• ×

السكن في المناطق الصناعية يسبب السرطان

0
0
1392
 
حذرت الجمعية القطرية لمكافحة السرطان من أن منتجات البيوت البلاستيكية والمواد الكيماوية والسكن في المناطق الصناعية تسبب الإصابة بالسرطان.
وجاءت تصريحات مسؤولي الجمعية على هامش احتفالها نهاية الأسبوع الماضي باليوم العالمي للسرطان، من خلال تنظيم عرض مظلي على شاطئ سيلين بمشاركة أكثر من عشرين مظليا من اللجنة القطرية للرياضات الجوية، وبحضور العديد من الأهالي الذين شاهدوا نزول المظليين الذين يحملون إعلام قطر والجميعة القطرية لمكافحة السرطان.
الدكتور عبد العظيم حسين نائب رئيس الجمعية القطرية لمكافحة السرطان رحب بالحضور، مؤكدا على أهمية المشاركة الجماهيرية التي تابعت الحدث.
وقال إن «تواجد هذا الجمهور اليوم لمتابعة فعاليات الجمعية هو دليل على نجاحنا في الوصول إلى الجماهير أينما كانت، لافتا إلى أن الجمعية تتبع أسلوبا جديدا في توعية أبناء المجتمع، من خلال التواجد معهم في كافة الفعاليات والمناسبات».
وأضاف: «نحن حريصون على إيجاد جيل واع يعرف أهمية الفحص الدوري والمبكر، والإقلاع عن العادات الغذائية والحياتية السيئة»، لافتا إلى أن «التدخين والعامل الوراثي والعادات الغذائية السيئة والبدانة إضافة لعوامل أخرى منها الاعتماد على منتجات البيوت البلاستيكية والمواد الكيماوية كالمبيدات والسكن في منطقة تكثر فيها المعامل الصناعية وغيرها من أهم الأسباب المؤدية للإصابة بالسرطان، وعوامل الحماية تتمثل في الإقلاع عن التدخين والتغذية الجيدة، والنشاط البدني اليومي وغيرها».
وأضاف: بمناسبة اليوم العالمي للسرطان يجب التأكيد على أهمية الالتزام بمرسوم منع التدخين، خاصة مع
وجود دراسات تؤكد وفاة 700 ألف شخص في العالم بسبب التدخين السلبي.
وأكد د. عبد العظيم إلى أهمية الدور الكبير الذي تقوم به الجمعية القطرية لمكافحة السرطان في مجال نشر التوعية والتثقيف الصحي، إضافة لمشاركة الدولة في تقديم الدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان، لافتا إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلام في مجال التوعية والكشف المبكر.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن تعاطي التبغ يتسبب في حدوث 1.8 مليون من وفيات السرطان كل عام، تحدث 60 % من تلك الوفيات في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، فيما تتسبب زيادة الوزن أو السمنة أو الخمول البدني مجتمعة في وقوع 274 ألفا من الوفيات سنويا وتعاطي الكحول على نحو ضار يتسبب في وقوع 351 ألف وفاة كل عام.
وقال إنه من المعرف عالمياً أن اليوم الرابع من فبراير من كل عام يعتبر يوم التوعية بمرض السرطان، وتحفيز وتشجيع الوقاية والكشف والعلاج ضد أمراض السرطان. واليوم العالمي للسرطان يستهدف العامة من خلال اتصالات عالمية ووضع خطط وعلامات لتشجيع وضع السياسات والأنظمة، لجعل مرض السرطان في أولويات الشعوب.
وتؤكد الإحصائيات أن 40 % من حالات السرطان يمكن الوقاية منها عن طريق بعض التغيرات في السلوكيات الصحية والحياتية، وذلك بتوفير بيئة خالية من الدخان للأطفال وتكوين أبدان نشيطة رياضية، وتناول الطعام وأتباع الأنظمة الغذائية الصحية والمتوازنة، وتجنب السمنة واستخدام اللقاح الخاصة بفيروس الكبد والأمراض السرطانية الأخرى مثل سرطان عنق الرحم والحماية من أشعة الشمس.
وتابع قائلا: «تعني الوقاية الأولية من مرض السرطان أخذ التدابير الوقائية لمنع المرض، وتساعد بذلك الراشدين والأطفال على اتخاذ القرارات التي من شأنها تحسين الصحة والعمل بموجبها.
وتركز الوقاية على الحد من التدخين والعلاقة بين الحمية الغذائية والنشاط الجسدي والسرطان، والتخفيف من خطر سرطان الجلد وتعزيز تعليم صحي شامل».
وأضاف تهدف الجمعية إلى تأمين المعلومات للرأي العام والمسؤولين عن الرعاية الصحية عبر عقد المؤتمرات وورشات العمل الوطنية، وتوفير المعلومات السمعية البصرية، والمطبوعات.
ويمكن تحقيق ذلك بواسطة نشر الخطوط العريضة لكيفية اكتشاف المرض بشكل مبكر ووضع برامج حول تعليم كيفية اكتشاف المرض وبرامج توعية من أجل ضمان تشخيص كل أمراض السرطان منذ أولى المراحل.
إلى ذلك، أكد محمد السليطي المنسق العام وعضو الجمعية القطرية لمكافحة السرطان أن الجمعية حريصة على الوصول إلى الجماهير في جميع الأماكن، وتعمل على تغيير نمط الحياة من نمط حياة سيء إلى نمط حياة صحي قائم على الرياضة والغذاء الصحي والكشف الدوري، لافتا إلى أن المشكلة لا تكمن هنا في الإصابة بالمرض، ولكن تكمن في البعد الاجتماعي من غياب وعي وعدم الكشف المبكر والتغذية غير السليمة وعوامل بيئية أيضاً.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي لا نستطيع أن نوقف فيه الإصابة بمرض السرطان إلا أننا نستطيع أن نقوم بالتوعية به ووقاية المجتمع منه من خلال برامج التوعية والحث على انتهاج أسلوب حياة صحي، يشمل التغذية السليمة.
ونوّه السليطي بلجنة الدعم والمساندة التي تتبع الجمعية القطرية لمكافحة السرطان والتي أسستها ناجيات من السرطان، مثنياً على ما تقوم به هذه اللجنة من توعية ودعم وسط السيدات، قائلا: «لقد لمسنا هذا العام مشاركة أكبر من العام الماضي، وذلك بالنسبة إلى اهتمام ووعي الجمهور بأهمية الكشف المبكر»، مؤكداً في الوقت نفسه «أهمية العمل التطوعي، وهو أمر يؤكد أهمية تضافر الجهود من أجل دعم مرضى السرطان».

كشف عن سرطان الثدي للفتيات
وبّين السليطي أن «التوجّه الحالي للجمعية لنشر ثقافة الفحص المبكر عن السرطان بين الطلاب في المدارس وجميع الناس يساعد في إيجاد جيلٍ واعٍ بأهمية الفحص المبكر، ويساهم في سرعة اكتشاف الحالات مستقبلاً، حيث ستصبح عادة الكشف الذاتي والمبكر عن سرطان الثدي ملازمة للفتيات منذ مرحلة عمرية مبكرة.
وأضاف: «من خلال عملنا في الجمعية القطرية لمكافحة السرطان لاحظنا ازدياداً كبيراً بالوعي بين أفراد المجتمع في قطر بأهمية الكشف المبكر، وهو أيضاً ما ساعد في اكتشاف الكثير من الحالات في مراحل مبكرة من الإصابة، مما ساهم في شفائها بشكل تام».

التنقل للجماهير
وقال الدكتور معن العاني (متطوع في الجمعية ): إن أهمية تنظيم هذه الفعاليات يأتي من خلال زيادة جرعة الوعي لدى فئات المجتمع المختلفة بأهمية الكشف المبكر والدوري لمرض السرطان، وهو ما سوف يسهل على الطبيب عملية العلاج، ويعطي نتائج أكبر بإذن الله.
ولفت الدكتور العاني إلى أن عملية اكتشاف المرض مبكرا تساعد في التقليل من تعرض المريض للكثير من الاختبارات الطبية والأدوية والعلاجات والعمليات، على اعتبار أنه كلما اكتشفت الحالة متأخرا احتاجت إلى المزيد من تلك الإجراءات التي ترهق المريض.
وأشار إلى أن الجمعية القطرية لمكافحة السرطان تعمل بشكل دائم على زيادة جرعة الوعي بين الناس، وبدأت مؤخرا في الانتقال إلى مواقع تواجد الجمهور، بدلا من دعوة الجمهور إلى متابعة فعالياتها والمحاضرات التي كانت تنظمها، قائلا إن التواجد بين الجمهور يسهل عمل الجمعية لتعريفهم بمرض السرطان، ولكسر حاجز الخوف، وإيصال الجمهور إلى الجهة الصحيحة، لإجراء الكشف الدوري، وإيصالهم إلى الشخص المناسب، لتقديم المشورة الطبية اللازمة للكشف والعلاج.
د. العاني قال إن الجمعية تشارك اليوم العالم أجمع الاحتفال باليوم العالمي للسرطان، حيث ينظم العالم أجمع محاضرات وندوات ومؤتمرات ومسيرات وفعاليات مختلفة لنشر الوعي بين الناس وتشجيعهم على كسر حاجز الخوف، ولذلك قررنا اليوم أن نكون بين الناس من خلال تقديم عروض تشد انتباههم، وتساعدنا على تحقيق الأهداف التي نعمل عليها.

48 مليون مصاب في 2015
وشدد الدكتور العاني على دور الإعلام والفنون في نشر الوعي والتنبيه إلى خطورة المرض، وضرورة إجراء الكشف المبكر والدوري «نحن نقف اليوم أمام تحد كبير مع إعلان الإحصائيات العالمية التي تشير إلى أنه في عام 2015 سيكون عدد المصابين بالمرض 48 مليون مصاب بالمرض» .
وتابع أن البحث العلمي مهم جدا في هذا المجال، وقد حرصت القيادات في دولة قطر، وكذلك الجمعية القطرية لمكافحة السرطان على دعم البحث العملي في هذا المجال، ومن هنا (اختراع النانو روبات)، حيث تم هذا الإنجاز بسواعد ودعم قطري، ولذلك نحن نعمل جادين على تحفيز الشباب القطري على المساهمة في مسيرة البحث والاختراع العلمي في جميع المجالات، بما فيها مرض السرطان.
وقالت فاطمة الكواري المتطوعة في الجمعية: إن النشاطات الجماهيرية هذه تلعب دورا كبيرا في نشر الوعي بين كافة فئات المجتمع، وهي تشجع المشاركين على إجراء الفحوصات الدورية، لكونها تساعد في كسر حاجز الخوف الذي يمنع الكثير من الناس من إجراء الفحوصات المطلوبة، وخاصة بين فئات الشباب. كما تساهم في زيادة وعي الأطفال وكافة الفئات العمرية لاتباع نظام حياتي وغذائي صحي سليم يقلل من مخاطر التعرض للمرض، ورفع مستوى الوعي الصحي حول مرض السرطان بين أفراد المجتمع القطري، من خلال التعريف بأسلوب الحياة الصحي، وحث المجتمع على انتهاجه، ودعم وتحقيق أهداف الجمعية القطرية لمكافحة السرطان المساهمة في دعم خدمات البحث العلمي والدراسات الميدانية للمرض.

إسماعيل طلاي، العرب - الصحة والحياة talalzari.com