• ×
admin

الطفولة الوسطى... مرحلة اتساع الآفاق المعرفية والعقلية!

الطفولة الوسطى... مرحلة اتساع الآفاق المعرفية والعقلية!
على الوالدين التركيز على تعليم الأبناء الأخلاق والتعامل الحسن

د. علي الزهراني

مرحلة الطفولة الوسطى والتي يسميها بعض العلماء بمرحلة الحوادث نظرا لرغبة الطفل ولهفه لاكتشاف العالم الخارجي، هذه المرحلة تبدأ من عمر السابعة حتى نهاية سن التاسعة.

وتعد حقيقة هذه المرحلة نقلة في حياة الطفل، حيث ينتقل من بيئة ألفها ردحا من الزمن واقصد بيئة المنزل والتي امتدت لست سنوات إلى بيئة جديدة لم يألفها من قبل ألا وهي بيئة المدرسة. في هذه المرحلة تتسع الآفاق المعرفية والعقلية للطفل، ويبدأ الطفل في تعلم المهارات الأساسية من قراءة وكتابة وحساب هذا بالإضافة إلى أن الطفل في هذه المرحلة يتعلم الاستقلالية وتكوين علاقات اجتماعية جديدة.

مراحل النمو التي يمر بها الطفل في هذه المرحلة

النمو الجسمي:

تسمى هذه المرحلة بمرحلة النمو الجسمي البطيء المستمر، حيث يزداد الطول بنسبة 5% والوزن 10%، ويصل الرأس إلى حجم رأس الراشد. وفي هذه المرحلة تتساقط الأسنان اللبنية وتنمو الدائمة. ومع هذا النمو البطيء المستمر الذي تشهده هذه المرحلة إلا أن هناك نموا سريعا للذات.

النمو الحركي:

في هذه المرحلة تنمو العضلات الكبيرة والصغيرة في آن معا، حيث يلاحظ حب الطفل في هذه المرحلة للأعمال اليدوية. كما أن الطفل بهذه المرحلة يستطيع أن يلبس ملابسه بنفسه وبدون مساعدة، بل يتعداها لمهارات أكثر تعقيدا تحتاج إلى تآزر بصري حركي كالتسلق والعوم والجري والرسم.

النمو الحسي:

يلاحظ في هذه المرحلة تطور في النمو الحسي وخاصة فيما يتعلق بالإدراك الحسي حيث يتضح ذلك في عملية القراءة والكتابة. في بداية هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يدرك فصول السنة، حيث يدرك في سن الثامنة شهور السنة، كما انه يدرك أيضا المدى الزمني للدقيقة والساعة والأسبوع والشهر، وتزداد قدرته على إدراك الأعداد فيتعلم العمليات الحسابية الأساسية حيث يعرف الطرح في سن السادسة والضرب في السابعة والقسمة في الثامنة (زهران، 2005).

النمو اللغوي:

بلا شك أن الالتحاق بالمدرسة سوف يؤثر إيجابا على النمو اللغوي عن الأطفال في هذه المرحلة، حيث تعلمه المدرسة مهارات سلوكية وأكاديمية وتوسعا من حصيلته الثقافية وبالتالي يزداد ذكاء الطفل في هذه المرحلة.

كما ينمو التخيل من الإيهام إلى الواقعية والابتكار والتركيب، وينمو اهتمام الطفل بالواقع والحقيقة، وينمو حب الاستطلاع عند الطفل، ولذا نجدهم يحبون الاستماع إلى الحكايات والقصص الخيالية.

النمو اللغوي:

عندما يدخل الطفل للمدرسة يكون حصيلته من المفردات أكثر من 2500 كلمة، إلا أن حصيلته اللغوية تزيد 50% في هذه المرحلة، حيث تعتبر هذه المرحلة مرحلة الجمل المركبة الطويلة، ولا يقتصر الأمر على التعبير الشفوي، بل يمتد إلى التعبير التحريري.

وأما عن القراءة فيتقن الطفل بهذه المرحلة القراءة الجهرية جنبا إلى جنب مع القراءة الصامتة، حيث يستطيع الطفل التمييز بين المترادفات ومعرفة الأضداد ليصل بنهاية هذه المرحلة إلى مستوى نطق الراشد.

النمو الانفعالي:

تتهذب الانفعالات بهذه المرحلة نسبيا تمهيدا للهدوء الانفعالي، حيث يتعلم الأطفال بهذه المرحلة كيف يشبعون حاجاتهم بطريقة أكثر عقلانية بدلا من نوبات الغضب والانفعال الملاحظة على الطفل بالمرحلة السابقة. كما أن العواطف تنمو لدى الطفل في هذه المرحلة حيث يبدي الطفل الحب للآخرين ويتمنى منهم أن يبادلوه بنفس المشاعر، بل انه يصدم عندما يلاحظ الجفاء واللامبالاة من الآخرين حتى لو أن كان من خلال النظرات ولغة الجسم.

النمو الاجتماعي:

تتسع دائرة الاتصال الاجتماعي بمجرد دخول الطفل للمدرسة حيث يتعلم الطفل من خلال اللعب الكثير، سواء عن أنفسهم أو الأشخاص الذين يلعبون معهم. كما أن الصداقات تزيد في هذه المرحلة، حيث ان مفهوم الصداقة يتغير في هذه المرحلة ليصبحوا حلفاء بعد أن كانوا بالمرحلة السابقة منافسين يحتاجون إلى التأديب! لذا يلاحظ اللعب الجماعي بهدف تحقيق مكاسب مشتركة، ويكون العدوان واضحا بين الذكور ولكنه قليل بين الإناث، ولو لجأت الأنثى للعدوان فان عدوانها يكون لفظيا.

النمو الجنسي:

تعد هذه المرحلة فترة كمون للبلوغ الجنسي حيث يلاحظ قلة الاهتمام بالنواحي الجنسية لدى الطفل بهذه المرحلة، حيث يكون الأطفال مشغولين بالألعاب والأنشطة الاجتماعية والتربوية، ولكن هذا لا يمنع الطفل أن يكون لديه حب الاستطلاع الجنسي، حيث يميل البعض منهم إلى القيام بتجارب جنسية من باب اللعب الجنسي، وهذا لا يعني أن الآخرين الذين لا يحاولون الاكتشاف بل قد يكبتون ذاك بسبب المحددات الاجتماعية، ثم سرعان ما ينفجرون بطريقة غير عقلانية.

النمو الديني:

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع). هذه المرحلة هي المرحلة المناسبة لتعليم الأطفال الدين الإسلامي الحنيف، تعليمه الصلاة من خلال القدوة الحسنة، وعلينا أن نستخدم التعزيز المستمر او المتقطع سواء المعنوي بالابتسامة والشكر والمدح أمام الآخرين آو بشراء الحلوى عند العودة من الصلاة، وهذه الأمور تجعل الصلاة خبرة سارة لدى الطفل يريد أن يكررها مرارا، وأما الضرب (وبالذات بهذه المرحلة) سوف يجعل الطفل ينفر من الصلاة، بل انه سيمارسها فقط إرضاء لوالديه، بل انني اجزم بأن القدوة والتعزيز سيجعلان الطفل يحب الصلاة وللأبد وبروحانية تملؤها السعادة.

كما أن هذه المرحلة فرصة لشراء القصص الهادفة التي تتحدث عن القدوات والرموز سلفنا الصالح، ونحاول أن نراجعها مع الطفل بالبيت وبالسيارة وقبل النوم، ونحاول أن ندعم كل فكرة تمثلت بسلوك، لان هذا يدل بأن الطفل بدأ يطبق ماتعلمه من تلك القصص.

النمو الخلقي:

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم).

شيء جميل أن يركز الآباء والأمهات على العبادات ولكن الأجمل أن نعلم أبناءنا الأخلاقيات، لان الدين المعاملة. للأسف ما نلاحظه من أطفالنا وشبابنا هو سلوكيات لا تتماشى مع روح الدين، فعلينا كآباء وأمهات أن نركز على تعليم أبنائنا الأخلاق والتعامل الحسن جنبا إلى جنب مع تعليمهم العبادات.

وسوف نتحدث بتوسع أكثر عن هذا الأمر عندما نتحدث عن الطفولة المتأخرة في العدد القادم بحول الله وقوته.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  984