• ×
admin

تأسيس دولة التوحيد

تأسيس دولة التوحيد

د. بكري معتوق عساس

نحتفل سنوياً في (22) من فبراير، بذكرى غالية على قلوبنا جميعاً نحن أبناء هذه البلاد، بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، نحتفل بيوم إحياء ذكرى تأسيس دولتنا الحبيبة دولة التوحيد، بدءاً بالدولة السعودية (الأولى) التي أسَّسها الإمام محمد بن سعود في (27) يناير 1727م، أي قبل ثلاثة قرون على وجه التقريب؛ حيث أسَّس وقتها كياناً سياسياً هدفه الوحدة والاستقرار والأمن والنمو والازدهار، وأصبحت في هذا اليوم (الدرعية) عاصمةً للدولة السعودية الأولى.

نحتفل بهذا اليوم استذكاراً لامتداد الدولة السعودية الحبيبة، وإبرازاً للعمق العربي والتاريخي والحضاري لهذه الدولة، وهذا ما أشار إليه عالم الحضارات ومحللها عبر الزمن الأمريكي «ديورانت» في كتابه بعنوان «قصة الحضارة»: (بأنه توافق فكري في زمن تعد فيه الحكمة والرأي المستنير من المستحيلات).

نحتفي بالإرث الثقافي المتنوع في دولة قوية واحدة، وفاءً وتقديراً ودعاءً لأولئك الرجال الأشاوس والملوك والأئمة الكرام؛ الذين أسهموا بإخلاصٍ وجهد في خدمة هذا الوطن الغالي. ثم بالدولة السعودية (الثانية) والتي أُطلِقَ عليها حينها اسم (إمارة نجد)، أنشأها الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود بعد سقوط الدولة السعودية (الأولى) سنة 1818م. تمكَّن الأمير تركي بن عبدالله آل سعود خلال حكمه من اتخاذ (الرياض) عاصمةً بدلاً من (الدرعية)، ونتيجةً للصراعات والحروب الداخلية في تلك الفترة، سقطت الدولة (الثانية) سنة 1891م. وفي العام 1902م، تأسَّست الدولة السعودية (الثالثة) على يد المؤسِّس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهي وريثة الدولتين السعوديتين الأولى والثانية.

أسَّس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - دولته ووحدها نتيجةً لكفاحه وجهاده الطويل، وخوضه المعارك الكبيرة بمشاركة أبنائه الكرام البررة - الذين حكموا هذه البلاد من بعده -، لتوحيد هذا الكيان المبارك تحت اسم (المملكة العربية السعودية). لقد أكرمنا اللهُ - سبحانه وتعالى - في وطنِنا الغالي (المملكة العربية السعودية) بأنْ جمعَ لنا الدين والدنيا. فجعل بلادَنا محضن الحرمينِ الشريفينِ، وجعل تأسيسها قائماً على تعاون تاريخي بين رجلِ الدولة والمواطن، في رباطٍ وثيق لا ينفصم بإذن الله تعالى أبداً.

ثم جعَلَها سبحانه مستودع الثروات، وأرض الخيرات والبركات، فأجرى عليها نِعَمَهُ ظاهرة وباطنة. وواجب الشكر على هاتين النعمتين يقتضي منَّا أن نحافظ على هذه الشراكة التاريخية المتينة بين القيادة الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين - رجل الرؤية المباركة - الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله - والشعب السعودي الكريم، وكذلك يجب علينا الحذر من كلِّ فكرةٍ أو دعوة تُقوِّض هذا التناسق الرائع الجميل.

حمى الله المملكة وقيادتها وشعبها من كل سوءٍ ومكروه.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  78