• ×
admin

أوهام إطالة الأعمار!

أوهام إطالة الأعمار!


محمد أحمد الحساني

ظل الإنسان منذ قديم الأزمان يحلم باختراع دوائي أو غذائي أو طبي يطيل عمره، وتحفل الكتب القديمة بأساطير وروايات عن اكتشاف شراب أو دواء أطلق عليه في حينه مسمى «إكسير الحياة»، ولكن لا توجد حالة واحدة مؤكدة تدل على وجود ذلك الإكسير أو أن واحدا من البشر استعمله فطال عمره كما تزعم تلك الكتب الصفراء!
وقد أعادني إلى ما ذكر خبر نشر في الصحف المحلية قبل أيام يتضمن تحذير وزارة الصحة من شراب يتم تسويقه خفية في قوارير حمراء اللون يزعم مروجوها، أنه شراب يطيل من عمر الإنسان وأن الجهات المختصة ضبطت كميات من قوارير ذلك الشراب مؤكدة أنه ضار بالصحة لما ينتج عن تعاطيه من آثار جانبية مدمرة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشرب فيها أعذية وأدوية مجهولة يزعم مروجوها أن لها آثارا إيجابية على صحة الإنسان بما في ذلك فرية إطالة العمر!، وربما لن تكون المرة الأخيرة ما دام أن معظم بني البشر يبحثون عن وسائل جديدة تطيل بقاءهم في هذه الدار الفانية لاسيما عندما يتقدم الواحد منهم في العمر وتلوح له بوادر «الرحيل المر!» ولعل مما يدعو إلى التعجب أن غالبية الناس يشكون دهرهم ليل نهار حتى يظن من يستمع إلى شكاواهم أنهم قد كرهوا الدنيا والحياة ويودون مغادرتها، ولكن واقع الأمر يشير إلى أن الغالبية تتمسك بأهداب الحياة يستوي في ذلك الصغير والكبير والغني والفقير، فإن كان للموسرين أسباب وراء تمسكهم بالحياة للتنعم بملذاتها فما هي أسباب تمسك شحتوت بن كحتوت بها مع أنه في ضوائق من العيش؟، وما هي أسباب تمسك أصحاب الأمراض المزمنة بها وهلم جرا... والجواب على ذلك أن الله عز وجل قد خلق في الإنسان غريزة حب البقاء وكلما هرم الإنسان زادت عنده ثلاث خصال هي حب المال والحياة والثرثرة، فإن وجد نفر خارجون عن هذه القاعدة فإنهم نادرون، ولذلك سيجد من يروج لأوهام إطالة العمر من يستمع إليه في كل العصور، أما الحقيقة الكبرى فهي أنهم إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وكان آخرهم طبيب غربي زعم أنه اخترع مواد لإطالة العمر ولكنه مات دون سن الستين مع أن متوسط الأعمار في وطنه وصل إلى الثمانين فاعتبروا يا أولي الألباب؟

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1846