• ×

تنمية الوعي الغذائي والصحي أفضل وسيلة للتعامل مع السكري

تنمية الوعي الغذائي والصحي أفضل وسيلة للتعامل مع السكري
0
0
1291
 
السكري مرض يصبح فيه دم وبول المريض محتويين على كميات زائدة من سكر الجلوكوز, ما يسبب له عددا من الأعراض والمضاعفات ويمكن أن يصيب الكبار والصغار، لكن تختلف الأسباب, فعند الأطفال ينتج عن حدوث نقص في مورد الإنسولين, أما عند الكبار فإن غدة البنكرياس تظل قادرة على إفراز الإنسولين, لكن يكون هناك نقص في درجة حساسية خلايا الجسم له, وبالتالي يبطل مفعوله, ودلت الأبحاث على أن للوراثة والسمنة دوراً محورياً ومهما في الإصابة.

وفيما يلي ملخص لقاءاتنا مع عدد من أطباء الغدد الصماء والسكري في مستشفيات ومراكز مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية في العليا والريان والقصيم, وهم: الدكتور عبد الله الحربش المتخصص في غدد وسكري الأطفال، الدكتور أمجد كف الغزال، الدكتور بابكر القراي، الدكتور خليل السوطري, والدكتور سعيد خضر.

السكري حالة مزمنة من ارتفاع نسبة السكر في الدم تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الإنسولين، أو عن نقص استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين. وهناك نوعان, الأول يعتمد على الأنسولين ويحدث في سن مبكرة أثناء مرحلة الطفولة والبلوغ, وفي هذا النوع الجسم يكون غير قادر على إفراز الأنسولين من البنكرياس، وبالتالي يحتاج المصاب إلى المعالجة بحقن الأنسولين يوميا.


أدوية محفزة للبنكرياس

أما النوع الثاني فهو السكري غير المعتمد على الأنسولين، وهـذا النوع هو الأكثر شيوعا, حيث إن نسبة الإصابة به تشكل نحو 90 في المائة من حالات الإصابة بالسكري, ويحدث في منتصف العمر أو بعده, وسببه أن إفراز الأنسولين لا يكفي لخفض السكري في الدم، ويحتاج المريض في هذا النوع إلى الأدوية المخفضة للسكري لتحفيز البنكرياس على إنتاج كمية أكبر ‏من الأنسولين واتباع حمية غذائية وإنقاص الوزن. أما عن الأسباب فهناك عوامل عدة كالوراثة، والإصابة بالسمنة، والحالة النفسية كالتوتر والقلق، أو تناول أدوية معينة.

وتعتبر القدم من أكثر المناطق التي يمكن أن يتعرض فيها مريض السكري للإصابة بالتقرحات والجروح، كما أن الضرر في الكلية الناتج عن داء السكري يكون سببه عادة التغييرات في أوعية الدم الصغيرة في الكلية. والاكتشاف المبكر لاعتلال الكلية يتم التعرف عليه من خلال فحص بروتين خاص في البول يدعى ميكرو ألبومين من خلال تحسين التحكم في السكري والتحكم في الضغط الدموي العالي إن وجد بأدوية مثبطة للأنحيوستين.


إصابات الشرايين الطرفية

كما أن من مضاعفاته اعتلال الشرايين الطرفية, حيث يحدث تضيق في الشرايين الطرفية, ما يؤدي إلى حدوث ألم في الساق أثناء المشي, ما يجبر المصاب على التوقف, وهذا ما يسمى العرج المتقطع. وفي حال تقدم المرض يؤدي إلى انسداد تام في الشرايين وفي بعض الحالات تصاب بالغرغرينا, التي قد تستدعي بتر أحد الأطراف, وهنا تكمن أهمية التشخيص المبكر والعلاج للوقاية من مضاعفات خطيرة محتملة. ويجب على مريض السكري تجنب التدخين نهائيا لأنه يزيد الإصابة باعتلال الشرايين.


الاعتلال الشبكي

اعتلال الشبكية, ففي حالة ارتفاع نسبة السكري في الدم يؤدي إلى التأثير الضار في الشعيرات الدموية الموجودة في جميع أعضاء الجسم, خاصة شبكية العين. وتراوح الإصابة من اعتلال شبكية بسيط إلى اعتلال شبكية شديد يؤدي إلى فقدان البصر, خاصة عند عدم الاهتمام بتنظيم مستوى السكر والمتابعة الدورية مع طبيب العيون.


ارتفاع ضغط الدم

إن مرضى السكري عادة ما يكون عندهم كذلك ارتفاع في ضغط الدم والكوليسترول, ويعتبر السكري من العوامل المؤدية إلى الجلطات القلبية والدماغية, لذا على كل مريض الاهتمام والوعي الصحي بحالته ومرضه ومتابعة الطبيب بشكل دوري, وبخصوص الفحص الذاتي للقدم يجب أن يتفقد مريض السكري جميع أجزاء جسمه, خاصة قدميه, حتى يجنب نفسه الإصابة بالتقرحات أو الجروح، وعلاجها فور الإصابة بها لتجنب المضاعفات الخطيرة الناتجة من إهمال مثل هذه الحالات.

كما يجب على كل مريض اتباع حمية غذائية مناسبة لمرض السكري من حيث أنواع وكمية الأطعمة المختارة بالتعاون مع إخصائي أو إخصائية تغذية, إضافة إلى ممارسة الرياضة يوميا وبانتظام.


الفحص الذاتي

يمثل الفحص الذاتي لسكر الدم طريقة مساعدة في الوقاية من المضاعفات والمحافظة على مستوى سكر الدم ضمن الحدود المتفق عليها مع الطبيب المعالج, حيث ينصح مريض السكري بإجراء اختبار سكر الدم المنزلي بمعدلات مختلفة تناسب حالته, وبذلك يمكن التقليل من احتمالات تذبذب مستوى السكر في الدم بين الارتفاع والانخفاض الشديدين, كما يساعد التحكم الجيد على تجنب الإصابة بمضاعفات داء السكري على أجهزة الجسم الحيوية.


السكري عند الأطفال

فيما تحدث الإصابة عند الأطفال نتيجة تعرض خلايا البنكرياس للضرر فتعجز عن تأدية عملها من إنتاج الأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الجلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا ومدها بالطاقة ومن ثم القيام بوظائفها على أكمل وجه. وعادة ما يصيب الأطفال النوع الأول من المرض, ويهدف علاج مرض السكري إلى تخفيض معدل السكر في الدم ليقترب من الحدود الطبيعية دون حدوث انخفاضات متكررة, وكذلك تنظيم الغذاء من حيث النوعية والكمية, ويجب التأكد من ضرورة متابعة قياس السكر, وكذلك بعض الفحوص المعملية الدورية وتعديل العلاج تبعا لذلك بصفة دورية.


تنمية مستوى الوعي الغذائي والصحي

كما أن مراجعة الطفل المريض بالسكري للطبيب المختص وعمل الفحوص اللازمة بشكل دوري وتناول العلاج اللازم واتباع إرشادات الطبيب تحمي الطفل من معظم مضاعفات السكري وبنسبة عالية, خاصة إذا تم علاج ارتفاع السكر والضغط والكوليسترول. وأفضل وسيلة للتعامل مع السكري هي تنمية مستوى الوعي الغذائي والصحي، وحث الأطفال على تغيير عاداتهم الغذائية.

الاقتصادية - الصحة والحياة talalzari.com