• ×
admin

سُكري.. لرُبع السكان..؟!

سُكري.. لرُبع السكان..؟!

د. سلمان بن محمد بن سعيد

كثيرة هي الإحصائيات عن مرض السكر أو السكري.. والتي يعرفها الكثير منا.. تُفيد بعضها بأن 25% من سكان المملكة يُعانون من داء السكر.. رجالا ونساء.. صغارا وكبارا.. وثمة حقيقة علمية لا يعرفها الكثير من الناس.. خاصة كبار السن من مرضى السكر.. والحقيقة العلمية هي ان إغماء انخفاض السكر أخطر بكثير على المريض من الإغماء الناتج عن ارتفاع السكر.. الذي يشتكي منه مرضى السكر بين حين وآخر.. ذلك ان خلايا المخ لا تتحمل انخفاض السكر الحاد والمفاجىء لأكثر من ثوانٍ قليلة.. بعدها تموت خلايا المخ ويدخل المريض في إغماءة قد لا يفيق منها أبداً.. أما إغماءة ارتفاع السكر.. فمعظم من يتعرض لها (بفضل الله) وهي الأكثر حدوثا.. تمر عليه بسلام ويفيق المريض منها.. ومريض السكر الواعي يجب عليه أن يحتاط لانخفاض السكر أو ارتفاعه.. بتنظيم أكله وأخذ ما يصفه له الطبيب من أدوية أو حقن انسولين.. وعدم (التخبيص) في الاثنين (الغذاء والدواء) ولدي أقارب ومعارف كُثُر مصابون بداء السكري.. أجد بونا شاسعا واختلافا كبيرا بين بعضهم البعض في تعاملهم مع المرض الخطير والمزعج.. وبالتالي نتائجه على صحتهم التي تنعكس على نوعية الحياة التي يعيشونها.. والإنسان (العاقل) بإمكانه التأقلم مع أي مرض كَتبهُ اللهُ عليه.. بل والاستفادة من أي وضع أُجبرَ عليه نتيجة المرض.. وأذكر صديقاً عزيزاً أُصيب بالسكري.. أصبح من ممارسي رياضة المشي المفيدة.. والتي لم يكن يمارسها قبل إصابته بالمرض.. وكثير من الناس يربطون بين مرض السكر والثراء.. وكثيرة هي القصص والنوادر حول هذا الموضوع.. رويت إحداها في سوانح ماضية.. عمن فرح بإصابته بالسكر.. لأنه دليل على أنه سيصبح تاجرا.. لارتباط مرض السكر في أذهان البعض بأنه مرض الأغنياء والتجار فقط.. فأختم سوانح اليوم بقصة حدثت في السبعينيات الميلادية.. من القرن الماضي.. أيام الطفرة العقارية التي أثرى منها البعض.. ومنها حادثة تُروى عن احد كبار السن ومستور الحال.. ومن حسن حظه أنه صديق لتاجر كبير في العقار ومصاب بداء السكر.. ولا يشرب الشاي إلا مرا وبدون سكر.. بعكسه حيث يشرب كل بيالة شاي.. وقد أُذيب فيها الكثير من السكر.. ويحضر كل يوم بعد العصر لمكتب صديقه العقاري الثري.. وفي إحدى المرات حضر بيعة لأرض.. فصديقه الثري يريد حضوره الصفقة لتنفيعه.. وقد قيل من حَضَرَ القسمة فليقتسم.. فناله من الصفقة مئتي ألف ريال أو تزيد قليلاً.. وهي (طفسه) مقارنة بقيمة الأرض التي بيعت بمئات الملايين.. وفي اليوم التالي قام قهوجي المكتب العقاري.. كما تعود.. بإحضار الشاي وتوزيعه.. على من في المكتب.. وعندما أعطى (مُحدَث النعمة) بيالة شاي محلاة بالسكر كالعادة.. أعادها إليه.. وهو يقول من الآن وصاعداً (صب لي) شاهي مر.. شاهي التجار.. فقد أصبحت من التجار.. ولله الحمد.. وأتوقع أنني قد أُصبت بداء السُكري.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1607