• ×
admin

أبحاث الوراثة تخدم صحة الرجل

أبحاث الوراثة تخدم صحة الرجل


د. وائل زهدي

يعاني الكثير من الأزواج من مشكلة تأخر الإنجاب وهذه المشكلة تهدر كيان الأسرة ولها عواقبها النفسية والاجتماعية الوخيمة، وفى الماضي اعتمد الكثيرون على الوصفات الشعبية والعلاج الشعبي الذي فشل فى إثبات كفاءتة على مر السنين ولكن نظراً لأن حدوث الحمل بأمر الله سبحانه وتعالى فقد يصادف حدوث الحمل فى بعض الحالات الفردية وذلك بعد فترة طويلة من تأخر الإنجاب مما يؤدي إلى رواج فكرة قدرة هذه الوصفات الشعبية على علاج حلات العقم المستعصية وتنسج بعد ذلك الكثير من القصص والأحاديث التى تروى عن مدى كفاءة هذه الطرق لعلاج الحالات.

التقدم العلمي
ومنح التقدم العلمي وتحسن وسائل التشخيص الجديد من أشعات وفحوص مخبرية بدأت تظهر أسباب هذه المشكلة وبالتالي أدت اقتراحات حلها تظهر فى الأفق تدريجياً وهنا يبدأ العلاج بحل جذور هذه المشكلة وبالتالي الوصول إلى علاج مناسب وفعال.
وبسؤال د. وائل زهدي ( أمراض الذكورة مراكز د. سمير عباس الطبية) عن الجديد في مجال العلاج والتشخيص لتأخر الإنجاب بالنسبة للرجل أجاب أنه ومع الثورة العلمية والكيميائية فى نهاية القرن الماضى ظهرت مجموعة من العقاقيرالجديدة والتى تعمل على تحسن كفاءة الخصية وزيادة قدرتها على إنتاج الحيامن ومع تطور الأساليب وطرق الجراحة ظهرت أيضاً وبنجاح قدرة هذه الجراحات على إعادة الخصوبة للرجل وهى على سبيل المثال لا الحصر عمليات ربط دوالى الخصية والتى تطورت من الجراحة التقليدية إلى جراحة المناظير ومن ثم إلى الجراحة باستخدام الميكروسكوب الجراحي (الجراحة الميكروسكوبية) والتى رفعت نسبة نجاح هذه العمليات بصورة كبيرة جداً كما تطورت جراحات إصلاح إنسداد البربخ والوعاء الناقل مما أدى إلى تحسن ملحوظ فى نسبة نجاح مثل نجاح هذه العمليات والتى أعادت الخصوبة الكاملة للمرضى الذين يعانون من غياب النطاف من السائل المنوى وأيضاً مع التطور العلمي بدأت تظهر أجيال جديدة من المضادات الحيوية والتى تقضي على بعض الجراثيم التى تصيب الجهاز التناسلي للرجل وتهدد خصوبته عن طريق تأثير هذه الجراثيم على صورة السائل المنوي.
وعلى الرغم من هذا التقدم العلمي والتقني إلا أنه لا تزال هناك بعض حالات تأخر الإنجاب لم يستطع العلم تشخيصها بعد ومن هنا ظهرت قدرة التحاليل الخاصة بفحص الكروموسومات (الصبغيات) وكذلك تحليل الحمض النووى والتى تتم عن طريق جهاز ( PCR ) وفك طلاسم وألغاز هذه الحالات والتى عجزت معها الفحوصات المخبرية العادية لكشف سبب مشكلة تأخر الإنجاب.
غياب النطاف
وفحص الكروموسومات يجري عن طريق الدم فى حالات غياب النطاف اللا انسدادى من السائل المنوي كما تجرى لبعض الرجال الذين لا تظهر عليهم علامات الذكورة واضحة من ناحية توزيع الشعر بالجسم أو لوجود صفات مؤقتة لديهم مثل الصوت الرفيع أو وجود تضخم بالثدى، وظهور التشوه فى الكروموسومات يدل على أن هذه الحالة خلقية ولكنها لا تنتقل فى العائلة لأن المريض يكون عقيماً، واختلال الصبغيات إما أن يكون من ناحية العدد أو التركيب والترتيب لهذه الصبغيات.
متلازمة كلاين
وأكثر هذه الحالات شيوعاً هى متلازمة كلاين فلتر ومعظم هذه الحالات لا يوجد لها علاج إلا بعمل الحقن المجهري والذي عادة يتم عن طريق استخلاص النطاف من الخصية عن طريق جراحة التفتيش عن الحيامن، وهناك حالات أخرى يكون فيها تحليل الصبغات الوراثية سليم تماماً ومع ذلك يعاني المريض من مشاكل جمة فى صورة السائل المنوي والتي تصل فى بعض الحالات إلى الغياب التام للنطاف ومن هنا ظهرت بعض التحاليل الجيدة والتى تعنى بالتركيب الجيني للكوموزم Y وهو أصغر كروموسوم في نواة الخلية لجسم الإنسان وهو يحمل كل الجينات المسئولة عن التحكم فى إنتاج النطاف ونظراً لأن حجم الجين صغيراً جداً هو جزء صغير من الكروموسوم فإن تحليل صبغيات الوراثة غير قادر على إظهار عيوب هذه الجينات.
حذف جيني
وأثبتت الأبحاث العديدة المختلفة أن 9-25% من مرضى انعدام النطاف من السائل المنوي وكذلك بعض حالات النقص الشديد فى عدد الحيامن يعانون من حذف جيني دقيق على هذا الكروموسوم.
ويضيف د. وائل زهدي أنه من المعروف أن الجين هو جزء من الحمض النووي داخل نواة الخلية ويقوم هذا الجين بتوجيه الخلية نحو انقسام مجموعة من البروتينات الخاصة ويختلف البروتين باختلاف الشفرة الوراثية الموجودة في الجين، وبالتالي تختلف الوظيفة والتأثير والجينات الموجودة على الذراع الطويل لهذا الكروموسوم الصغير ( Y ) تنتج أنواع مختلفة من البروتينات يلعب كل دوره فى إنتاج النطاف بدءًا من الخلية الأم مروراً بسلف النطاف إلى مرحلة الحيوان المنوي الكامل وكذلك بخروج الحيامن الملتصقة بجدار أنابيب الخصية إلى داخلها وهي عمليات معقدة جداً إذا دلت فإنما تدل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
سبب العقم
وغياب هذه الجينات والذي يمكن تشخيصه بسهولة الآن عن طريق تحليل ( PCR ) والذي يكشف سبب العقم الرئيسي عند هذه الحالات ويعكف العلماء حالياً على دراسة الطرق المختلفة لعلاج هذه الحالات عن طريق الأبحاث الوراثية الحديثة، ويأمل العلماء فى المستقبل في وسائل لتعويض هذه الجينات المفقودة وبالتالي علاج جزء كبير من الحالات التى كانت تعتبر من الحالات المستعصية.
وما هو متاح حالياً لهؤلاء المرضى هو إمكانية الحصول على بعض النطاف القليل من الخصية عن طريق التفتيش الجراحي داخلها وعمل حقن مجهري داخل سيتوبلازم البويضة ونقل الأجنة المخصبة بعد ذلك فى اليوم الثالث أو الخامس ويمكن عن طريق هذه التقنية الوصول إلى الطفل المنشود إن شاء الله.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  1907