قصة تعاون (أم كلثوم) و(بليغ)
قصة تعاون (أم كلثوم) و(بليغ)
د. بكري معتوق عساس
يعود الفضل للموسيقارِ العبقريِّ «محمد فوزي» في تعريف تلميذه الملحِّن الشَّاب «بليغ حمدي» إلى كوكب الشَّرق سيِّدة الغناء العربيِّ «أم كلثوم»، لتبدأ العلاقة التي جمعتهما في مجال الفنِّ والتَّلحين، ونتج عنها العديد من الأعمال الخالدة، والتي لا زالت تتردَّد على الألسنة إلى وقتنا الحالي.
والغريب أنَّ اللقاء الأوَّل لكوكب الشَّرق السيِّدة «أم كلثوم»، مع عبقريِّ الموسيقى الموسيقار الكبير «بليغ حمدي»، لم يكن فيه أيُّ مشروع مسبق لعملٍ فنيٍّ بينهما، ولكن أثناء اللقاء عزف الموسيقار «بليغ حمدي» أمامها عملًا فنيًّا كان قد أعدَّه مسبقًا، ولم يكن لها في الأصل، لتقوم بغنائه إحدى المطربات، هذا اللَّحن هو اللَّحن العائد للأغنية الرَّائعة «حب إيه»، والتي كانت من كلمات الشاعر المصريِّ الشاب غير المعروف وقتها «عبدالوهاب محمد».
وبعد سماعها اللَّحن قرَّرت «أم كلثوم» أنْ تغنِّي هذا اللَّحن؛ لأنَّه مختلفٌ تمامًا عن القوالب الموسيقيَّة التقليديَّة التي كانت تؤدِّيها مع رفيق مشوارها الفنيِّ المبدع الموسيقار الكبير «رياض السنباطي»، وبعد أنْ شَدَت بها «أم كلثوم» في عام 1960م، حقَّقت هذه الأغنية نجاحًا أسطوريًّا، وشهرةً واسعةً لملحنها وكاتب كلماتها.
وفي عام 1962م، جمعهما العمل الفني الثاني، وهو لحن أغنية «أنساك دا كلام.. أنساك يا سلام»، وهي من كلمات الشاعر الغنائيِّ «مأمون الشناوي»، والذي كان من المفترض أنْ يقوم بتلحينها شيخ الملحنين وأحد عمالقة الموسيقى العربيَّة -كما كان يُسمَّى- الشيخ «زكريا أحمد»، والذي لحَّن لها آخرَ روائعهِ وهي أغنية «هو صحيح الهوى غلَّاب»، من كلمات الشاعر الغنائيِّ الكبير»بيرم التونسي»، ولكن لم يمهله القدر، حيث تُوفِّي «زكريا أحمد» في فبراير عام 1961م، قبل أنْ ينجز المهمَّة، فوقع الاختيار على الملحن «سيِّد مكاوي» والذي قدَّم لحنًا لم يَرُقْ للسيِّدة، جعلها تكلِّف الملحِّن «محمد فوزي» الذي منعه المرضُ من إنهاء المهمَّة، فقام بعدها «بليغ حمدي» بتلحين الأغنية، وحققت أغنية «أنساك» نجاحًا كبيرًا كان من نتيجته، أنْ حجز «بليغ حمدي» بعدها مكانًا دائمًا على قائمة الملحنِينَ الكبار الذي لحَّنُوا للسيِّدة «أم كلثوم».
وبعدها اجتمع الثلاثيُّ الرَّائع: «أم كلثوم»، و»بيرم التونسي»، و»بليغ حمدي» في عام 1963م في إنجاز عملٍ فنيٍّ رائعٍ وهو أغنية «كل ليلة وكل يوم»، ثمَّ توالت الأعمال، فغنَّت السيِّدة بعدها من ألحانه تسع أغنيات، كان من أشهرها «ظلمنا الحب»، «سيرة الحب»، و»بعيد عنك»، و»فات الميعاد»، و»الحب كله»، و»حكم علينا الهوى».
ويقال إنَّ «بليغ حمدي» رفض -ولأسباب تعود لكلمات الأغنية- تلحين أغنية «هسيبك للزمن»، من كلمات الشاعر «عبدالوهاب محمد»، رغم أنَّ الجميع كان يسعى للتلحين لكوكب الشرق السيدة «أم كلثوم»، وبالفعل لحن الموسيقار الكبير «رياض السنباطي» هذه الأغنية، بدلًا من الموسيقار «بليغ حمدي»، وشَدَت بها أم كلثوم في 12 نوفمبر عام 1964م.
المدينة
د. بكري معتوق عساس
يعود الفضل للموسيقارِ العبقريِّ «محمد فوزي» في تعريف تلميذه الملحِّن الشَّاب «بليغ حمدي» إلى كوكب الشَّرق سيِّدة الغناء العربيِّ «أم كلثوم»، لتبدأ العلاقة التي جمعتهما في مجال الفنِّ والتَّلحين، ونتج عنها العديد من الأعمال الخالدة، والتي لا زالت تتردَّد على الألسنة إلى وقتنا الحالي.
والغريب أنَّ اللقاء الأوَّل لكوكب الشَّرق السيِّدة «أم كلثوم»، مع عبقريِّ الموسيقى الموسيقار الكبير «بليغ حمدي»، لم يكن فيه أيُّ مشروع مسبق لعملٍ فنيٍّ بينهما، ولكن أثناء اللقاء عزف الموسيقار «بليغ حمدي» أمامها عملًا فنيًّا كان قد أعدَّه مسبقًا، ولم يكن لها في الأصل، لتقوم بغنائه إحدى المطربات، هذا اللَّحن هو اللَّحن العائد للأغنية الرَّائعة «حب إيه»، والتي كانت من كلمات الشاعر المصريِّ الشاب غير المعروف وقتها «عبدالوهاب محمد».
وبعد سماعها اللَّحن قرَّرت «أم كلثوم» أنْ تغنِّي هذا اللَّحن؛ لأنَّه مختلفٌ تمامًا عن القوالب الموسيقيَّة التقليديَّة التي كانت تؤدِّيها مع رفيق مشوارها الفنيِّ المبدع الموسيقار الكبير «رياض السنباطي»، وبعد أنْ شَدَت بها «أم كلثوم» في عام 1960م، حقَّقت هذه الأغنية نجاحًا أسطوريًّا، وشهرةً واسعةً لملحنها وكاتب كلماتها.
وفي عام 1962م، جمعهما العمل الفني الثاني، وهو لحن أغنية «أنساك دا كلام.. أنساك يا سلام»، وهي من كلمات الشاعر الغنائيِّ «مأمون الشناوي»، والذي كان من المفترض أنْ يقوم بتلحينها شيخ الملحنين وأحد عمالقة الموسيقى العربيَّة -كما كان يُسمَّى- الشيخ «زكريا أحمد»، والذي لحَّن لها آخرَ روائعهِ وهي أغنية «هو صحيح الهوى غلَّاب»، من كلمات الشاعر الغنائيِّ الكبير»بيرم التونسي»، ولكن لم يمهله القدر، حيث تُوفِّي «زكريا أحمد» في فبراير عام 1961م، قبل أنْ ينجز المهمَّة، فوقع الاختيار على الملحن «سيِّد مكاوي» والذي قدَّم لحنًا لم يَرُقْ للسيِّدة، جعلها تكلِّف الملحِّن «محمد فوزي» الذي منعه المرضُ من إنهاء المهمَّة، فقام بعدها «بليغ حمدي» بتلحين الأغنية، وحققت أغنية «أنساك» نجاحًا كبيرًا كان من نتيجته، أنْ حجز «بليغ حمدي» بعدها مكانًا دائمًا على قائمة الملحنِينَ الكبار الذي لحَّنُوا للسيِّدة «أم كلثوم».
وبعدها اجتمع الثلاثيُّ الرَّائع: «أم كلثوم»، و»بيرم التونسي»، و»بليغ حمدي» في عام 1963م في إنجاز عملٍ فنيٍّ رائعٍ وهو أغنية «كل ليلة وكل يوم»، ثمَّ توالت الأعمال، فغنَّت السيِّدة بعدها من ألحانه تسع أغنيات، كان من أشهرها «ظلمنا الحب»، «سيرة الحب»، و»بعيد عنك»، و»فات الميعاد»، و»الحب كله»، و»حكم علينا الهوى».
ويقال إنَّ «بليغ حمدي» رفض -ولأسباب تعود لكلمات الأغنية- تلحين أغنية «هسيبك للزمن»، من كلمات الشاعر «عبدالوهاب محمد»، رغم أنَّ الجميع كان يسعى للتلحين لكوكب الشرق السيدة «أم كلثوم»، وبالفعل لحن الموسيقار الكبير «رياض السنباطي» هذه الأغنية، بدلًا من الموسيقار «بليغ حمدي»، وشَدَت بها أم كلثوم في 12 نوفمبر عام 1964م.
المدينة