كبار السن روح الحياة
كبار السن روح الحياة
هياء الدكان
كبار السن من نِعم الحياة وروحها. من كان لديه كبير أو كبيرة فليتأمل كيف هي علاقته بهم: كيف يتعامل معهم؟ وكيف يتعاملون معه؟ إنهم نور الحياة ورحيقها وهيبتها، وأثرهم في حياتنا لا يُقدّر بثمن.
تأملوا كيف كان وجود الجد والجدة في البيت: أسلوبهم، تأثيرهم، أمرهم ونهيهم. لقد كانوا يشاركون في التربية، وكانت لهم بصمة واضحة مليئة بالإيجابيات، أكثر من سلبيات اليوم بفقدهم، فقدنا أرواحًا، وخسرت البيوت عمقًا إنسانيًا وجماليًا لا يُعوّض عنهم. أسقط البعض هيبتهم وكلمتهم، فصار الأبناء بلا رعاية حقيقية، تفتقد الحنان والاحتواء.
كبار السن يحنّون على الأحفاد، ويكملون ما نقص من رعاية الآباء، -إن وجد- ويشاركون في تربيتهم بحب وحنان، ويدعون لهم، لهم وقار وهيبة، وإذا حضروا مجلسًا زاد جماله، وكثُر زوّاره. لم تكن الزيارات مؤجلة، بل كانت تلقائية، دافئة، قريبة من القلب.
كانت بيوتهم وقلوبهم مفتوحة، يسألون عن هذا، ويطمئنون على ذاك، وكانوا ومازال كثير منهم سببًا في لمّ الشمل ودفء اللقاء.
أما نقص وجودهم فقد أحدث زلزلة في العلاقات، فذاك بأدبه وكماله، وتلك بصبرها وحنانها، كانوا مرجعًا للجميع، كانت الصغيرة تحترم الجدة، والكبيرة تسرع لرضاها، وتخدمها بفرح لا بملل وإحساس بالعبء.
مجالسهم مفعمة بالحكايات والقصص، ينقلون التاريخ بخيوط من ذهب، وينسجونه بالعبر والحكم بأسلوب عفوي ممتع، فيه من الحكمة والتجارب ما يُعلّم دون أن يقولوا «تعلّموا».
نتعلم من الجدة الصبر، ومن الجد الرضا، ومن الاثنين معًا الجد والاجتهاد، والنظام، والروتين الثابت القائم على أصول متينة ثابته وخُلق.
كانوا عبرًا تمشي على الأرض، ومواقفهم تُروى وتُتناقل ممن عرف قدرهم في حياة الصغار، وغرس احترامهم وتقديرهم.
كلمتهم كانت مسموعة، ومجلسهم مهم. فلنحرص أن نكون مثلهم، وأن نعيد لذاك الجمال هيبته التي بدأ البعض يتنازل عنها، فكم يؤلم أن نرى في مواقع التواصل من يُنادى الأب بـ»الشايب» أو «العجوز»، كأن الصفة الوحيدة فيه هي العمر، لا الحنان ولا الحكمة والقدر، مثل هذا اللفظ قد يُسقط الهيبة والمكانة حتى بين من يتابعونهم.
فكما أن تدليل الصغير لا ينقصه، فإن التقليل من الكبير يُهينه ويذيب خبراته.
فلنتأمل.. ولننشر ما يعيننا على الحفاظ على أخلاقنا وتوقير كبيرنا، ولنكن متميزين في تعاملنا، نعرف ماذا يجب، وماذا نقول، ولمن، ومن يسمع، ونثبت، دمتم بكل خير ومحبة.
الجزيرة
هياء الدكان
كبار السن من نِعم الحياة وروحها. من كان لديه كبير أو كبيرة فليتأمل كيف هي علاقته بهم: كيف يتعامل معهم؟ وكيف يتعاملون معه؟ إنهم نور الحياة ورحيقها وهيبتها، وأثرهم في حياتنا لا يُقدّر بثمن.
تأملوا كيف كان وجود الجد والجدة في البيت: أسلوبهم، تأثيرهم، أمرهم ونهيهم. لقد كانوا يشاركون في التربية، وكانت لهم بصمة واضحة مليئة بالإيجابيات، أكثر من سلبيات اليوم بفقدهم، فقدنا أرواحًا، وخسرت البيوت عمقًا إنسانيًا وجماليًا لا يُعوّض عنهم. أسقط البعض هيبتهم وكلمتهم، فصار الأبناء بلا رعاية حقيقية، تفتقد الحنان والاحتواء.
كبار السن يحنّون على الأحفاد، ويكملون ما نقص من رعاية الآباء، -إن وجد- ويشاركون في تربيتهم بحب وحنان، ويدعون لهم، لهم وقار وهيبة، وإذا حضروا مجلسًا زاد جماله، وكثُر زوّاره. لم تكن الزيارات مؤجلة، بل كانت تلقائية، دافئة، قريبة من القلب.
كانت بيوتهم وقلوبهم مفتوحة، يسألون عن هذا، ويطمئنون على ذاك، وكانوا ومازال كثير منهم سببًا في لمّ الشمل ودفء اللقاء.
أما نقص وجودهم فقد أحدث زلزلة في العلاقات، فذاك بأدبه وكماله، وتلك بصبرها وحنانها، كانوا مرجعًا للجميع، كانت الصغيرة تحترم الجدة، والكبيرة تسرع لرضاها، وتخدمها بفرح لا بملل وإحساس بالعبء.
مجالسهم مفعمة بالحكايات والقصص، ينقلون التاريخ بخيوط من ذهب، وينسجونه بالعبر والحكم بأسلوب عفوي ممتع، فيه من الحكمة والتجارب ما يُعلّم دون أن يقولوا «تعلّموا».
نتعلم من الجدة الصبر، ومن الجد الرضا، ومن الاثنين معًا الجد والاجتهاد، والنظام، والروتين الثابت القائم على أصول متينة ثابته وخُلق.
كانوا عبرًا تمشي على الأرض، ومواقفهم تُروى وتُتناقل ممن عرف قدرهم في حياة الصغار، وغرس احترامهم وتقديرهم.
كلمتهم كانت مسموعة، ومجلسهم مهم. فلنحرص أن نكون مثلهم، وأن نعيد لذاك الجمال هيبته التي بدأ البعض يتنازل عنها، فكم يؤلم أن نرى في مواقع التواصل من يُنادى الأب بـ»الشايب» أو «العجوز»، كأن الصفة الوحيدة فيه هي العمر، لا الحنان ولا الحكمة والقدر، مثل هذا اللفظ قد يُسقط الهيبة والمكانة حتى بين من يتابعونهم.
فكما أن تدليل الصغير لا ينقصه، فإن التقليل من الكبير يُهينه ويذيب خبراته.
فلنتأمل.. ولننشر ما يعيننا على الحفاظ على أخلاقنا وتوقير كبيرنا، ولنكن متميزين في تعاملنا، نعرف ماذا يجب، وماذا نقول، ولمن، ومن يسمع، ونثبت، دمتم بكل خير ومحبة.
الجزيرة