• ×

خائن من ولاه ولي الأمر مصالح المسلمين وفرط في الأمانة

0
0
1067
 
شدد إماما الحرمين الشريفين على حفظ الأمانة ومحاسبة المقصرين وتفعيل أجهزة الرقابة، وقالا: إن الوظائف كبيرها وصغيرها ليست وسيلة للترفع أو الترفه إنما هي كيان دولة وضمان مجتمع وحاضر أمة ومستقبلها فمن ولاه ولي أمر المسلمين عملا فضيع فيه فهو خائن للأمانة ولولي الأمر وللمجتمع بأسره، والله لا يحب الخائنين.

ووجها سؤالا للمسؤولين: «يا من ولاه الله جل وعلا منصبا من المناصب هل أوليت الرعاية التامة ما استؤمنت عليه وبذلت الجهد العظيم للعمل بما يخدم المصالح العامة والمنافع الكبرى للمجتمع؟ هل صدقت مع الله جل وعلا ثم مع ولي الأمر في تقديم الخدمة التي تتحقق بها المشاريع النافعة على أحسن وجه وأكمل حال؟».

وأضافا: «الويل ثم الويل لمن ولاه ولي الأمر القيام على مصالح المسلمين ثم فرط في ذلك أو أهمل الرعاية الواجبة».

وبعث إماما الحرمين الشريفين إلى كل من تطوعت نفسه واشرأبت إلى أن تتولى مصلحة من مصالح المسلمين دون استحضار القدرة عليها والشعور بقيمتها وعظم المسؤولية، مشيرين فيها إلى أن الوظيفة عهد بين المسؤول وبين ولي الأمر أو أي مؤسسة للقيام بعمل محدود مقابل عوض مخصوص، مبينين أن من فرط في أداء مثل هذا الواجب فهو ممن لم ينفعه إيمانه في أداء واجبه، إذ كيف يرضى المؤمن بالغش أو الخيانة أو التقصير في ما استأمنه عليه ولي الأمر من مصالح العباد وحاجاتهم.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة أمس: «لا إيمان لمن لا عهد له، لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

وأضاف «إن الوظائف كبيرها وصغيرها ليست وسيلة للترفع أو الترفه إنما هي كيان دولة وضمان مجتمع وحاضر أمة ومستقبلها، فمن ولاه ولي أمر المسلمين عملا فضيع فيه فهو خائن فهو خائن للأمانة ولولي الأمر وللمجتمع بأسره، والله لا يحب الخائنين».

ولفت إلى أن كلمة الأمانة فيها معنى الأمان والاطمئنان، والأمن والطمأنينة والراحة والاستقرار مرهونة كلها بتحقيق الأمانة على وجهها الصحيح. وقال: «كفى بالخيانة شرا وقبحا ومقتا إنها سبب في دخول جنهم وبئس المصير».

وأضاف الشيخ الشريم: «إننا نعيش في أعقاب الزمن الذي تبدلت فيه أخلاق الفطرة وآداب الشريعة وتخلف الكثيرون عن اللحاق بركبهما والسير على منهاجهما فانطمست بعض العالم حتى لم يدر البعض ما الأمانة وما الخيانة».

وفي المدينة المنورة، شدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس على أهمية المحاسبة والمراجعة حينما تمر بنا البأساء والضراء وتحل بنا الكوارث والمصائب، قائلا: «مقياس حضارة الأمم ومعيار تقدمها ورقيها أن تكون صادقة مع ذاتها تعرف مواضع الخلل لتصلحها وتلحظ أماكن الزلل لتتلافاها».

وأردف قائلا: «إذا وقعت مصيبة وحصلت كارثة فلا نقف عند هذا الحد عاجزين عن معرفة الأسباب والعلل للعلاج ودرء الخطر في المستقبل، ولا نقول إن هذا قدر على ألا نغير من واقعنا وفي مستقبلنا شيئا، فالجواب على من تسلم قمم المراتب وتبوأ أعالي المناصب من الوزراء والمديرين والأمناء أن يستشعروا مسؤوليتهم أمام الله جل وعلا، وأن يعلموا أنهم قد تحملوا أمانة عظيمة أمام الله سبحانه ثم أمام ولي الأمر ثم أمام المجتمع».

واستطرد قائلا: «إن الأمر جد خطير، فيا من ولاه الله جل وعلا منصبا من المناصب تذكر موقفك أمام الله جل وعلا واتق الله في المسلمين وأعلم أن حلاوة المناصب متضمنة غرما عظيما، فهل استشعرت يا من قلدك الله منصبا من المناصب خطورة هذا الأمر فأوليت الرعاية التامة ما استؤمنت عليه وبذلت الجهد العظيم للعمل بما يخدم المصالح العامة والمنافع الكبرى للمجتمع؟ هل صدقت مع الله جل وعلا ثم مع ولي الأمر في تقديم الخدمة التي تتحقق بها المشاريع النافعة على أحسن وجه وأكمل حال؟ وإلا فالويل ثم الويل لمن ولاه ولي الأمر القيام على مصالح المسلمين ثم فرط في ذلك أو أهمل الرعاية الواجبة».

وزاد فضيلته قائلا: «إن القيام على تنفيذ المشاريع والمرافق التي تخدم المصالح العامة في البلاد والعباد هي أمانة كل مسؤول من أعلى سلطة إلى أدنى مستوى من المسؤولية، فعلى الجميع التزام الأمانة والتحلي بلباسها».

وتطرق إلى أصحاب الشركات التي تبوأت مقاليد العمل في المشاريع العامة قائلا: «مسؤلون أمام الله جل وعلا عن كل ما يأخذون من المشاريع والأعمال التي يصرف عليها من بيت مال المسلمين فلا يجوز لهم المبالغة في الأسعار ولا الغش في التنفيذ والتأخير في تنفيذ المشاريع، مبينا أن من أسباب الخراب والفساد الوخيم الرشوة والتهاون في التصدي لها».

وشدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي على أن الواجب المتحتم والفرض اللازم على أجهزة الرقابة التي ولاها الله جل وعلا مسؤولية الرقابة والتي أولاها ولي الأمر هذه المسؤولية أن تتقي الله جل وعلا، وأن تبذل جهدها في مراقبة كل صغير وكبير، وأن تحاسب كل جهة مسؤولة عن كل مشروع محاسبة متناهية الدقة للجليل والحقير باذلة أوجه التنقيب والمساءلة في كشف الحقائق وإظهار مواطن الزلل والخلل والفساد.

واس - الصحة والحياة talalzari.com