• ×
admin

عندما تغضب الطبيعة!

عندما تغضب الطبيعة!

مرسى عطا الله

الذى أدمى قلوبنا لما جرى فى جنوب تركيا وشمال سوريا بعد زلزال الاثنين الماضى يؤكد مجددا عجز الإنسان منذ فجر التاريخ عن إيقاف الكوارث الطبيعية ومنع حدوثها برغم ما حدث من تقدم علمى فى وسائل التنبؤ بالزلازل والعواصف والسيول والبراكين والأعاصير.

قد يكون بمقدور البشر اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتخفيف من حدة الكوارث الطبيعية بعد حدوثها ولكن مع الطبيعة وألغازها التى لا يملك أسرارها سوى المولى «عزّ وجلّ» لا مكان لتفعيل الحكمة الأثيرة «الوقاية خير من العلاج» لأن قدرة الإنسان على تحدى إرادة الطبيعة ومفاجآتها هو شيء من الخيال!

إن الطبيعة عندما تزمجر عن غضبها فى البر أو البحر أو الجو تصبح أشبه بمن يقود هجوما جامحا يكتسح كل ما فى طريقة وخلال ثوان معدودة يتحول المشهد إلى خراب ودمار فوق قدرة العقول على التصديق وفوق قدرة القلوب على احتمال الأسى وفوق قدرة رؤية العيون على متابعة المشهد وتفاصيله المتسارعة.

عندما تزمجر الطبيعة وتكشف عن غضبها يكون الصمت والذهول والدهشة هو المصاحب للبكاء والفزع والهلع ولا يقطع الصمت المطبق على كل من كان فى مكان الكارثة سوى التوسل بالدعاء من أجل تخفيف المصائب التى باغتت الناس على حين غرة .. وفيما يبدو فإن الطبيعة أشبه بالشخص الحليم ونحن فى أمثالنا الشعبية نقول: «اتق شر الحليم إذا غضب» ونفس الأمر ينطبق على الطبيعة التى تتعرض لاستفزازات وانتهاكات تصنع هذا الغضب المدمر!

ولا شيء يخفف على الناس آلامهم من جراء غضب الطبيعة سوى قوة الإيمان الذى يقتل اليأس ويجدد روح التفاؤل ولسان الحال يقول «رب كارثة ألمت بنا كانت فى حدود احتمالنا ولو أننا اطلعنا على الغيب لأدركنا أن الله كان لطيفا بنا»!

خير الكلام:
إذا كان غضب الطبيعة الطارئ مصيبة كبيرة فإن ابتسامتها الدائمة ميزة عظيمة!

الأهرام
بواسطة : admin
 0  0  52