• ×

د.الكريع: المجتمع السعودي يقول للمرأة هذا عهدك

0
0
883
 
أوضحت لـ «عكاظ» كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيسة مركز الملك فهد الوطني للأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتورة خولة بنت سامي الكريع، «أن المرأة السعودية وصلت إلى درجات علمية عالية، وأثبتت للجميع أنها قادرة على العطاء بعلمها وجدارتها ومهنيتها وقراراتها الحاسمة، وتاليا فهي قادرة على تولي منصب «وزير».
وقالت الكريع في ردها على سؤال «عكاظ» في ليلة تكريمها البارحة الأولى في اثنينية عبد المقصود خوجة: «لو عرض علي منصب وزير الصحة لرفضته»، دون إضافة أي تعليقات.
وتوجهت الكريع للحاضرات والحاضرين الأمسية بالقول: إن حصولها على وسام الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تكريم لكل فتاة سعودية»، مشيرة إلى أن حصولها «على هذا الوسام الرفيع فيه مدلولات كثيرة، أولها أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تؤمن بأهمية العلم والعلماء، وتدرك بأن العلم في عصرنا أساس التفاضل والسيادة والريادة، فوالد الجميع ينظر بعين العدالة لجميع أبناء الوطن، وأنه ليس هناك فرق بينهم، وأن مقياس المفاضلة لديه ليس لأن هذا ذكر وتلك أنثى، وهذا من منطقة أو أخرى، إنما مقياس التفاضل الديه هو العمل المخلص».

حان وقتك
ورأت الكريع في استلامها خطابات تهان عديدة من الأمراء والوزراء والمسؤولين والكتاب والمثقفين، «كأن المجتمع السعودي يقول للمرأة السعودية حان وقتك وهذا عهدك، وأصبح يبارك دخولها إلى الميدان، ويشاركها في مواقع العمل، ويبارك مشاركة المرأة له في تحمل المسؤولية، بعيدا عن الوسام».
ولفتت إلى أن «البعض عندما ينظر إلى المرأة يحب أن يرى مسيرة المرأة مثالية، كما يتصورها خيال الكتاب.. فجميع عوامل النجاح يجب أن تتوفر في ذلك الإنسان.. فلا أحب هذه الصورة الوردية، وبطبيعتي أحب التفاؤل والعلم، وأتمسك دائما بطموحي، فدائما في لقاءاتي الإعلامية لا أحب السؤال من ساندك؟ ومن وقف معك؟، ومع أن هذا السؤال لا يتردد أبدا مع أي رجل يجرى معه لقاء، وإنما يكون مع امرأة سعودية ناجحة، وكأن المرأة مخلوق ضعيف لا يستطيع أن يسير على الدرب إلا ويكون وراءها أحد».
واعتبرت هذه الصورة نمطية مغلوطة، ودعت الكتاب والمفكرين ألا يقعوا في مصيدتها.
واستدركت لتقول: «يجب ألا يفهم أن هذا إغفال لدور أسرتي في حياتي فكل الفخر والعرفان لها»، معتبرة أن «المحرك الحقيقي الذي يقف وراء كل ناجح هو الإيمان، والإخلاص في العمل، واستثمار النبوغ، فمن يملك هذه الخلطة السرية يستطيع أن يتفوق ويبدع».

حلم حياتي
وكشفت الكريع عن سر في حياتها، وقالت للحضور: «أحيطكم بسر.. أنني قبل أن أصبح طبيبة حلم حياتي أن أصبح أديبة.. لأن القلم يستطيع أن يسبح في فضاء واسع من الأفكار، لكن قدر الله أن أكون متفوقة في المواد العلمية، وكنت متشبعة إلى الأعماق بالنظرة المتزايدة أن العلم والأدب لا يجتمعان، لذا فضلت أن أحصل على لقب (الدافورة) وهي لهجة عامية تطلق على الطالب أو الطالبة المنكبة تماما على الكتب».
ومضت قائلة: «سنة الامتياز والتدريب العملي، كانت وراء أن اتخذ قراري بالتخصص في أمراض السرطان، فلم أجد الأمر كافيا أن أكشف على مريض السرطان ثم أكتب له الوصفة الطبية فقط، كنت أشعر دائما أنه لا بد من تقديم المزيد لهؤلاء المرضى.. كان يحز في نفسي ويؤلمني ما أشاهده من معاناة.. وأن ما نقدمه عبارة عن أدوية كيماوية مليئة بالسميات يتناولونها ويتحملون أضرارها، وكان يثير فضولي وتساؤلاتي: لماذا من المرضى من ينتصر بالرعاية على المرض، ومنهم من ينخفص عنده المرض ثم يعاوده مرة أخرى؟. من هنا كان اهتمامي بمعرفة وكشف أسباب الأمراض الجينية، لاسيما ونحن نعيش الآن في عصر الخريطة الجينية، التي عجلت في حل الكثير من الرموز المحيطة بهذا المرض.. وقد توصلنا إلى الأدوية الموجهة التي تقضي على الخلايا السرطانية بدون التأثير على الخلايا السليمة المحيطة بها».

الوعد
وكررت الكريع في ختام كلمتها وعدها الذي قطعته لخادم الحرمين الشريفين «باسمي وبالأصالة عن جميع الأطباء أن نعمل على تخفيف معاناة مرضى السرطان لدينا، ونعمل جاهدين بما أوتينا من تقنية بإيجاد أفضل الوسائل الحديثة، ونسأل الله أن يمدنا بالعقل والقوة الإنسانية لجعل وطننا الحبيب منبرا للعلم، كما هو منبر للعطاء».

باب المداخلات
وبعد فتح باب المداخلات والأسئلة، أجابت الدكتورة خولة الكريع على سؤال «عكاظ»: «عما نشر أخيرا عن العلاج لأنواع من السرطان عبر بول الإبل»: «لن أشكك في أي اختراع لأي نوع من أنواع العلاج، وكل مجهود فردي أو جماعي للوصول إلي شيء مفيد وفعال في علاج أي نوع من أنواع السرطان، محل تقدير واحترام. أما عن العلاج ببول الإبل فلن أفتي في هذا الموضوع لأنني لا أعرفه، ومن قال لا أعرف، فقد أفتى».

ماء زمزم
وردت الكريع على سؤال طرحه أحد الحضور عن ماء زمزم وإمكانية شفائه للأمراض، «أن ماء زمزم ماء مبارك، لكن الدراسات العلمية، أثبتت أنه يحتوي على نسبة ملوحة عالية تتعارض مع المواد الكيميائية التي تعطى لمرضى السرطان أثناء أخذ العلاج».

وفاء باداود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com