• ×
admin

دور النشر الأجنبية والكتاب السعودي

دور النشر الأجنبية والكتاب السعودي

د. خالد الخضري

يتعرض كتاب وكاتبات شباب للتحايل والنصب من عدد من دور النشر الأجنبية التي لا يكون هدفها سوى جمع المال فقط، حيث تفاجأت عندما علمت من أكثر من كاتب وكاتبة أنهم عندما أرادوا طباعة إصدارهم الأول، طلبت منهم بعض دور النشر مبالغ باهظة بعضها تصل إلى 15 ألف ريال و20 ألف ريال سعودي، مع الاتفاق بالقيام بطباعة 1200 نسخة، ويتم إعطاء ذلك الكاتب 200 نسخة فقط لتوزيعها على شكل إهداءات، فيما يتم الاتفاق معه، إما كتابيا بناء على عقد أو شفهياً، أن تقوم دار النشر بتوزيع باقي الكمية في معارض الكتب وعدد من مكتبات الوطن العربي.

الذي يحصل يا سادتي أن دور النشر تلك معظمها لا تطبع الكمية المتفق عليها في العقد لإدراكها التام بأن الكتاب لن يحقق المبيعات المطلوبة وأنها أيضاً عاجزة عن القيام بتوزيعه حسب الخريطة المحددة سلفاً والتي تم إغراء الكاتب بها.

فتكتفي بطباعة النسخ التي سيحصل عليها المؤلف، ونسخ أخرى سوف تقوم الدار بتوزيعها في بعض معارض الكتب، وبالذات المعارض التي سوف يحضرها الكاتب، مثل المعارض التي تقام في السعودية وفي الخليج وفي مصر، فهي الأقرب إليه.

ويتفاجأ الكاتب أو الكاتبة الطموح أن كتابه لم يحقق له ولا جزءاً يسيراً من تكاليف طباعته.

هذه إشكالية فعلية، يعانيها الكتاب بالذات الجدد، ويجب أن يكون هناك جهة رسمية تحمي المؤلفين وهواة الكتابة من هذا الاستغلال، خاصة وأننا مع وجود هيئة خاصة بالمؤلفين في وزارة الثقافة وأن هناك مشروعا حكوميا لإنشاء دار نشر محلية، فيها الكثير من الأمان للكاتب وحمايته من الاستغلال والنصب، وبالذات إذا عرفنا أن الكتاب الورقي اليوم يعاني جداً في عملية التوزيع والتصريف والمبيعات، عدا نوعية بسيطة من الكتب التي تحظى بقدر جيد من الحضور الإعلامي والتفاعل الجماهيري ومن ثم تحقيق قدر لا بأس به من المبيعات، ولعل أكبر شاهد على ذلك مستودعات الأندية الأدبية الغارقة في نسخ الكتب التي لم تعرف كيف تصرفها أو توزعها واكتفت بالقيام بتوزيعها كإهداءات، مما دعا عدد من الأندية للتعاقد مع دار نشر خارجية، للقيام بطباعة الكتاب وتصريفه، مع حصول النادي والمؤلف على نسخ بسيطة منه، ومع دفع تكاليف الطباعة كاملة لتلك الدار، يعني المستفيد الحقيقي من هذه الإصدارات هي دار النشر تلك، وهي مع الأسف ليست دار نشر سعودية، مع وجود دور نشر سعودية كثيرة، هي الأحق بذلك، وهي قادر على القيام بما تقوم به تلك الدار الأجنبية وزيادة بحكم معرفتها لواقع الكتاب السعودي وكافة ظروف إصداره.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  59