• ×

ضعف ثقافة التعقيم يهدد أمان المرضى

0
0
1046
 
الأجهزة غير كافية لإزالة الترسبات وبقايا الدم..

رأى عضو المنتدى العالمي للتعقيم ورئيس قسم التعقيم المركزي في مستشفى الملك فهد العام ورئيس نادي التعقيم في المنطقة الغربية أحمد عميش، «أن بعض المستشفيات لا زالت قاصرة في مجال التعقيم، في ظل الاعتقاد أن وجود جهاز التعقيم يكفي لإتمام عملية التعقيم، وهذا أكبر خطأ في مراحل التعقيم، إذ أن أهميتها تبدأ بالتنظيف، وهي أهم مراحل التعقيم لإزالة الترسبات، وبقايا الدم الذي من الممكن أن يكون حاجزا بين المادة المعقمة والميكروب، وبذلك تفشل عملية التعقيم». وطالب عميش عبر «عكاظ» بإجراءات موحدة لجميع أقسام التعقيم في مستشفيات المملكة، في ظل أهمية هذا المجال الذي تعتمد عليه جميع الأقسام الموجودة في المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة.
وأوضح عميش «أن مجال التعقيم يحتاج إلى الكثير من الجهود لتطويره، والارتقاء به عبر إيجاد القوى العاملة المدربة من الكليات والمعاهد الصحية، إضافة إلى إنشاء أقسام للتعقيم تعتمد على المواصفات العالمية، وتعزيز مفهوم التعقيم في أوساط المجتمع، وإشاعة أهميته في المدارس وأماكن العمل ومؤسسات المجتمع المدني، وفي جميع شؤون الحياة العامة.
وشدد على ضرورة الاهتمام بهذا المجال من قبل الجهات المعنية كإيجاد واستحداث وظائف في المستشفيات والمستوصفات لاستيعاب الأعداد الموجودة حاليا من خريجي هذا المجال، كذلك لاستيعاب الأعداد الجديدة التي ستدفع بها الجهات التدريبية والتعليمية في القطاعين العام والخاص في هذا المجال.
وأفاد عميش أن «أهمية التعقيم في المستشفيات تكمن في أن أقسام التعقيم المركزي هي العمود الفقري والقلب النابض للمستشفيات، إذ أن أقسام التعقيم عطفا على تأمينها آلات ومعدات معقمة للعمليات، إلا أنها تحدد أيضا المستلزمات الأخرى لذا سمي «قسم التعقيم والإمداد الطبي»، موضحا أنه «مع تطور العلم في هذا المجال أعطت الدول المتقدمة أهمية بالغة له عبر المؤتمرات وتفعيل الجمعيات العلمية»، مطالبا بضرورة عقد المؤتمرات المحلية واستقطاب الخبراء العالميين في هذا المجال، مستدركا أن عدم الاهتمام والإيمان بهذا المجال لدينا في المملكة أدى إلى غياب مؤتمرات ترقى بأهميته.
عميش أكد أنه مع الازدياد في طلب الخدمة الصحية سواء الخاصة أو العامة، ولعدم وجود وعي بأهمية التعقيم لدى العامة كزيارة عيادة الأسنان أو عيادة خاصة، فلا بد أن يكون هناك إلمام من قبل طالب الخدمة، على أن يكون ملما ولديه خلفية في التعقيم مثل: مراقبة أكياس التعقيم بأنها مقفلة والتأكد من تعقيم ما بداخلها، وملاحظة المؤثرات التأكيدية التي تدل على التعقيم.
ونوه أن الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة أولت هذا الجانب اهتماما لا بأس به، سواء على مستوى مستشفيات المنطقة أو على مستوى منشآت القطاع الخاص التي تحتاج إلى هذا المجال في تقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين، إذ تم التعاون مع عدة جهات تقدمية مثل صوالين الحلاقة لتعزيز مفهوم التعقيم في المجال المهم التي تكون مصدرا لانتقال العدوى، وتقديم الاستشارات العلمية في أهمية تعقيم الأدوات سواء تعقيم حراري أو مواد تطهيرية.
ورأى أن تعزيز مفهوم التعقيم ليس فقط للتعقيم بحد ذاته، وإنما هو أمان للمريض، إضافة إلى أن أقسام التعقيم عند تعاملها مع الآلات الجراحية الباهظة الثمن، ممكن أن تكون وسيلة للحد من تلف تلك الآلات، فبالتالي توفير الكثير من المال.
واقترح عميش أخيرا «أن يتم التعامل مع أقسام التعقيم المركزي من قبل المستشفيات على أنها أقسام مستقلة بذاتها أسوة بالأقسام الأخرى».

سعود البركاتي، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com