• ×
admin

حمل التوأم و كيفية العناية به 2

حمل التوأم و كيفية العناية به 2


د. سعد الدين قناوي

يستكمل د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والتوليد مراكز د. سمير عباس الطبية) ما بدأه في المقال السابق عن حمل التوأم ،فيقول: إنه ينبغي الاهتمام الطبي بحمل التوأم ،نظرا لارتفاع احتمالات حصول المضاعفات الصحية على الأم و على الجنين و على عملية الولادة ،و على الحالة الصحية للأم و المواليد بعد الولادة ،لذا فإن أفضل ما يمكن عمله هو الاهتمام بشكل سليم ومتعاقب بحمل التوأم ،حيث إنه خلال فترة الحمل يتوقع حصول المضاعفات التالية:
-كثرة الآثار الجانبية للحمل: عند الحمل بأكثر من جنين، فإن احتمالات معاناة الأم من تلك الآثارالجانبية الطبيعية للحمل، تزداد و تكثر، مثل الغثيان و القيء و حرقة المعدة و قلة النوم و الشعور بالإجهاد و التعب. كما ترتفع احتمالات الشكوى من ألم البطن و أسفل الظهر و ضيق التنفس و الشعور بالضغط على عظم الحوض.
- تتطلب حالة الحمل بالتوأم تكرار زيارة الطبيب المهتم بصحة الحامل و جنينها. و ذلك لمتابعة نمو الجنين و مستوى حالته الصحية ،و كذلك لمتابعة الأم و الأعراض التي قد تشكو منها. إضافة إلى كل هذا، مراقبة و رصد أي علامات على حصول ولادة مبكرة, و لذا يتكرر الفحص الطبي وإجراء فحص الأشعة فوق صوتية للرحم وغيرها من التحاليل الطبية للدم و البول. و قد يرى بعض الأطباء ضرورة المتابعة مرة في كل أسبوعين، وخاصة خلال الثلث الثاني من الحمل، وكل أسبوع خلال الثلث الثالث من الحمل.
- التأكيد على تناول عناصر غذائية معينة، وخاصة عناصر حيوية و لازمة لنمو الجنين و سلامة صحة الأم. مثل فيتامينات حمض الفوليك والكالسيوم والحديد والبروتينات ،و غيرها من العناصر الغذائية الهامة. و لذا قد تتطلب العناية تناول حبوب الحديد و أنواع من الفيتامينات بصفة يومية.
-الحصول على زيادة أكبر في وزن الجسم. و من المعلوم أهمية أن يزيد وزن جسم الأم خلال مراحل الحمل بطريقة سليمة و كافية، و متابعة الطبيب لذلك. و لدى حصول حمل بالتوأم فإن المتوقع زيادة ما بين 16 إلى 18 كيلوجراما في وزن جسم الأم. و قد يتصور البعض أنها كمية كبيرة و تتطلب تناول الكثير من السعرات الحرارية، إلا أنه يمكن تحقيقها بزيادة طاقة وجبات الغذاء اليومي حوالي 300 سعر حراري تقريبا.
-الحذر في الحركة. و يطلب الطبيب عادة من الأم الحامل بالتوأم أخذ جانب الحيطة عند الحركة، لمنع احتمالات السقوط أو الإجهاد. كما قد يتطلب تقليل السفر وبالطائرة بالذات.
ويقول د. سعد الدين قناوي: إنه في كل يوم تلد بسلام كثير من النسوة الحوامل بالتوأم، وغالبا لا تحصل أي مشاكل خلال فترتي الحمل و الولادة، إلا أن من المهم عدم ترك الأمور بلا اهتمام نظرا لمجموعة من المضاعفات المحتملة الحصول أثناء ذلك النوع من الحمل، والتي من الضروري العلم بها. وتشمل تلك الأمور:
المخاض المبكر
معدل ما يستغرقه الحمل الطبيعي هو ما بين 38 و 42 أسبوعا. أي من حين آخر دورة شهرية مرت بها الأم. أما بالنسبة للحمل بالتوأم فإن الإحصائيات الطبية تشير إلى أن المعدل هو أقل من ذلك. و تحديدا ما بين 37 و 39 أسبوعا. و بالتعريف الطبي، يعتبر المخاض مبكرا حينما يبدأ عنق الرحم بالتوسع و الفتح قبل الأسبوع 37 للحمل. و يمكن للأطباء وقف إنقباضات الرحم بالأدوية. وبالرغم من عدم ثبوت جدوى الاستلقاء على السرير في خفض احتمالات حصول المخاض المبكر، إلا أن الأطباء لا يزالون ينصحون به كوسيلة احتياطية لمنع حصول المخاض المبكر.
الولادة المبكرة
و معلوم أن ثمة فرقا بين مخاض مبكر و ولادة مبكرة. و لذا لو لم يمكن وقف بدء المخاض المبكر، فإن من المحتمل حصول ولادة مبكرة للجنين. و هذا هو أكثر ما يخشى حصوله الأطباء في حال الحمل بالتوأم. و الإشكالية في الولادة المبكرة للجنين و خروجه إلى الدنيا هو في احتمال عدم اكتمال استعداد رئة الجنين للتنفس بشكل طبيعي. و بالإضافة إلى صعوبات محتملة في تنفس الطفل المولود، فإن ثمة احتمالا أن يكون وزن الطفل قليلا أو تعتريه متاعب مؤقتة في عمل جهازه الهضمي. و من النادر أن تتم ولادة أحد التوأم، و تتأخر لبعض الوقت ولادة الجنين الآخر، لكن هذا قد يحصل.
ارتفاع ضغط الدم
و تشير المصادر الطبية إلى أن احتمالات إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم الحملي أعلى حال الحمل بالتوأم. و هو ما يؤدي إلى رصد قراءات مرتفعة لقياس ضغط الدم و إلى حصول زيادة في تسريب البروتينات مع البول عبر الكلى. و تحتاج الحالة إلى متابعة طبية و عناية.
سكري الحمل
و كذلك ترتفع احتمالات الإصابة بمرض سكر الدم، ما يتطلب أخذ جرعات يومية من الأنسولين، إلا أن له تأثيرات محتملة على الجنين ونموه ووظائف أعضائه، كما أنه قد لا يزول بعد الولادة.
الولادة بطريقة القيصرية
و عادة ما تتم الولادة بطريقة طبيعية عبر المهبل. إلا أن الغالب، و في الآونة الأخيرة، لجوء الأطباء إلى توليد الأم الحامل بالتوأم بطريقة الولادة القيصرية. و تعتبر هذه العملية آمنة و يسيرة الإجراء و لا تحمل نسبة عالية من المضاعفات على كل من الأم و الأجنة.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  3077