• ×

بحيرة الأربعين تحفة جمالية

0
0
1089
 
وصف بحيرة الأربعين بتحفة جمالية..
كماس لـ عكاظ : 5 إجراءات تحمي جدة من التلوث..

أوضح لـ «عكاظ» مدير البيئة الأسبق في رئاسة الأرصاد وحماية البيئة الدكتور عبد الرحمن حمزة كماس «أن إهمال البنية الأساسية في جدة، وتركيز المخططين قبل التوسع على معالجة مشكلات الشوارع ووضع المجسمات الجمالية من أسباب حدوث كارثة جدة»، لافتا إلى «أن غياب شبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار أدى إلى حدوث الكارثة.

واعتبر «أن بحيرة الأربعين تعتبر تحفة جمالية رائعة وسط مدينة جدة، حيث تتميز بنظام بيئي خاص بها، وبعد إيقاف ضخ الصرف الصحي إليها فهي تحتاج حاليا إلى إعادة تأهيل. وأكد أن خمسة حلول بيئية تساعد على المحافظة على جدة من التلوث. وفيما يلي نص الحوار:

البنية الأساسية

ما سبب كارثة سيول جدة التي غمرت قويزة وامتدت إلى الأحياء الأخرى؟

ــــ تعود أسباب كارثة جدة إلى زمن مضى عندما بدأت المدينة في التوسع، وكان اهتمام المخططين في ذلك الوقت ينصب في كبر الشوارع طولا وعرضا، ووضع المجسمات الجمالية، وأهملوا البنية الأساسية للمدينة وأهمها شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه السيول والأمطار، والموافقة على إعطاء تصاريح البناء في مجاري السيول، وعدم وضع حد للعقوبات وإنشاء المباني غير النظامية.

أحياء الشرق

هل الأحياء الواقعة شرق الخط السريع مؤهلة للسكن من الناحية الجغرافية والبيئية لقرب بحيرة المسك؟

ـــ توجد شرق الخط السريع مخططات نظامية آهلة بالسكان الذين يعانون من الخوف والقلق والتوتر والضغط النفسي، حيث تشكل بحيرة الصرف الصحي تهديدا مباشرا لهم في حالة حدوث انهيار السد الترابي الذي يحجز خلفه حوالى 20 مليون متر مكعب من المياه، حيث سيسبب في تضرر عدة أحياء في شرق الخط السريع مثل السامر والنخيل والأجواد والشروق والواحة والمنتزه والغار وغيرها، وبعض أحياء جدة غرب الخط السريع مثل الصفا والفيصلية والعزيزية والرحاب والخالدية، حيث تنحدر المياه من ارتفاع أكثر من 100 متر من فوق سطح البحر باتجاه الغرب.

جدة تشكو من الصرف الصحي والمياه الجوفية، ما هي الحلول الجذرية لمعالجة ذلك؟

ـــ أدى توسع جدة وكثرة المخططات الجديدة، وعدم وجود شبكة صرف صحي، إلى زيادة عدد «وايتات» الصرف الصحي التي كانت تفرغها في الحدائق العامة وفي البحر مباشرة، وبعض المناطق الخالية من السكان، حيث انتشرت الروائح الكريهة والبعوض الحامل للأمراض والأوبئة وكثرت شكاوى الناس، فخرجت الأمانة آنذاك بحل للموقف وليس المشكلة، وذلك بإنشاء سد ترابي طوله 1300 متر وعرضه 18 مترا وارتفاعه عشرة أمتار، ويبعد عن كوبري بريمان شرقا 17 كيلو مترا، وكلفت «وايتات» شفط البيارات بتفريغ حمولتها خلف السد على مر السنين، وتكونت هذه البحيرة التي يبلغ طولها نحو أربعة كيلو مترات.

أما مشكلة تلوث المياه الجوفية في جدة فبدأت عندما ردمت الشواطئ البحرية التي كانت تتميز بنظام بيئي خاص منذ سنين طويلة، وشكل ردم البحر سدا حاجزا منع التبادل المائي بين الأرض والبحر مما شكل بحيرة من مياه الصرف الصحي في القشرة الأرضية تحت جدة، إضافة إلى تسرب مياه بحيرة الصرف الصحي شرق جدة، وأيضا لعدم وجود محطة معالجة للنفايات المنزلية التي يتم التخفيض منها عن طريق الردم وهذا أيضا يؤدي إلى تسرب الملوثات إلى المياه الجوفية وكلها عندما تختلط بمياه الشرب سواء في الخزانات أو شبكة المياه تؤدي إلى تلوثها مما يسبب معظم الأمراض وأهمها الفشل الكلوي.

المسك والأربعين

ما هو أنسب حل لبحيرتي المسك والأربعين؟

ـــــــــ تعتبر بحيرة الأربعين تحفة جمالية رائعة وسط مدينة جدة، حيث تتميز بنظام بيئي خاص بها، وبعد إيقاف ضخ الصرف الصحي إليها فهي تحتاج حاليا إلى إعادة تأهيل وذلك بسحب بقايا الصرف الصحي الموجودة فيها وتعميقها قليلا، كذلك تعميق مدخلها المتصل بالبحر مباشرة وتركيب عدد من النافورات في أجزائها المختلفة ثم إعادة الأحياء البحرية والنباتات تدريجيا، وقد يحتاج الموضوع إلى بعض الوقت لكنه لا يكلف كثيرا خصوصا في حالة وجود متابعة مباشرة.

أما ما يتعلق ببحيرة الصرف الصحي شرق جدة (وأرجو ألا نطلق عليها المسك لأن المسك تراب الجنة، وهو رائحة عرق سيد الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم) فقد نشأت كما ذكرنا في ظروف معينة، وتعتبر من أكبر البحيرات الصناعية في العالم.

واعتمدت الأمانة ثلاثة مشاريع بتكلفة قدرها مائة مليون ريال لتخفيض منسوب مياه البحيرة نحو 400 ألف يوميا وذلك بعد معالجتها بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي ببعض النباتات والأعشاب، وسحب المياه المعالجة عبر مشارط نقل إلى أماكن أخرى للاستفادة منها في مشاريع أخرى، أو تصريفها إلى مجرى السيل الجنوبي، ومن ثم الاستفادة من موقع البحيرة بتحويلها إلى منتزه عام، ويحتاج الأمر إلى صبر ووقت وإعطاء الفرصة وكل ذلك بجهود وتنسيق مكثف من قبل المجلس البلدي في جدة مع أمانة المحافظة.

بيئة جدة

كيف يمكننا المحافظة على بيئة جدة، خصوصا أن المؤشرات والدراسات كشفت عن وجود تلوث بيئي؟

ــــــ المحافظة على بيئة جدة نظيفة تحتاج إلى جهود وتضافر أكثر من جهة، حيث إن جدة تئن تحت وطأة أنواع مختلفة من التلوث الجوي والبحري والضوضائي والمياه الجوفية بسبب ما ذكرنا آنفا من عدم وجود شبكة صرف صحي، وعدم وجود محطة معالجة للنفايات المنزلية وردم البحر ووجود المطار ناحية الشمال، ووجود محطات التحلية من ناحية الغرب والمناطق الصناعية ومحطة الكهرباء في الجنوب، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من المستنقعات التي تتسبب في توالد وتكاثر البعوض المسبب لكثير من الأمراض والأوبئة.. ومن أهم الحلول التي يجب تنفيذها للمحافظة على بيئة جدة نظيفة هي:

أولا: الالتزام بالأنظمة والقوانين والمقاييس البيئية الصادرة عن الجهات الرسمية.

ثانيا: الإسراع في تنفيذ مشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه السيول والأمطار.

ثالثا: التخلص من النفايات المنزلية بالطرق الصحية الحديثة وإعادة تدويرها والاستفادة منها، وذلك بإنشاء محطة تدوير ومعالجة بدل من الردم أو الحرق.

رابعا: السرعة في ردم المستنقعات والتخلص من المياه الراكدة ورش المبيدات الحشرية غير الضارة بالبيئة..

خامسا: نشر التوعية البيئية بين السكان خصوصا طلاب الجامعات والمدارس، والتنسيق في ذلك بين أكثر من جهة متخصصة، والاستفادة من خبرات أساتذة الجامعات والكليات المتخصصة في هذه المجالات والمدرسين في المدارس في كافة الفصول الدراسية، كذلك التنسيق مع الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وخطباء أئمة المساجد والأندية الرياضية.

محمد داوود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com