• ×

النساء والأطفال الأكثر تضرراً من كارثة جدة

0
0
936
 
حذر مختصان نفسيان من إهمال العلاج النفسي لمتضرري كارثة السيول التي شهدتها جدة أخيرا، لا سيما الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النوم وتعكر المزاج والغضب السريع.
وطالبت الدكتورة سميرة الغامدي والدكتور محمد إعجاز براشا عبر «عكاظ»، أولياء الأمور بضرورة مراجعة العيادة النفسية المخصصة لدراسة الحالات واقتراح العلاج اللازم لها.

ثلاث مراحل
المتخصصة النفسية للأطفال الدكتورة سميرة الغامدي أوضحت «أن أعراض حالة ما بعد الصدمات النفسية تظهر على المرضى على ثلاث مراحل، وتستمر شهرا حتى تشخص، مثل استرجاع الحدث الذي سبب الصدمة من خلال تذكر الموقف، أو استرجاع الموقف من خلال الكوابيس الليلية، وتكون ردة فعل الشخص العاطفية والجسدية مبالغا فيها على الأشياء التي تذكره بالحدث، أو على النقيض كالتجنب والحذر من الأماكن التي تذكره بالأنشطة التي صاحبت تعرضه للصدمة، وتجنب التفكير والحديث عن الصدمة أو الأحداث التي رافقتها، مما يصاحبها من عدم الرغبة في العمل، والشعور بالكسل والعجز والانزواء وفقدان الأمل، كما يحدث لدى المصاب بما يسمى اليقظة المفرطة مثل صعوبات النوم، تعكر المزاج، الغضب السريع وصعوبات التركيز».

اختلاف الأعراض
وأشارت الغامدي إلى أن «الأعراض التي تظهر على الأطفال تختلف عن الأعراض السابقة، وتختلف حسب المراحل العمرية، لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الأعراض باختلاف الأعمار، فالأطفال دون الستة أعوام قد تظهر عليهم سلوكيات لم يعتادوها كمص الإصبع، والتبول الليلي، والارتباط المفرط بالوالدين، واللحاق بهما أينما ذهبا، وفقدان الشهية، والخوف من الظلام، والابتعاد عن أصدقائهم وهواياتهم».
وأضافت «أما الأطفال في مرحلة الابتدائية فقد تظهر الأعراض على شكل تغيرات سلوكية غالباً ما تكون سلوكيات عنف لم يكن الطفل يمارسها قبل تعرضه للحادث، وقد تصاحبها اضطرابات في المزاج، وصعوبات نوم، وتجنب الذهاب إلى المدرسة، وصعوبات في التركيز، وبالنسبة للمراهقين تظهر الأعراض جلية في اختلال النوم والشهية، عصبية مفرطة، مشادات مع أولياء أمورهم والمحيطين بهم، وأعراض جسدية كالصداع والتقيؤ».

البيت والمدرسة
ولفتت إلى أن «التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة والحرجة يبدأ من البيت والمدرسة اللذين لهما الدور الأول والأهم في مسألة الرعاية النفسية للأطفال»، داعية إلى تشكيل فريق داعم في كل المدارس في جدة، خصوصا في الأحياء الأكثر تعرضاً للصدمة، على أن يثقف الفريق الأهالي والمدرسين بالأعراض المحتمل حدوثها، ومتابعة التلاميذ الذين ظهرت عليهم الأعراض، وتنفيذ البرامج التأهيلية التي تضم العديد من الأنشطة النفسية والعلاجية، ومنها دعم التلاميذ وذويهم، وإشراكهم في جلسات ومجموعات تناقش التعامل مع هذه الأعراض، ودعم المدرسين وإرشادهم بكيفية فتح الحوار مع التلاميذ، وجعلهم يعبرون عن مشاعرهم فيما حدث وإرشاد المعلمين وتثقيفهم عن أعراض الاضطرابات النفسية وكيفية التعامل معها.

درجة الكارثة
واتفق أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا، مع رأي الدكتورة الغامدي في مدى الآثار النفسية على متضرري كارثة جدة، موضحا أن «الانعكاسات النفسية الناتجة عن الكوارث تختلف باختلاف درجة الكارثة وحجمها، وكارثة سيل جدة أفرزت حالات مختلفة من حيث الأمراض النفسية وخصوصا بين الأطفال والنساء».
وقال براشا: «دور العلاج لا يقتصر على الجانب الطبي والدوائي فقط، فهناك جانب اجتماعي مشترك بين الأسرة والمدرسة في تأهيل الأطفال المتأثرين بالكارثة، وإخراجهم من الأجواء الكئيبة إلى أجواء يجدون فيها متنفسا، ويستطيعون النوم بكل هدوء بعيدا عن أعراض (الفلاش باك)».

هيفاء القريشي، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com