• ×
admin

هيمنة الذكور على البحوث العلمية!!

هيمنة الذكور على البحوث العلمية!!

بكري معتوق عساس

على الرغم من تميُّز المرأة ووجودها في كثير من المجالات، نلاحظُ أنَّها لا تزال غير حاضرة بالقدر الكافي في مجلات البحوث العلميَّة، وهذا ما كشفت عنه بيانات الأمم المتحدة، ووفقًا لهذه البيانات، فإنَّ ما نسبته 30% فقط، من الباحثين العلميين في العالم هم من النساء، وهو ما يعني هيمنةً للذكور على ميدان البحوث العلميَّة.

وحسب مركز «بيو» الأمريكي للدِّراسات الاجتماعيَّة والاتِّجاهات الديموغرافيَّة في واشنطن، فإنَّ تمثيل المرأة في مجالات كعلوم الحاسوب، والهندسة، والفيزياء، ضعيفٌ مقارنةً بالذكور.

وفي استطلاع قامت به شركة «مايكروسوفت» عملاق تقنيات الحاسوب عام 2017م، وُجِد أنَّ اهتمام النساء في أوروبا بالمجالات العلميَّة على وجه الخصوص، يبدأ من سن مبكرة، ثمَّ يفقدنَ اهتمامهنَّ عند بلوغهنَّ سنَّ الخامسة عشرة من العمر.

وفي تقرير نشرته المفوَّضيَّة الأوروبيَّة عام 2018م، يسلِّط الضوء على حضور النساء في ميادين البحث العلمي عبر القارَّة الأوروبيَّة، أشار التقريرُ إلى وجود عدد قليل من النساء المتحصِّلات على درجة «أستاذ» في بعض المجالات العلميَّة.

ففي مجال تكنولوجيا المعلومات والاتِّصالات وُجِدَ أنَّ نسبتهنَّ في حدود 15% عام 2016، وفي مجال العلوم الهندسيَّة والرياضيات كانت النسبة 27%، بينما يمثِّلنَ الأغلبية في ميادين أخرى كالعلوم البيطريَّة، والتَّمريض، والتَّغذية، وبنسبة تساوي 61% في مجال التربية والتَّعليم.

وخلص تقريرُ المفوضيَّة الأوروبيَّة إلى أنَّ هناك تقدُّمًا بطيئًا تحقَّق مع الوقت، حيث لم يزد عدد النساء الحاصلات على درجة الدكتوراة، وبدء حياتهنَّ الأكاديميَّة في أوروبا منذ عام 2009م، إلَّا بنسبة لا تزيد عن 2%.

وجائزة نوبل على سبيل المثال، منذ تأسيسها لم تحصل عليها سوى (54) امرأة، مقابل (935) من الرجال، ومع ذلك فمَن منَّا لا يعرف العالمة والأستاذة في جامعة باريس «ماري كيوري» الفرنسيَّة من أصول بولنديَّة، والتي عُرفت بسبقها وأبحاثها في مجال اضمحلال النشاط الإشعاعي، وأوَّل امرأة تحصل على جائزة نوبل مرَّتين، وفي مجالين مختلفين: الأولى في الفيزياء مع زوجها «بيار كيور» عام 1903م، والأخرى في الكيمياء عام 1911م.

أو العالمة البريطانية «جين غودال» أكبرُ علماء البيئة والحياة البريَّة، والتي قالت عنها الكاتبة «سيارا نوغنت» إنَّه بعد مرور ثمانية عقود، من العطاء، يبرز ذلك امتلاء الرفوف الخشبيَّة في منزلها بالكتب، والتَّماثيل، والصور الفوتوغرافيَّة، والهدايا التذكاريَّة، والجوائز خلال مشوارها المهني كأحد أبرز علماء الطبيعة في العالم.

وأختمُ بالباحثة البريطانيَّة في مجال الكيمياء «روزا ليند فرانكلين» باحثة الحمض النووي، وأول مَن أظهر الأبعاد الأساسيَّة لخرائط الحمض النووي، وأوَّل مَن كشفَ أنَّ الجزيءَ كان في الأصل جزءين متطابقين، ويعملان في اتِّجاهين متعاكسين، وقد استخدمهما «جيمس واطسون»، و»فرانسيس كريك» في الحصول على النتائج العظيمة حول الحمض النووي، والتي حصلا بموجبها على جائزة نوبل عام 1962م، ووفقًا للكثيرين، كان يجب منحها جائزة نوبل إلى جانب «واطسون» و»كريك» بعد وفاتها بأربع سنوات.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  66