• ×
admin

زراعة الكلى.. (2/2)

زراعة الكلى.. الحل الوحيد لمرضى الفشل الكلوي النهائي (2/2)
ليس للتبرع أي تأثير سلبي على الإنجاب

إعداد: أ. د. صالح بن صالح

استكمالا لحديث العيادة الصحفية السابقة عن أهمية الكلية في جسم الإنسان والذي أوضحنا فيه أن سلامتها مطلب أساسي لاستمرارية الحياة، وإذا حدث أن توقفت الكليتان عن العمل فسوف تنتهي حياة المريض بعد أيام قليلة ما لم يتم تعويضها بالغسيل الكلوي أو زراعة عضو بديل.

وإلى أن يتمكن العلم الحديث من إيجاد بدائل لعمل الكلية خلاف ما ذكرناه سابقا، تبقى عمليات زراعة الكلى التعويضية الخيار الأفضل والدائم للفشل الكلوي النهائي.

من الشخص الذي يمكنه التبرع؟

1- قريب المريض قرابة نسب، أو زواج، أو صديق مقرب، ويقبل التبرع من غير الأقارب وذلك بعد موافقة اللجنة المقيمة للمتبرع.

2- أن يكون المتبرع قد تجاوز عمره 18 سنة.

3- أن تكون فصيلة الدم المتبرع متوافقة مع فصيلة دم المريض.

4- أن يتمتع المتبرع بحالة صحية وجسدية جيدة وغير مصاب ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

وهنا أود الإشارة إلى مجموعة من الاعتقادات الخاطئة عند البعض كانت وما زالت سببا مباشرا لعزوف الكثير عن التبرع بأعضائهم ومن ذلك:

1- الاعتقاد الأول:

معتقداتي الدينية لا تجيز التبرع بالأعضاء.

الحقيقة:

كل الأديان والشرائع السماوية تجيز التبرع بالأنسجة والأعضاء وتعتبره نوعا من الصدقة والعمل الخيري.

وقد تضمن قــرار هـيـئـة كـبـار الـعــلمـاء رقــــم 99 وتـاريخ 6/ 11/ 1402هـ بالإجماع جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان حي مسلم أو ذمي إلى نفسه إذا دعت الحاجة إليه وأمن الخطر في نزعه وغلب على الظن نجاح زرعه كما قرر بالأكثرية ما يلي:-

جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان ميت إلى مسلم إذا اضطر إلى ذلك وأمنت الفتنة في نزعه ممن أخذ منه وغلب على الظن نجاح زرعه فيمن سيزرع فيه.

جواز تبرع الإنسان الحي بنقل عضو منه أو جزئه إلى مسلم مضطر إلى ذلك.

2- الاعتقاد الثاني:

التبرع بالأعضاء يؤدي لتشويه جسم المتبرع.

الحقيقة:

الأعضاء المتبرع بها تستأصل بعملية جراحية عادية يمكن أن تتم حاليا عن طريق المنظار، كما أن التبرع بالأعضاء لا يؤدي إلى تشويه جسم المتبرع مطلقا.

3- الاعتقاد الثالث:

أولوية توزيع الأعضاء تكون للأغنياء والمشاهير والأشخاص المهمين.

الحقيقة:

توزيع الأعضاء يكون حسب بيانات المرضي القابلين للزراعة كالآتي:

فصيلة الدم، الضرورة الطبية، الحالة المناعية.

4- الاعتقاد الرابع:

لا أرغب في إعلام أسرتي بأني أريد التبرع بكليتي أثناء حياتي أو بأعضائي بعد الوفاة لأنني كتبت ذلك وضمنته في وصيتي.

الحقيقة:

أهم خطوة في عملية التبرع بالأعضاء سواء خلال فترة حياتك أو بعد الوفاة أن تشارك أسرتك الرأي في هذا القرار أثناء حياتك، لأن عملية التبرع لا تتم إلا بموافقة خطية من أقارب المتوفى.

5- الاعتقاد الخامس:

إنني لا أضمن حياتي، فلو تبرعت بكليتي لأي شخص وفوجئت بعد ذلك بفشل كلوي في كليتي المتبقية فكيف سأتصرف وهل سيعيد لي الشخص الذي تبرعت له كليتي مرة أخرى.

الحقيقة:

يستطيع الإنسان العيش بكلية واحدة ويتبرع بالأخرى، ومن المهم معرفة أن التبرع بالكلية لا يسبب الفشل الكلوي أو الإصابة بالأمراض في الكلية الأخرى إلا بوجود أمراض أخرى يمكن أن تؤثر على الكلى وأعضاء الجسم الأخرى مثل الإصابة بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، والمصابون بهذه الأمراض غير مخولين بالتبرع بأعضائهم وهم أحياء، كما أنه يوجد ما بين كل مئة شخص اثنان إلى أربعة أشخاص يولدون بكلية واحدة ويعيشون بشكل طبيعي.

6- الاعتقاد السادس:

عملية التبرع بالكلية مؤلمة ولن أستطيع تحمل آلام العملية.

الحقيقة:

تتم العملية تحت التخدير الكامل بحيث لا يشعر المتبرع بشيء أثناء إجراء العملية، وبعد العملية يعطى المتبرع المسكنات عند الضرورة بحيث لا يشعر بآلام العملية. وكما أشرت سابقا فإن عملية التبرع يمكن أن تجرى بالمنظار الجراحي والذي يتميز بمحدودية الألم المصاحب بعد العملية، ويتحدث الكثير من المتبرعين بأن شعورهم بالألم لا قيمة له أو أهمية لأن شعورهم بالألم أدى إلى إنقاذ حياة إنسان عزيز عليهم لينعم بالصحة والعافية ويكون بمشيئة الله قادراً على مزاولة حياته بشكل طبيعي.

7- الاعتقاد السابع:

التبرع بالكلى يؤثر على الإنجاب والحياة الزوجية.

الحقيقة:

ليس للتبرع أي تأثير سلبي على عملية إنجاب الأطفال ولن يتسبب في حدوث مشكلة في الحياة الزوجية بالنسبة للرجل أو المرأة، أما بالنسبة للنساء فلن يمنعهن ذلك أبداً من الزواج، والإنجاب، وتربية الأطفال، أو الاعتناء بأسرهن، ورعايتها، ولن تكون مختلفة عن غيرها من النساء.

8- الاعتقاد الثامن:

إذا حدث لي حادث مروري وعلم المسؤولون عن حالتي بأنني من الذين يرغبون بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة عندها قد لا يبذل الأطباء جهدا لإنقاذ حياتي.

الحقيقة:

استئصال الأعضاء لا يتم إلا بعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة لإنقاذ حياة الإنسان والتأكد التام من حدوث الوفاة الدماغية.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  203