• ×
admin

في حضرة إنجاز سعودي جديد

في حضرة إنجاز سعودي جديد

مساعد العصيمي

تألق الأخضر وتأهل إلى المونديال للمرة السابعة.. هذا لم يكن حلماً.. أو فعلاً خارقاً لمن يملك كل الأدوات لفعل ذلك!

ولو سألتني إبان التصفيات التي خرج منها ثالثاً لم يستطع عبرها العبور إلا نحو ملحق مثقل بالمنافسين المتطلعين.. لقلت لك ما أصعب ذلك؟! لكن ما آمنت به أكثر أن لكل تاريخ موعد في حين تكون في وضع المتراجع الرديء الأداء هناك أيام جميلة تكون فيها متفوقاً، وهو ما حدث خلال أيام الأسبوع الذي تركناه.. لأدرك أن هذا ليس حلماً ولم يكن حكاية من حكايات الخيال، بل إنها حقيقة لا يستطيع أن يقوم بأدوارها إلا المعنيون بنبذ أسطورة المستحيلات ورفض واقع المتخيلين، أن لا صعوبة أمام من هو في موقع الرافض للتراجع، أن يقف من جديد ليثبت أنه المعني بالأفضليات. نعم، فقد كان للأخضر السعودي قصة مع التحدي عبر عنها بحب كبير رغم الضيم الآسيوي، والعبث التدريبي، وظلم اللاعب السعودي بتقليص فرص مشاركاته مع ناديه.. وإشكاليات أخرى لا يسعها مقامنا هذا.. هي قصة حب تنشأ وتنتهي ثم تتجدد في موقع آخر ومع أسماء جديدة، مما جعل هذا الحب موسوماً بالتحدي والرقي في التعبير عنه، في البدء تحدي التشاؤم وتجاوز التثبيط المتمثل بأن لا رجاء ينتظر ممن خسر كثيراً من النقاط، لكن كان هناك أمل ولاعبون وجماهير ومحبون آخرون قد صنعوا اللقاح المناسب لإعادة مسار حبهم وعلاقتهم مع كل ما هو علو وسمو جميل.. ولم يأتِ بجديد فيما عمل، لكن لأن هناك مبدأ مغلفاً بتصميم وإرادة، وهناك كرة قدم فلا بد أن تستدير لينتصر الأفضل.

هنا ليس لأحد أن يعيد أحداثاً كروية قد وقف عليها الجميع واطلعوا على تفاصيلها وفضائلها وخباياها في موقعة التأهل الكبرى أمام إندونيسيا ثم العراق، لكن كان أشد ما لفت النظر وآثر الجميع ترديده هو الحماس الكبير الذي كان عليه لاعبونا، وهو حماس وُظّف لخدمة المجموعة والنتيجة، فتجلى في الفريق كرم جماعي مؤثر، وأثبت كل لاعب أن متعته في تأمين مصلحة فريقه، فلعبوا بنضارة جعلت كل محايد يتمنى فوزهم.

فكان من غير الإنصاف أيضاً أن تخرج تلك الجماهير الهادرة وهي غير سعيدة.. لتكون فرحتها من السعة أن عبرت عنها باحتفاليات ضخمة بدأت من ملعب الملك عبدالله "الإنماء" في جدة، وتواصلت في كل بقعة من بلدنا الغالي.. تلك الجماهير الرائعة التي تراصت بوفاء في الملعب وهي تدرك أن شد أزر الأخضر جزء من واجباتها تجاه وطنها، فلها التحية وتستحق ما حصلت عليه.

الأهم في القول، إننا إزاء توجه سعودي كبير نحو تحقيق الأفضليات في كل المجالات سواء في الرياضة أو غيرها.. لكن هذا التوجه يعتمد على القراءة الحقيقية بما يتواءم مع الإمكانيات والقدرات، وليس عبثياً فقط للمشاركة والبحث عن الوجود في المحافل التنافسية، وعليه، فإن التفاؤل كبير بمستقبل إنجاز سعودي يعرف كيف يبدأ.. وكيف ينافس.. ثم كيف يحقق.. وفق سيرة السعوديين المبدعين الذين نفضوا غبار التراجع وباتوا يقتحمون الأفضليات ولا يحيدون عنها في إطار رؤية قائد الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- الذي زرع فيهم أن "طموحنا عنان السماء.. وهمتنا مثل جبل طويق".

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1