• ×
admin

خشونة الركبة..

خشونة الركبة..
الإبر الموضعية لا يمكن مقارنتها بدواء الكورتيزون

د. ياسر محمد البحيري

تواصلا للحديث حول خشونة الركبة الذي اكدنا فيه الى ان هذا المرض هو شيء طبيعي مع التقدم في العمر وحول ما اذا كان قابلا للشفاء التام اشرنا الى أن هذا المرض وخصوصاً في الحالات المتقدمة هو عبارة عن مرض مزمن ليس له حل أو علاج نهائي أو جذري. كما تحدثنا عن الهدف من الخطة العلاجية واستكمالا للموضوع نتطرق اليوم الى:

الإبرة الموضعية داخل مفصل الركبة فوائدها كثيرة؟

الخطوة التي تصاحب الخطوات التي ذكرناها في عدد سابق هي استخدام الإبر أو الحقن الموضعي داخل الركبة. وهذه الإبر أو الحقن هي عبارة عن نوعين فالنوع الأول أو القديم أو المعروف لدى العامة باسم إبرة الكورتيزون هي في الواقع دواء ليست له آثار جانبية كدواء الكورتيزون عن طريق الفم وله خاصية مضادة للالتهابات ذات فعالية قوية وعندما يحقن داخل مفصل الركبة فإنه يؤدي إلى إزالة الالتهاب وبالتالي إزالة الآلام لفترات طويلة.

التدخل الجراحي يعيد المريض إلى ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي ومن دون ألم

وفوائد هذه الإبرة هي أنها تتفادى الآثار الجانبية لكثير من الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم والتي قد تؤدي بعد استخدامها لفترة طويلة إلى ظهور آثار جانبية مثل تقرحات المعدة وتقرحات الإثنى عشر أو آثار جانبية على الكلى.

وهي أيضاً مفيدة في فئة المرضى الذين يحتاجون الجراحة ويرغبون في الجراحة ولكن تكون حالتهم الصحية العامة لا تتحمل الجراحة ولا تتحمل تناول الأدوية عن طريق الفم.

والواقع هو أن هذه الإبرة الموضعية قد ظلمت كثيراً لأنها تقارن بدواء الكورتيزون الذي يتناوله المريض عن طريق الفم. فدواء الكورتيزون وأنواعه التي يتم تناولها عن طريق الفم هي أدوية مهمة جداً ويتم إعطاؤها تحت إشراف طبي وضمن خطة معينة وهي في كثير من الأحيان بإذن الله تساعد على إنقاذ حياة المريض في بعض الأمراض الروماتزمية المهمة مثل مرض الذئبة الحمراء (SLE) ومرض الرثوية (Rheumatoid arthritis) أو غير ذلك من الأمراض.

وعلى الرغم من أن هناك بعض المضاعفات المحتملة لدواء الكورتيزون الذي يتم تناوله عن طريق الفم مثل زيادة مستوى السكر في الدم أو زيادة الوزن إلا أن فوائده في هذه الأمراض تفوق مضاره بمراحل كثيرة. ولا يجب مقارنته بالإبر الموضعية لأن هذه الإبر كما ذكرنا سابقاً لا يتم امتصاصها إلى الجسم وتبقى داخل مفصل الركبة وتعمل على إزالة الالتهاب والألم وانتفاخ الركبة من دون الآثار الجانبية على باقي الجسم.

وقد يتم تكرار هذه الإبرة الموضعية كل بضعة أشهر أو كل بضعة سنوات حسب حالة المريض. وعلى الرغم من أنها لا توقف مرض الخشونة ولا تزيله إلا أنها تساعد على إزالة الأعراض والتخفيف من الآلام ومساعدة المريض أو المريضة على العودة لممارسة الأنشطة اليومية مثل المشي والصلاة بشكل طبيعي بإذن الله. ولا يجب الاعتماد عليها كلياً لأنها لا تمثل حل جذري للمشكلة ولذلك يجب عمل تمرينات تقوية للركبة وأخذ الإحتياطات الأخرى.

الإبرة الزلالية داخل مفصل الركبة؟

إذا ما تخيلنا أن هناك باباً داخل المنزل قد قدمت مفاصله وأصبحت تصدر أصواتاً مزعجة عند إغلاق الباب وفتحه ثم زادت هذه الأصوات وزادت صعوبة إغلاق الباب وفتحه خلال الأسابيع والأشهر فماذا يكون الحل؟

الحل البديهي هُو أن يتم تشحيم وتزييت مفصل الباب لأن هذا التشحيم سوف يؤدي غرضين. الغرض الأول هو إزالة الأصوات المزعجة. أما الغرض الثاني فهو إطالة عمر المفصل وتفادي الحاجة إلى تغيير الباب أو المفصل في المستقبل. وبالنسبة للإبر الزيتية أو الزلالية فهي تعمل عمل التشحيم تماماً فهي تساعد على إزلة الآلام التي يشعر بها المريض بشكل يومي إضافة إلى ذلك فإنها على المدى الطويل تساعد بإذن الله على المحافظة على المفصل وتأخير أو تفادي الحاجة إلى عملية جراحية. وهذه الإبر متوفرة منذ ما يقارب عشرة إلى خمسة عشرة عاماً وقد تطورت وأصبحت في الفترة الأخيرة ذات جودة عالية وهي مصنوعة في أكثر من بلد ومنها الرخيص الثمن ومنها الغالي الثمن ومنها التي يتم إعطاؤها على شكل كورس مكون من خمسة إبر أو ثلاثة إبر ومنها أيضاً الأنواع الجديدة التي يتم إعطاؤها في حقنة واحدة.

والجميل في الموضوع أن هذه الإبر لا تحتوي على أي مواد كيميائية غريبة عن الجسم ولا تحتوي على أي عقاقير ولكنها تحتوي على مادة الهيالويورونيك أسيد (Hyaluronic Acid) المشابهَ في تركيبته تماماً للسائل الموجود داخل الركبة الطبيعية. ومن هذا المنطلق فهذه الإبرة الزلالية أو الزيتية هي عبارة عن تعويض للسائل الذي كان موجوداً داخل ركبة المريض الذي أدى جفافه إلى ظهور الخشونة مع العوامل الأخرى.

وهذه الإبرة أيضاً لا توجد لها أي آثار جانبية لأنه لا يتم امتصاصها في الجسم وهي مأمونة وفعالة في الغالبية العظمى من المرضى خصوصاً إذا ما تم استخدامها في المراحل الأولى من المرض. أما في المراحل المتأخرة من المرض فتكون فعالية هذه الإبر الموضعية ضعيفة لأن المفصل يكون قد دمر ويحتاج إلى عملية جراحية. هذه الإبرة يتم حقنها عن طريق استشاري جراحة العظام وقد يستمر مفعولها لبضع سنوات أو بضعة شهور حسب درجة الخشونة وحسب التزام المريض أو المريضة بالخطة العلاجية المتكاملة التي ذكرناها سابقاً. ولعل هذه الإبرة هي أقرب شيء إلى حماية المفصل وتوفير شفاء من هذا المرض بإذن الله تعالى لأنها كما ذكرنا سابقاً تقوم بتغليف أجزاء المفصل المريضة وتساعد على تقليل احتكاكها بعضها ببعض وبالتالي إلى إيقاف تدهور المرض وإيقاف الخشونة وإلى عدم تطورها بإذن الله.

العمليات الجراحية لمرض خشونة مفصل الركبة ؟

عندما تفشل جميع الطرائق والأدوية والخطط التي ذكرناها سابقاً وعندما تصبح حياة المريض صعبة نتيجة الآلام التي يشعر بها المريض أو تشعر بها المريضة في الركبتين فإن الخيارين الذين لا ثالث لهما هو إما أن يستمر المريض أو المريضة في العيش بطريقته الصعبة ويتحمل الألم مع العلم أن الحاله سوف تتدهور في المستقبل أو أن يتكل على الله ويأخذ بأسباب التدخل الجراحي لعلاج هذا المرض. والتدخل الجراحي يتم اللجوء إليه بغرض إعادة المريض أو المريضة الى ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي وسلس ومن دون ألم بإذن الله.

وخلال السنوات السابقة حصلت تطورات هائلة في مجال جراحة مفصل الركبة أدت إلى تحسين النتائج بشكل مذهل وكبير ما أدى إلى انتشار جراحة مفاصل الركبة في العالم بحيث يتم إجراء ما يقارب المليونين والنصف عملية سنوياً في جميع أنحاء العالم يستفيد منها هؤلاء المرضى بإذن الله. والتطورات التي حدثت شملت جميع مراحل العملية بما في ذلك مرحلة تهيئة المريض قبل العملية ومرحلة نوعية التخدير الذي يتم استخدامه أثناء العملية وأيضاً حصل تطور في طريقة زرع المفصل داخل الركبة وأيضاً في نوعية المواد التي يتم استخدامها في العملية. والعمليات التي يتم استخدامها تتكون من عملية المنظار وتنظيف الغضروف أو عملية المفصل الصناعي.

ونتطرق العدد القادم ان شاء الله تعالى الى الطرائق الجراحية للعلاج.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1137