هلوسة الذكاء الاصطناعي
هلوسة الذكاء الاصطناعي
د. اياد طلال عطار
في خضمِّ التقدُّم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعيِّ، ظهرت مصطلحات جديدة، تستحقُّ الوقوف عندها، من أبرزها: «هلوسة الذكاء الاصطناعيِّ» (AI Hallucination)، وهو مصطلح يُستخدم لوصف الحالات التي يقدِّم فيها الذكاء الاصطناعيُّ معلوماتٍ خاطئةً، لكنَّها تبدو صحيحةً ومنسَّقةً؛ ممَّا يجعل المتلقي يثق بها دون تحقق.
في السياق الأكاديميِّ، أصبحت هذه الظاهرة تحدِّيًا حقيقيًّا، حيث يعتمد بعض الطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعيِّ لإعداد تقارير أو أبحاث، دون التحقق من صحَّة المحتوى المُولَّد، فالثقة المفرطة بما يقدِّمه الذكاء الاصطناعيُّ قد تؤدِّي إلى نقل معلومات غير دقيقة، أو حتى مفبركة؛ ممَّا يؤثِّر على جودة التعليم والمخرجات الأكاديميَّة.
من المهم أنْ يدرك الطلاب أنَّ أدوات الذكاء الاصطناعيِّ مساعدة وليست بديلةً للعقل الناقد، فهي لا «تفكِّر» أو «تفهم» بالمعنى البشريِّ، بل تعتمد على أنماط لُغويَّة واحتمالات، وقد تخطئ أو «تهلوس» خاصَّةً في غياب مصادر موثوقة، ولن يجيب لا أعلم، فهو دائما جاهز الإجابة حتَّى لو أنَّها غير صحيحة.
أمَّا في مجال الرعاية الصحيَّة، فخطورة «هلوسة الذكاء الاصطناعيِّ» تزدادُ أضعافًا، إذ قد تقود إلى توصيات تشخيصيَّة أو علاجيَّة خاطئة، إذا ما استُخدمت دون إشراف طبيٍّ مباشرٍ، فبعض الأنظمة الذكيَّة تُستخدم اليوم في قراءة الأشعَّة، أو تحليل تقارير المختبرات، أو حتَّى تقديم اقتراحات علاجيَّة، وفي حال حدوث «هلوسة»، قد يُعطى المريضُ تصوُّرًا غير دقيق عن حالته، أو يتعرَّض لتدخل غير ضروريٍّ.
لذا، يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي في الطب كمساعد للطبيب لا بديلًا عنه، ويجب دائمًا مراجعة مخرجاته من قبل متخصصين، فصحة الإنسان لا تحتمل المجازفة.
يبقى الذكاء الاصطناعيُّ أداةً قويَّةً، ولكنَّها كسيفٍ ذي حدَّين، لا بُدَّ من استخدامه بوعيٍ ومهارةٍ، لا بثقةٍ عمياءَ. فكما يمكن أنْ يكون معينًا في العلم والصحَّة، قد يصبح خطرًا إذا تُرك دون رقابة أو تقييم بشريٍّ واعٍ.
المدينة
د. اياد طلال عطار
في خضمِّ التقدُّم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعيِّ، ظهرت مصطلحات جديدة، تستحقُّ الوقوف عندها، من أبرزها: «هلوسة الذكاء الاصطناعيِّ» (AI Hallucination)، وهو مصطلح يُستخدم لوصف الحالات التي يقدِّم فيها الذكاء الاصطناعيُّ معلوماتٍ خاطئةً، لكنَّها تبدو صحيحةً ومنسَّقةً؛ ممَّا يجعل المتلقي يثق بها دون تحقق.
في السياق الأكاديميِّ، أصبحت هذه الظاهرة تحدِّيًا حقيقيًّا، حيث يعتمد بعض الطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعيِّ لإعداد تقارير أو أبحاث، دون التحقق من صحَّة المحتوى المُولَّد، فالثقة المفرطة بما يقدِّمه الذكاء الاصطناعيُّ قد تؤدِّي إلى نقل معلومات غير دقيقة، أو حتى مفبركة؛ ممَّا يؤثِّر على جودة التعليم والمخرجات الأكاديميَّة.
من المهم أنْ يدرك الطلاب أنَّ أدوات الذكاء الاصطناعيِّ مساعدة وليست بديلةً للعقل الناقد، فهي لا «تفكِّر» أو «تفهم» بالمعنى البشريِّ، بل تعتمد على أنماط لُغويَّة واحتمالات، وقد تخطئ أو «تهلوس» خاصَّةً في غياب مصادر موثوقة، ولن يجيب لا أعلم، فهو دائما جاهز الإجابة حتَّى لو أنَّها غير صحيحة.
أمَّا في مجال الرعاية الصحيَّة، فخطورة «هلوسة الذكاء الاصطناعيِّ» تزدادُ أضعافًا، إذ قد تقود إلى توصيات تشخيصيَّة أو علاجيَّة خاطئة، إذا ما استُخدمت دون إشراف طبيٍّ مباشرٍ، فبعض الأنظمة الذكيَّة تُستخدم اليوم في قراءة الأشعَّة، أو تحليل تقارير المختبرات، أو حتَّى تقديم اقتراحات علاجيَّة، وفي حال حدوث «هلوسة»، قد يُعطى المريضُ تصوُّرًا غير دقيق عن حالته، أو يتعرَّض لتدخل غير ضروريٍّ.
لذا، يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي في الطب كمساعد للطبيب لا بديلًا عنه، ويجب دائمًا مراجعة مخرجاته من قبل متخصصين، فصحة الإنسان لا تحتمل المجازفة.
يبقى الذكاء الاصطناعيُّ أداةً قويَّةً، ولكنَّها كسيفٍ ذي حدَّين، لا بُدَّ من استخدامه بوعيٍ ومهارةٍ، لا بثقةٍ عمياءَ. فكما يمكن أنْ يكون معينًا في العلم والصحَّة، قد يصبح خطرًا إذا تُرك دون رقابة أو تقييم بشريٍّ واعٍ.
المدينة