• ×

الاستنساخ

0
0
828
 
الاستنساخ هو عملية يتم فيها إنتاج نسخة مطابقة جينيا من خلية أو نسيج أو كائن حي، ويطلق على النسخة الجديدة مصطلح 'مُستنسخ'. وتعتبر النعجة الأسكتلندية دوللي أشهر المستنسخين. ويعوّل العلماء على تقنية الاستنساخ في تطوير أنسجة وأعضاء لعلاج الأنسجة أو الأعضاء المصابة أو التالفة بالجسم البشري.

وتوجد هنالك ثلاثة أنواع من الاستنساخ:

- الجيني، وفيها يتم إنتاج نسخة جديدة مطابقة من الجينات أو جزء من المادة الوراثية 'DNA'

- الإنجابي، حيث يتم إنتاج حيوان جديد بالكامل مطابق للأصلي، مثل النعجة دوللي.

- العلاجي، والذي يقوم بإنتاج خلايا جذعية جنينية يتم استخدامها في علاج الأمراض.

ومع أن العديدين يعتقدون أن الاستنساخ عملية تحدث صناعيا فقط، فإنه بالطبيعة توجد حالتان يتم فيها إنتاج كائن حي مطابق لكائن آخر تماما. الأولى بعالم البكتيريا التي تتكاثر عبر عملية تسمى التكاثر اللاجنسي، وتؤدي لتكوين خلايا جديدة تحمل نسخة مطابقة تماما للمادة الجينية التي بالخلية الأم.

والحالة الثانية هي بعالم البشر، وتحدث بالتوائم المتطابقة، فبعد تخصيب البويضة من قبل الحيوان المنوي تنقسم إلى خليتين تحملان نفس المادة الوراثية، وهذا يعني أن التوأميْن الوليدين سيحملان نفس التركيبة الجينية.

أنواع الاستنساخ واستعمالاته:

الاستنساخ الجيني:
ويهدف إلى الحصول على كمية كبيرة من جين معين بغرض دراسته مثلا، ويتم عبر إدخال الجين الذي يراد استنساخه من كائن حي معين مثلا، إلى المادة الجينية لخلية تدعى 'فيكتور' والتي قد تكون خلية بكتيرية أو فطريات أو فيروسات.

ثم يتم وضع هذا الفيكتور بالمختبر في ظروف مناسبة مما يؤدي إلى تكاثره، وبالتالي استنساخ كمية كبيرة من المادة الجينية المرغوبة.

الاستنساخ الإنجابي:
ويستخدم لاستنساخ حيوانات بأكملها، وذلك عبر الخطوات التالية:

أخذ المادة الوراثية من نواة خلية جسمية من الحيوان الذي يرغب في استنساخه، مثل خلية جلد (أي تحتوي على كامل عدد الكروموسومات لا نصفها).

يتم أخذ بويضة وتفريغها من المادة الوراثية، أي أنها لا تحتوي على النوية التي بها الكروموسومات، ومحتواها من الجينات يساوي صفرا.

يتم إدخال المادة الوراثية من الخلية البالغة إلى البويضة الفارغة، ويتم ذلك عبر حقنها أو استخدام تيار كهربائي لدمج الاثنتين معا.

تزرع البويضة الجديدة بالمختبر في أنبوب اختبار.

تنقل البويضة إلى رحم أنثى تسمى 'الأم البديلة'، لتحمل بها وتلدها بعد حين.

الوليد يحمل نفس المادة الوراثية للخلية الأصلية التي تم استنساخها.

هذه الطريقة هي التي تم استعمالها لاستنساخ النعجة دوللي.

تطبيقات الاستنساخ الإنجابي:

استنساخ حيوانات ذات صفات مرغوبة مثل أبقار غزيرة الحليب أو ذات نسب مرتفعة من لحم الهبر.

استنساخ حيوانات متطابقة لإجراء اختبارات الأدوية عليها، مما يساعد في الحصول على نتائج متجانسة وواضحة ولا يلعب فيها الاختلاف بين الحيوانات دورا في تشويش نتائجها.

استنساخ الفصائل المهددة بالانقراض من الحيوانات.

سلبيات الاستنساخ الإنجابي:

تقنية الاستنساخ الإنجابي ذات فعالية منخفضة للغاية، فالنعجة دوللي نجح استنساخها من بين 277 جنينا، أي كانت نسبة النجاح 1 على 227، وهي نسبة منخفضة للغاية.

المواليد المستنسخة تعيش عادة لفترة أقصى، فمثلا النعجة دوللي عاشت لست سنوات فقط، وهي نصف معدل حياة النعاج وهو 12 سنة.

المستنسخ عادة ما يعاني من مشاكل بالأعضاء كالقلب والكبد والدماغ.

مشاكل في جهاز المناعة.

الاستنساخ العلاجي:

يشبه هذا النوع الاستنساخ الإنجابي، ولكن الهدف النهائي مختلف. ففيما يسمح الاستنساخ الإنجابي للبويضة بالنمو لتكوين كائن حي جديد يزرع برحم الأم البديلة، يستعمل الاستنساخ العلاجي البويضة كمصدر لإنتاج الخلايا الجذعية، وهي خلايا تملك قدرة غير محدودة على التكاثر والتمايز لأي نوع من الخلايا، والتي يقول العلماء إنها قد تحمل أملا بعلاج العديد من الأمراض. كما تساعد هذه الطريقة في الاستنساخ العلماء على فهم أعمق لطبيعة وكيفية تطور الأمراض.

سلبيات الاستنساخ العلاجي:

الاستنساخ العلاجي يتطلب تدمير الجنين بالمختبر لأخذ خلاياه الجذعية، مما يثير قضايا أخلاقية.

يشير بعض العلماء إلى وجود تشابه بين الخلايا الجذعية وخلايا السرطان، إذ تقول بعض الدراسات إنه بعد ستين انقساما خلويا يتجمع بالخلايا الجذعية طفرات كافية لتحويلها إلى سرطانية. ولذلك فإنهم يطالبون بالمزيد من الأبحاث قبل استخدام هذه التقنية في علاج الأمراض لدى الإنسان.

ادعاءات ومزاعم غير صحيحة:

حذرت المؤسسة الوطنية لأبحاث الجينات البشرية بالولايات المتحدة، وهي مؤسسة بحثية حكومية، من العديد من المزاعم غير الصحيحة، منها أن 'استنساخ البشر أمر سهل وتم بالفعل' إذ ترد على هذا الادعاء بأنه لا توجد أدلة على نجاح استنساخ أجنة بشرية، وجميع الادعاءات والمزاعم التي تم إعلانها لا أدلة علمية عليها إطلاقا.

ومن ناحية علمية فيعتقد أنه من الصعب للغاية استنساخ خلايا جنينية بشرية وذلك بسبب خصائص متعلقة بنفس طبيعة الكروموسومات البشرية، إذ تؤدي إزالة نواة البويضة الإنسانية إلى إزالة عضيات ضرورية للانقسام الخلوي، والنتيجة تكون عدم نجاح انقسام الخلايا، وهذه مشكلة غير موجودة بالثدييات الأخرى مثل القطط والأرانب. وفي شأن متصل أيضا تشير المؤسسة إلى أنه لا توجد أدلة حتى الآن على إنتاج أجنة بشرية لغايات الاستنساخ العلاجي.

كما تؤكد المؤسسة أنه بينما تخضع عملية استنساخ الجينات لإجراءات تنظيمية حازمة، وهي مقبولة عالميا على نطاق واسع، فتواجه تقنيات الاستنساخ الإنجابي والعلاجي العديد من القضايا، منها هل يجوز استنساخ شخص على قيد الحياة مما يعني وجود شخصين منه في نفس الوقت؟ أو هل يجوز استنساخ شخص قد مات بالفعل؟

كما أن الاستنساخ العلاجي مثلا يتطلب تدمير الجنين المزروع بالمختبر في أيامه الأولى، وذلك لأخذ الخلايا الجذعية منه واستخدامها. ويجادل البعض بأنه مهما كانت الغاية من ذلك فإنه يعد عملا غير أخلاقي.

الجزيرة