• ×
admin

ما بعد الحرب

ما بعد الحرب

هاني وفا

قاربت الحرب في غزة وعليها الدخول في الشهر الرابع دون وجود أفق يعطي أملاً في وجود ولو خروقات تؤدي إلى حلول مؤقتة حتى يلتقط سكانها بعضاً من أنفاسهم، فالحرب ما زالت مستعرة، والقتلى يسقطون يومياً، عدا الدمار الهائل الذي لم يترك أخضر ولا يابساً، ولكن ما السيناريو المفترض أن يكون بعد الحرب؟ هل يكون السلام أو تكون حرب أخرى أشمل من سابقتها؟

القارئ للفكر الإسرائيلي يجد أن الائتلاف الحكومي الحالي يحكمه اليمين المتطرف الذي لا يعرف للسلام معنى، ولا يعترف إلا بمصالحه الضيقة دون غيرها، لذلك نجده يصر على استمرار الحرب ويتجاهل كل الدعوات لإيقافها بل ويرفضها وكأنه وجد في الحرب ضالته لتمرير أجندته التي تؤدي إلى بقائه في السلطة والابتعاد عن الإجراءات القانونية التي ستكون في انتظاره حال تم إيقاف الحرب بطريقة أو بأخرى،

وحتى في حال انتهاء الحرب ما الذي سينتج عنها غير ارتفاع عدد القتلى والبنية التحتية المدمرة التي جعلت من غزة مكاناً غير صالح للعيش، والأهم من ذلك جيل جديد فقد كل شيء وليس لديه ما يخسره، فالإحصائيات الأخيرة سجلت وجود سبعة عشر ألف طفل أصبحوا دون أهلهم وفي حالة نفسية سيئة جراء الحرب، كيف سيكون مستقبل هؤلاء عندما يعرفون من قتل ذويهم وجعلهم مشردين لا مستقبل لهم، وستكون فكرة الانتقام مسيطرة عليهم.

إسرائيل تريد الأمن دون مقابل، وبأفعالها غير المسؤولة ستوجد جيلاً كاملاً يكنّ لها العداء، ولن تحصل على الأمن، بل سيظل الوضع بين كر وفر، أما السلام الذي يريده الجميع لن يكون ممكناً حتى تعي إسرائيل أن طريق القوة المفرطة لا يؤدي إليه.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  59