المملكة خضراء قبل 8 ملايين سنة
المملكة خضراء قبل 8 ملايين سنة
د. عبدالعزيز الجار الله
النتائج العلمية التي أعلنتها هيئة التراث في 09 أبريل 2025م عن توصل دراستها العلمية المعنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًا تعرف محليًا بـ»دحول الصمّان»، إلى أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة. وهذا ما أكده حين أعلنت النتائج المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة الدكتور عجب العتيبي -في مؤتمر صحفي عقد بمقر الهيئة بالرياض- أن الدراسة:
- كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة.
- نتائج الدراسة أبرزت أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين أفريقيا وآسيا وأوروبا؛ مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية.
- هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور.
وما أشار إليه الدكتور عجب العتيبي مع حقائق أخرى غيرت أطالس الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية، إذا افترضنا أن هناك تحولات كبرى حدثت ليس بعمق السنين الذي وصل إلى 8 ملايين سنة الماضية، بل المتغيرات الحديثة التي أثرت على حركة السكان وعلى الغطاء النباتي وانتقال الحيوانات، كما هو الحال في حفر قناة السويس عام 1869م وفصل أفريقيا عن جنوب غربي آسيا.
وهذا مع عوامل أخرى منها شح الأمطار الذي شكل أقاليم جافة، وانقطاعا في البيئات وسط المملكة بفعل حركة الرمال من شمال غربي من تبوك والجوف تجمع النفود الكبير، إلى جنوب شرقي المملكة الربع الخالي، والرمال التي شكلت التقاء رمال الدهناء برمال المظهور في تجمع رمال السياريات ورمال الثويرات ودخولها إلى منطقة القصيم، واعتراضها لمجرى وادي الرمة، كذلك تشكل رمال عريق البلدان في مرحلة تالية جنوبا حتى وادي الدواسر واعتراضها لأودية جبال السروات الشرقية.
هذه الخرائط الرملية وجبال طويق وهضاب المرتفعات الغربية هي المؤثرة حاليا والتي يمكن معالجتها عبر إعادة هندسة الأودية وتوزيع ممرات ومسارات الكثبان الرملية التي تشكل حاليا أكبر التكوينات الرملية المتصلة في العالم. فالنتائج التي توصلت إليها هيئة التراث وإن كانت تعود إلى (8) ملايين سنة، يمكن استثمارها لتحسين واقع الحياة الحالية.
الجزيرة
د. عبدالعزيز الجار الله
النتائج العلمية التي أعلنتها هيئة التراث في 09 أبريل 2025م عن توصل دراستها العلمية المعنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًا تعرف محليًا بـ»دحول الصمّان»، إلى أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة. وهذا ما أكده حين أعلنت النتائج المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة الدكتور عجب العتيبي -في مؤتمر صحفي عقد بمقر الهيئة بالرياض- أن الدراسة:
- كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة.
- نتائج الدراسة أبرزت أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين أفريقيا وآسيا وأوروبا؛ مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية.
- هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور.
وما أشار إليه الدكتور عجب العتيبي مع حقائق أخرى غيرت أطالس الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية، إذا افترضنا أن هناك تحولات كبرى حدثت ليس بعمق السنين الذي وصل إلى 8 ملايين سنة الماضية، بل المتغيرات الحديثة التي أثرت على حركة السكان وعلى الغطاء النباتي وانتقال الحيوانات، كما هو الحال في حفر قناة السويس عام 1869م وفصل أفريقيا عن جنوب غربي آسيا.
وهذا مع عوامل أخرى منها شح الأمطار الذي شكل أقاليم جافة، وانقطاعا في البيئات وسط المملكة بفعل حركة الرمال من شمال غربي من تبوك والجوف تجمع النفود الكبير، إلى جنوب شرقي المملكة الربع الخالي، والرمال التي شكلت التقاء رمال الدهناء برمال المظهور في تجمع رمال السياريات ورمال الثويرات ودخولها إلى منطقة القصيم، واعتراضها لمجرى وادي الرمة، كذلك تشكل رمال عريق البلدان في مرحلة تالية جنوبا حتى وادي الدواسر واعتراضها لأودية جبال السروات الشرقية.
هذه الخرائط الرملية وجبال طويق وهضاب المرتفعات الغربية هي المؤثرة حاليا والتي يمكن معالجتها عبر إعادة هندسة الأودية وتوزيع ممرات ومسارات الكثبان الرملية التي تشكل حاليا أكبر التكوينات الرملية المتصلة في العالم. فالنتائج التي توصلت إليها هيئة التراث وإن كانت تعود إلى (8) ملايين سنة، يمكن استثمارها لتحسين واقع الحياة الحالية.
الجزيرة