السنة، فأصناف الأطعمة المختلفة قد تتعارض مع بعض الأدوية التي يتناولها المريض أو مع فعاليتها، من الأمثلة على ذلك تعارض دواء الوارفارين الذي يستخدم لمنع الجلطات مع التغير في الكميات التي يتناولها المريض من الورقيات الخضراء التي تحتوي على فيتامين (ك) مع السلطات وغيرها، قد يزيد ذلك أو يقلل من سيولة الدم لدى المريض مما قد ينتج عنه زيادة في احتمال حدوث النزيف الدموي أو عكس ذلك الجلطات، وهذا قد يؤدي - لا قدر الله - إلى خطورة على حياة المريض، كذلك عدم اتباع الحميات المناسبة والزيادة من أكل الحلويات والنشويات قد يؤثر على الكثير من المرضى خصوصاً مرضى السكري الذين قد يجعلهم في عرضه لارتفاع السكر في الدم والحاجة إلى الزيادة في جرعات الأدوية التي يستخدمونها، كذلك فإن التغير في توقيت تناول الوجبات قد يؤثر أيضاً، فمريض السكري مثلاً في حالة استعمال الأدوية (خصوصاً الأنسولين) في غير وقتها المناسب قد يتعرض إلى زيادة في فعالية أدويته المتوقعة ناتجاً عن ذلك انخفاض السكر في الدم بشكل أكبر.

نتيجة لذلك من المستحسن للمريض أن يراجع كامل أدويته مع الطبيب أو الصيدلي قبل دخول شهر رمضان المبارك، ليتمكن من جمع المعلومات اللازمة بخصوص الأسئلة المتعلقة بأوقات وكيفية تناولها، وذلك لضمان الاستخدام الآمن والفعال الذي يعين المريض على إتمام الصيام في الشهر المبارك بدون ضرر.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  420