• ×
admin

العملية الأيضية والعوامل المؤثرة

العملية الأيضية والعوامل المؤثرة

هوازن العتيبي

العملية الأيضية ببساطة هي مجموعة العمليات الكيميائية الحيوية التي يستخدمها الجسم في حرق الطعام لإنتاج السعرات الحرارية اللازمة للقيام بوظائف الجسم المختلفة، وعند حدوث خلل في تلك العملية الأيضية في شخص ما، فإن مجموعة من الأمراض أو الأعراض قد تظهر مجتمعة في الشخص نفسه، كالسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم وازدياد مقاومة الجسم للانسولين مما يؤدي الى الإصابة بالنوع الثاني من السكري بالإضافة الى الإصابة بأمراض القلب وهذا ما يعرف بالمتلازمة الأيضية.

إنّ تشخيص المتلازمة الأيضية لشخص ما، عادة ما يتم عند وجود ثلاثة عوامل خطورة على الأقل مجتمعة في الشخص نفسه وهي كالتالي:

* السمنة المركزية: حيث تتركز الدهون فى منطقة الوسط وأعلى البطن عندها يبلغ محيط الخصر عند الرجال ب102 سم أو أكثر وعند النساء ب 88 سم أو أكثر. يقال ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلا سمينا فقال له ماهذا، فقال الرجل هذه نعمة الله فقال عمر، بل سخط الله، ثقل في الدنيا ونتن في القبر.

* زيادة مستوى الدهون الثلاثية عن المعدل الطبيعي أي بمقدار 150 ميليغرام/ ديسيليتر أو أكثر.

* قلة مستوى الكوليسترول العالي الكثافة (HDL) أو مايسمى بالكوليسترول الجيد عن المعدل الطبيعي أي بمقدار 40 ميليغرام/ ديسيليتر أو أقل عند الرجال و 50 ميليغرام/ ديسيليتر أو أقل عند النساء.

* ارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي أي بمقدار 80/130 أو أكثر.

* ارتفاع نسبة سكر الدم الصائم عن المعدل الطبيعي أي بمقدار 100 ميليغرام/ ديسيليتر أو أكثر.

إنّ للعوامل الجينية والبيئية وعوامل أخرى كذلك مجتمعةً معاً دوراً أساسياً في الإصابة ومقدار الوقاية من المتلازمة الأيضية فوجود تاريخ عائلي بالإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم والدهون الثلاثية وأمراض القلب يزيد من فرص الإصابة بالمتلازمة الأيضية وهذا عامل لا يمكن التحكم بوجوده من عدمه ولكن امكانية التحكم بالعوامل البيئية والعوامل الأخرى يلعب دوراً كبيراً في الوقاية من المتلازمة الأيضية وكذلك بمقدار التحكم العلاجي عند الإصابة بها وتشمل هذه العوامل نمط الحياة غير الصحي المشتمل على قلة النشاط البدني والغذاء غير الصحي غني بالنشويات والدهون، فقير الألياف والفيتامينات والمعادن والتي بدورها تؤدي الى السمنة حيث بينت الدراسات الأمريكية أن 60% ممن يعانون من المتلازمة الأيضية يعانون من السمنة وأنّ اكتساب 2-3 كيلوغرامات سنوياً زيادةً عن الوزن الطبيعي للبالغين يزيد من فرص الإصابة بالمتلازمة الأيضية بمقدار 45 %. فالعلاج والوقاية اذاً وجهان لعملة واحدة لا يتمان أبداً الا بتبني نمط حياة صحي يشمل الوعي الغذائي والنشاط الرياضي وذلك بإدراك الفرد منّا أولاً، «قيمة» الغذاء بمعرفة أنّ الدافع الأساسي لتناول الطعام انّما هو لإمداد الجسم بالمغذيات الضرورية للقيام بالوظائف الحيوية المختلفة على أكمل وجه وذلك بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والفقيرة بالدهون كالحبوب الكاملة واللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك والبيض والحليب والألبان ومشتقاتها قليلة الدسم والمكسرات والفواكه والخضراوات وبالتالي فإنّ تلك المعرفة بأنواع وأصناف الأطعمة المختلفة وما تمده من مغذيات أساسية متعددة تختلف باختلاف الأصناف تضمن للفرد منّا الاختيار الصحيح للطعام كصنف وطريقة طهي تضمن لتلك الأطعمة احتفاظها بقيمها الغذائية, مع ضرورة الانتباه الى كمية الطعام المتناولة فتناول الطعام ليس للتسلية أو وسيلة للتنفيس عن الضغوطات وهو مايسمى ب «الأكل العاطفي» أنّه ليس «للشبع» فحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه كما قال الرسول الكريم بل هو لل(اكتفاء) قال الإمام علي رضي الله عنه في وصية لابنه لا تأت الطعام إلا وأنت تشتهيه وقم عن الطعام وأنت تشتهيه من أجل الحفاظ على وزن صحي مثالي. ولا يتم ثانياً الا بالقيام ببرنامج رياضي منظم لا يقل عن 150 دقيقة اسبوعياً بمعدل نصف ساعة لمدة خمسة أيام اسبوعياً أو ساعة كاملة لمدة ثلاثة أيام في الاسبوع وللأسف الشديد أنّه وبالرغم من أنّ العديد منّا لا تخفى عليه فوائد الرياضة الا أنّ الكثير منّا يتقاعس عن أدائها وهذه بعض النصائح:

* أولاً يجب أن تختار الرياضة التي تستمتع بها لتداوم عليها كالسباحة مثلا، ومن الممكن كذلك أن تقوم بممارسة الرياضة في أجواء مسلية كمشاهدة التلفاز أثناء المشي أو الاستماع إلى الموسيقى المحببة لك.

* إذا كنت قادراً على شراء جهاز رياضي أو الاشتراك في نادٍ رياضي فهذا جيد وإن كنت لا تقدر على ذلك فهناك أنواع عديدة من التمارين الرياضية التي لا تتطلب أجهزة بالضرورة كالمشي، وبإمكانك كذلك الاستعانة بالأدوات المنزلية لتحل محل الأثقال.

* نتيجة حرارة الجو المرتفعة في معظم أوقات السنة فننصح عادةً بالمشي في الأماكن المغلقة كالمجمعات التجارية والمدارس وأماكن العمل.

* إن كان لا يتوفر لك الوقت الكافي لممارسة الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة أو ساعة كاملة متواصلتين فحاول أن تقوم بتوزيع الدقائق على مدار اليوم.

* أخيراً حاول أن تجعل يومك مليئاً بالحركة، كاستخدام الدرج عوضا عن المصاعد ولتحاول ربة المنزل كذلك المساعدة في الأعمال المنزلية عوضاً عن الاستعانة بالعاملة المنزلية.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1440