• ×
admin

رياضة الشوارع

رياضة الشوارع

حسين علي حسين

تعودت منذ سنوات على ممارسة الرياضة البدنية، أو الشق الذي أعرفه منها، وهو رياضة المشي، وكنت أقبل على هذه الرياضة أياماً وأنقطع أياماً، لكنني لم أتوقف، خصوصاً عندما وصلت إلى مرحلة عمرية، تفترض على من يصلها، أن تكون لياقته البدنية في حدود المعقول أو المسموح. وكانت الحصة الواحدة في جميع الأحوال، لا تزيد على النصف ساعة يومياً، أعود بعدها إلى المنزل، شاعراً بسلام داخلي، بل على استعداد لحصة نوم لا يتخللها أو يعرقلها، التفكير في أمور اليوم أو الأمس أو الغد؛ ولأن من طبيعة البشر البحث عن الراحة او المتعة، حتى في ممارسة الرياضة، فقد راودتني نفسي بشراء جهاز، من تلك التي باتت تمتلئ بها البيوت، لممارسة الرياضة في صالة المنزل، لكنني لم أمكث مع هذا الجهاز إلا أسابيع قليلة، انصرفت بعدها عنه وعن رياضة المشي حتى علا الجهاز الغبار، ولم نرتح حتى تخلصنا منه، متعللين بعرقلته، لحركتنا في صالة المنزل!

وعندما عدت لمراجعتي الدورية الصحية، لاحظ الطبيب آثار ذلك الانقطاع الطويل عن ممارسة الرياضة؛ فشرحت له أمري مع مواعيد رياضة المشي وتضاربها مع التزاماتي اليومية، وكذلك حالي مع الجهاز المنزلي، فأبدى انزعاجاً من هذه الخطوة، وطلب العودة دون إبطاء لرياضة المشي في الأندية أو الشارع أو حتى المنزل إذا كنت من أصحاب المنازل التي يرمح فيها الخيل، وأنا بطبيعة الحال لست منهم! لكن، وهذا كلام الطبيب، ليس هناك أفضل من الرياضة المجانية، التي تتم في الشوارع والأحياء والحدائق؛ رياضة تتم ممارستها دون عوائق أو مصاعب، في أي ساعة من ليل أو نهار، دون أن تتكلف شيئاً.

وكنت خلال تلك الزيارة قد انتقلت من بيت إلى بيت، وتحديداً من بيت حوله شوارع طويلة عريضة، إلى بيت صغير دخل إليه الترشيد وهو أرض خلاء، حتى طال شوارعه الداخلية، وكأن مخططي أو مرتبي مخططه استكثروا على السكان شوارع معقولة منارة مزروعة، كما هي حال المخططات القديمة. وهذا الحي يطلق عليه حي الصحافة، حوله وليس بداخله شوارع تخترق الرياض من شمالها الى جنوبها مع ناطحات للسحاب تذكرنا بأبراج سكنية وفندقية وتجارية، في أوروبا وأمريكا وبعض دول شرق آسيا؛ مع انتشار واسع النطاق للمقاهي الحديثة والمطاعم والمعارض، والنوادي الرياضية التجارية، التي تُمارس فيها ألوان شتى من الرياضات. وقد عمدت أمانة مدينة الرياض، تماشياً مع هذه الحداثة، إلى تزويد الأحياء في المناطق التي تتبعها بحدائق غناء متكاملة، بإمكان سكان الحي قضاء أوقات جميلة فيها، دون دفع أي تكاليف. كما قامت أمانة مدينة الرياض، برصف شوارع الأحياء العريضة، لتكون مهيأة لهواة ممارسة رياضة المشي المجاني، خصوصاً في أرصفة شارعي العليا العام وأنس بن مالك؛ لكن الشيء الذي لاحظته وأنا أمارس رياضة المشي كل مساء؛ استكثار بعض ضعاف النفوس هذه الأرصفة علينا؛ فحولوها إلى مواقف لسياراتهم، وهي حالة مؤسفة، تقتضي فرض رقابة صارمة، لتبقى أرصفتنا لنا، وليس للسيارات!

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  130