• ×
admin

ما خفقان القلب؟

ما خفقان القلب؟
من أسبابه فرط نشاط الغدة الدرقية وعدم التحكم بالضغط

إعداد: د. خـالد عبد الله النمر

هناك مهندس عمره خمس وثلاثون سنة لا يشتكي من ضغط ولا سكر ولا كلسترول ولا أمراض مزمنة مع أنه يدخن علبة سجائر كاملة في اليوم ويعاني قليلاً من الحموضة وارتجاع المريء الذي يأخذ له أدوية بين حين وآخر.. أتى إلى العيادة يشتكي من الخفقان الذي غالباً ما يحدث قبل خلوده إلى النوم ويستمر معه من دقيقتين إلى عشر دقائق يحس فيها بالموت وأن هناك مصيبة ستحدث عاجلاً.. حتى يغط في النوم!!.. ولذلك أصبح يتضايق كثيراً من الذهاب إلى السرير للنوم بسبب المعاناة التي يمر بها وعند سؤاله فإن آخر سيجارة هي التي يأخذه قبل النوم بساعة وآخر كوب من القهوة يأخذ قبل النوم بـ 3 ساعات ووجبته الأخيرة قبل النوم بساعة وهي مما تيسر في المنزل فقد تكون لحماً وأرزاً أو شوربة شوفان أو سلطة خضار.. إلخ وعند عمل الفحوصات له كانت الغدة الدرقية وتصوير القلب وتركيز الهيموجلوبين في الدم طبيعي أما الهولتر فأوضح تسارع نبضات القلب إلى 120 لمدة عشر الى عشرين دقيقه قبل الدخول في النوم أما باقي اليوم فكان التسجيل طبيعيا.. فقام الطبيب بوضع المريض على برنامج لإيقاف التدخين تدريجياً وتقليل القهوة والامتناع عن الأكل المسائي وممارسة الرياضة وتخفيف القلق والتوتر بزيارة الطبيب النفسي وكان لهذا البرنامج الشامل دور كبير في اختفاء تلك الأعراض نهائياً خلال أسبوعين.. ولأهمية خفقان ما قبل النوم وكثرة الشكوى منه سنذكر بعض التفاصيل المهمة لتثقيف المرضى وأهليهم. خفقان القلب هو مجرد شعور الإنسان بنبضات قلبه. وقد يكون منتظماً أو غير منتظم.. وقد يكون ذلك الشعور طبيعياً أو مرضياً. لحظياً أو يستمر لدقائق أو ساعات تصاحبه أعراض متعددة مثل الإغماء وضيق التنفس والدوخة وألم الصدر أو غير مصحوب بالأم أخرى نهائياً ومن المهم معرفة أن عدم انتظام نبضات القلب قد يحس به الإنسان فيسمى خفقاناً وقد لا يحس به نهائياً ولا يكتشفه إلا بالفحوصات وفي المقابل قد يشعر الإنسان بالخفقان ونبضات قلبه في التخطيط الكهربائي طبيعية جداً.. ولذلك فإن الخفقان المرضي قد يحدث فجأة ويقطع عليك ماكنت مشغولاً به ويكون مصحوباً بأعراض أخرى، أما الخفقان الطبيعي فيحدث عند الغضب أو الخوف أو الجري الشديد أو أحياناً عندما يركز الإنسان في سماع نبضات قلبه ويرخي لها أذنه مع سكون تام في الضوضاء من حوله. وهناك ثلاثة أصناف منه المتسارعة أي أكثر من 100 في الدقيقة الواحدة أو البطيئة أي أقل من 60 في الدقيقة أو الطبيعية في حدود الطبيعي من 60 - 100 في الدقيقة ولكن بانقباضات قوية، وقد تكون هذه النبضات منتظمة أو غير منتظمة في أي من الأصناف الثلاثة السابقة، وقد تحصل لتوان معدودة أو قد تستمر لساعات وقد تكون نادرة الحدوث وقد تحدث 10 مرات في اليوم الواحد.. والغالبية العظمى من بني البشر تمر عليهم مراحل من عمرهم يشعرون فيها بالخفقان لأسباب متعددة، وقد يكون معه أعراض أخرى مصاحبة مثل الإغماء أو ضيقة النفس أو التعرق أو ألم في الصدر كما ذكرنا أعلاه أو لا يكون مصحوباً بشي حتى ولو كان مرضياً، ومن المهم معرفة أن بعض المرضى قد تكون شكواه الرئيسية هي الأعراض الثانوية للخفقان مثل الإغماء أو ضيقة النفس فقط ولا يدري أنه يعاني من تسارع نبضات القلب.

خفقان ما قبل النوم

هناك عدة أسباب للخفقان الذي لا يحدث إلا قبل النوم عند الاستلقاء على السرير ومنها: الأمراض العضوية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية عدم التحكم بالضغط تأثير النيكوتين والكافيين والكحول وارتجاع المريء وانقطاع التنفس الليلي إذا كان في بدايات النوم وليس قبله وأزمات الربو ولو كانت متوسطة الشدة بل وبعض الأدوية مثل أدوية الربو كالفنتولين إذا كان يأخذها قبل النوم وأدوية الزكام وكذلك بعض أدوية القلب كالديجوكسين.. وهناك مرض غالباً يحدث في النساء ويسمى تسارع القلب الذي لا يتوافق مع الجهد المبذول وهو من أحد أسباب الخفقان.. وهناك أسباب نفسية مشهورة وهي نوبات الهلع والقلق النفسي العام الذي من الممكن أن يحدث بهذه الصورة.. والحقيقة أن أغلب الحالات التي رأيتها بخفقان ما قبل النوم تدور بين نوبات الهلع في الشخصيات القلقة أو ارتجاع المريء وهذا لا يمنع من إلا يبحث عن الأسباب الأخرى المحتملة واستبعادها.

التشخيص

يكون بأخذ التاريخ المرضي المفصل كما عرضنا بعضاً منه في قصة توفيق أعلاه وسؤاله عن جميع الأعراض المحتمله التي من الممكن أن تسببها الأمراض العضوية وكذلك الأعراض النفسية من القلق والتوتر وأعراض انقطاع النفس الليلي ثم بعد ذلك إجراء الفحوصات التي تؤكد أو تنفي تلك الانطباعات.

العلاج

يكون بمعالجة المسبب سواء مرضاً عضوياً أو نفسياً

الخلاصة:

إن خفقان ما قبل النوم أو في أوله قد يكون مرعباً ويقلب حياة المريض رأساً على عقب فيصبح النوم والاستلقاء على السرير كابوساً مزعجاً يتفاده يوميا حتى يغلبه النوم فجأة!! ويزيد الطين بلة أن يقول له الطبيب (ما فيك شيء ولاتحتاج علاج!!) ولذلك ننصح الطبيب بالخطوات المذكورة أعلاه حتى يجد المسبب ويعالجه.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  217