• ×
admin

الدجاج الفاسد

الدجاج الفاسد

د. هيثم محمود شاولي

توقفت كثيرا أمام المانشيت الذي انفردت به «عكاظ» في صفحتها الأولى الأربعاء الماضي والذي تناول تسويق ثلاثة آلاف دجاجة فاسدة يوميا على متاجر ومطاعم شهيرة، وهو ما أثبتته الفرق الميدانية لأمانة جدة خلال عملية دهم مفاجئة بناء على بلاغ مرره مواطن بحسه الإنساني كاشفا عن مصدر توزيع الدجاج الفاسد.
يحمل الموضوع في سياقه بعدين مهمين الأول: دور المواطن في كشف مثل هذه الأمور التي تمس صحة الإنسان، الذي حتما لا يستطيع أن يفرق بين الدجاج السليم أو الفاسد، لأن الدجاج الذي أمامه مغلف إذا كان في طريقه إلى المحلات ومراكز الدواجن، أما إذا كان في طريقه إلى المطاعم فهو بالطبع يشكل أيضا خطرا قاتلا قد يترتب عليه التسمم الغذائي الفوري بعد ساعات من تناوله.
طبعا كل هذه المعطيات تجعلني أولا أحيي هذا المواطن، وثانيا أطالب بتكريمه لأنه أنقذ أرواح من تعرضها للتسمم الغذائي.
أما البعد الآخر فهو مرتبط بدور الأمانات في غياب أو ضعف جولاتها التفتيشية، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بصحة البشر، فكم من المواد الغذائية الفاسدة أو المنتهية صلاحيتها تباع عيني عينك في البقالات أو الشوارع وفي غفلة الفرد الذي لا يدقق في تواريخ الإنتاج أو انتهاء الصلاحية، ويبادر بالشراء ويستمتع في تناول المحتويات، وفجأة يشتد الألم لديه ويتوجه إلى أقرب طوارئ.
أتمنى من جميع الأمانات في مناطق المملكة أن تفعل دورها التفتيشي، وأن تطبق أنظمة العقوبات على كل من يخالف التعليمات، خصوصا على المطاعم التي تتباهى بديكوراتها الخارجية وتجد الصراصير والفئران ترقص في مطابخها.
وأخيرا.. صحة الإنسان أغلى ما يملكه، وما يتناوله لأبد أن يكون صحيا وخاليا من الشوائب والتلوث، والله من وراء القصد.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1151