• ×

25% من وفيات الإمارات بسبب أمراض القلب والأوعية

0
0
1025
 
حذر أطباء القلب في أبو ظبي من تزايد معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية في الدولة مؤكدين أن أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية لاتزال السبب الأول للوفيات بالدولة خلال العشر سنوات الماضية.

ودعا الأطباء وزارة الصحة والمؤسسات الصحية الحكومية والخاصة في الدولة إلى ضرورة التركيز على الجانب الوقائي من خلال التوعية المستمرة والحملات التثقيفية للحد من هذه الأمراض التي أصبحت تتفاقم في الإمارات بشكل متنام وأصبحت سببا لوفاة أكثر من 24 % من مجمل الوفيات في امارة أبوظبي في العام 2010 وفق إحصائيات هيئة الصحة في أبو ظبي.

وطالبوا بأهمية وضع وتنفيذ خطة وطنية شاملة للحد من تلك الأمراض من خلال برامج توعوية وتثقيفية تصل إلى كل فرد في المجتمع، مؤكدين أن جميع الجهات المعنية بالغذاء والدواء والتعليم والثقافة والأسرة يجب أن تشارك في هذه الحملة.

وشددوا على أن تدخين التبغ هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة الذي يمكن الوقاية منه وهو اصل الداء وراء كل الأمراض القلبية والتنفسية، مشيرين إلى أهمية الدور الكبير الذي يقع على عاتق عيادات الصحة الأولية في اكتشاف وتشخيص تلك الأمراض.

عادات خاطئة

وأكد الدكتور وائل المحميد استشاري ورئيس دائرة الخدمات الطبية ورئيس قسم أمراض القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع خلال العقود الثلاثة الماضية كان لها تأثير كبير على صحة المواطنين.

حيث أدت هذه التغيرات إلى تحول كبير في عادات معيشية وغذائية نجم عنها زيادة في انتشار البدانة والسكري والضغط المرتفع والتراخي البدني وزيادة استهلاك التبغ إلى جانب زيادة الإجهاد الفكري والتوتر العصبي وهذه جميعا تسببت في انتشار الأمراض القلبية والوعائية وأخذت هذه الأمراض تظهر على أرض الواقع كأحد أهم أسباب الوفاة والمرض بالدولة.

وقال ان حملة (وقاية) التي تنفذها هيئة الصحة في أبو ظبي والتي حققت نجاحا لافتا أشارت إلى تزايد واضح في عوامل الاخطار المؤدية إلى الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية حيث أكدت الإحصائيات الجديدة إصابة 60% من المواطنين في إمارة أبو ظبي بالسمنة و18% بالسكري والكولسترول 44% وضغط الدم 23% والتدخين 26 % رجال و1% نساء.

ولفت إلى حملة وقاية تعد نموذجا جيدا وخطوة الى الأمام في سبيل حصر أعداد المصابين بعوامل الخطورة للأمراض القلبية والوعائية تمهيدا للبدء في تنفيذ خطط وبرامج للوقاية والعلاج وذلك للحد من تلك الأمراض، داعيا كل المؤسسات الصحية في دولة الإمارات بتنفيذ مثل هذه البرامج الوقائية والعلاجية لمكافحة أمراض القلب وأن تكون حملات منسقة ومتكاملة للوصول إلى نتائج أكثر نجاحا.

وعالميا تشير الإحصائيات إلى أن أمراض القلب تمثل حوالي 30% من أهم الأسباب المتوقعة للوفيات من كل الأعمار في العالم سنويا ومن ناحية فإن عوامل اختصار الأمراض غير المعدية الأساسية مجتمعه تعتبر سببا رئيسيا مسئولا عن 80% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والوعائية والسكتة فكل عام يموت أكثر من 5 ملايين شخص بسبب تعاطي التبغ، و1.9 مليون شخص بسبب قلة النشاط البدني، و2.7 مليون شخص بسبب قلة استهلاك الخضروات والفاكهة، و2.6 مليون شخص من جراء زيادة الوزن والبدانة، و7.1 ملايين شخص بسبب ارتفاع ضغط الدم، و4.4 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب ارتفاع الكولسترول بالدم.

وذكر أن التقرير السنوي لهيئة الصحة في أبو ظبي لعام 2009 أن أمراض القلب والدورة الدموية احتلت أول قائمة الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة في إمارة أبو ظبي بواقع 726 وفاة عام 2009 من أصل 2.968 وفاة.

أهمية الوقاية

وأكد جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء المدير التنفيذي للمستشفى الإماراتي الإنساني العالمي المتنقل أن أمراض القلب والأوعية الدموية في الدولة المتحدة تشكل نسبة حوالي 25 % من مجموع الوفيات مما يستدعي أهمية تكاتف الجهود لتطوير برامج مكافحة هذه الأمراض ورفع الوعي الصحي للحد من مخاطرها.

وأكد على أهمية الوقاية من أمراض القلب ورفع مستوى الوعي وإلقاء الضوء على عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب وكيفية الوقاية منها عن طريق إتباع السلوكيات والعادات الصحية السليمة للحياة والتي منها التخلص من زيادة الوزن والسمنة وممارسة النشاط البدني بانتظام والحرص على التغذية الصحية ذات المحتوى العالي من الخضروات والفواكه، لافتا إلى الحملة الوطنية للوقاية من أمراض القلب محليا وعالميا التي أطلقتها مبادرة زايد العطاء والتي هدفت إلى بث الوعي والتثقيف الصحيين للتعرف على عوامل الخطورة لدى أفراد المجتمع.

ودعا الدكتور عادل الشامري إلى أهمية المبادرة بتقديم برامج علاجية وجراحية ووقائية وتدريبية إضافة إلى البرامج التثقيفية والتوعية بسبل الفحص الدوري لمسببات أمراض القلب كقياس ضغط الدم ونسبة السكر والكولسترول في الدم، بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم، التي تكشف عن عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض القلبية.

مصطفى خليفة، البيان - الصحة والحياة talalzari.com