• ×
admin

«الصدفية»... أحدث العلاجات الموضعية والضوئية والبيولوجية

«الصدفية»... أحدث العلاجات الموضعية والضوئية والبيولوجية
في اليوم العالمي للتوعية بها

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة

احتفل العالم يوم أمس (الخميس) التاسع والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، باليوم العالمي لمرض الصدفية. وقد اعترفت منظمة الصحة العالمية في عام 2014، بأن الصدفية مرض مزمن وغير معدٍ، لكنه مؤلم ويخرّب جمالية البشرة ويحتاج لإيجاد علاج شافٍ له. ويحمل هذا العام شعار «اعرف عن صدفيتك» (Know about your Psoriasis).

ويهدف شعار هذا العام إلى تسليط الضوء على ملايين المصابين بهذا المرض في مختلف أنحاء العالم، والدعوة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة على جميع المستويات، من أجل تمكين المرضى من الحصول على الرعاية الصحية ونشر الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع بما يتعلق بماهية المرض، وأنواعه وأعراضه. وقد يستغرق تعلم إدارة العلاج بنجاح فترة طويلة من الوقت، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها السيطرة على المرض وعلاجه، سواء اخترت القيام بذلك عن طريق الأدوية، أو الأساليب الشاملة، أو التكميلية، أو البديلة، أو التحكم في النظام الغذائي أو خيارات نمط الحياة.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نسبة الإصابة بالصدفية تتراوح ما بين 1 و3 في المائة حول العالم، وأن سبب الصدفية لا يزال مجهولاً، لكن المتخصصين يعرفون أنه يتأثر إلى حد كبير بجهاز المناعة والوراثة. ويؤثر المرض على الرجال والنساء، وجميع الأجناس والأعمار، ويمكن أن يظهر على مجموعة متنوعة من أجزاء الجسم في أي وقت، لذلك من المهم أن تفهم ما يمكنك فعله حيال ذلك ومتى تتأثر به. فما أهم المستجدات في طرق علاج مرض الصدفية؟

مرض مناعي

> ما الصدفية؟ تحدث إلى «صحتك» الدكتور يوسف بن محمد بن عامر، رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، معرفاً الصدفية بأنها مرض جلدي مناعي مزمن وغير معدٍ ينتج عنه التهاب وآلآم شديدة في منطقة الجلد المصابة.

وعند بدء الإصابة بالصدفية، تتسارع عملية استبدال الجلد التي تستغرق فقط بضعة أيام لتعويض خلايا الجلد مقارنة بالحالات الطبيعية التي تستغرق من 21 إلى 28 يوماً، ما يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد بشكل هائل وتكوين طبقات من الجلد السميك وبه قشور مرتفعة عن سطح البشرة. وهنا تتعدد أشكال الإصابة ما بين متقشرة أو حمراء يصاحبها حكة شديدة. كما يمكن حدوثها في أي مكان على سطح الجلد بما فيه فروة الرأس واليدان والقدمان والأعضاء التناسلية والأظافر وطيات الجلد.

ويضيف الدكتور بن عامر أن علامات وأعراض الصدفية تختلف من شخص لآخر.

> الأعراض. وفي هذ الشأن اتفق الأطباء علي مجموعة من الأعراض الأكثر شيوعاً، من أبرزها:

- قشور صغيرة وناعمة علي سطح الجلد ذات لون أبيض أو فضي مصحوبة بحكة في بعض الأحيان.

- ظهور تشققات في الجلد ما يؤدي إلى حدوث نزيف بسيط في منطقة الجلد المصابة.

- ظهور بقع حمراء على الجلد، خصوصاً على المرافق والركب التي تختلف في سماكتها حسب مرحلة المرض.

- تغيرات في الأظافر وميلها إلى اللون الأصفر في أغلب الحالات مع زيادة في سماكتها ووجود حفر على سطحها.

- قشور واحمرار في فروة الرأس.

- وهناك أشكال أخرى أقل شيوعاً مثل احمرار كامل الجلد، وتقشرات اليدين والقدمين، وكذلك الصدفية القيحية.

- قد يصاحب الصدفية آلام في المفاصل خصوصاً أسفل الظهر، في بعض الحالات، حيث تكون متيبسة أو منتفخة مع وجود تورم في أصابع اليدين والقدمين، ما ينتج عنه صعوبة في أداء بعض الحركات.

- تعد المفاصل الأكثر إصابة هي الأكثر قرباً إلى أظافر القدمين أو اليدين وأسفل الظهر والرسغين أو الركبتين أو الكاحلين.

أنواع الصدفية

أوضح الدكتور يوسف بن عامر أن معظم أنواع الصدفية تمر عبر دورات، حيث تتوهج لبضعة أسابيع أو شهور ثم تهدأ لبعض الوقت أو أن تصبح في حالة هدوء تام. وبصفة عامة، اتفق الأطباء على تصنيف المرض إلى 5 أنواع، وفقاً للاتحاد الدولي لجمعية الصدفية (International federation of psoriasis Association, ifpa)، وهي:

> الصدفية القشرية أو اللويحية: هي أكثر أنواع الإصابة شيوعاً بنسبة نحو 80 في المائة، حيث تظهر في صورة انتفاخات جلدية جافة وحمراء مغطاة بقشور فضية اللون، ما يؤدي إلى الشعور بالحكة والحرقان مصحوبة بآلام حادة وتشققات.

> الصدفية العكسية: يسبب هذا النوع بقعاً كبيرة وحمراء بالجلد ناعمة الملمس. ويظهر بشكل كبير في مناطق طيات الجلد مثل الإبطين وما بين الفخذين وتحت الثدي. وتزداد الحالة سوءاً مع الاحتكاك أو التعرق.

> الصدفية النقطية: تظهر في صورة بقع وردية صغيرة رقيقة مقارنة بالصدفية اللويحية وتشبه قطرة الماء على الجزء العلوي من الجسم (الصدر والبطن والظهر والذراعين والقدمين). وتكثر الإصابة بها في الأطفال والمراهقين نتيجة للإصابة بالالتهابات البكتيرية مثل التهاب الحلق.

> الصدفية البثرية: تظهر في صورة بثور قيحية بيضاء مصحوبة باحمرار في الجلد. كما يمكن أن تظهر على شكل بقع واسعة الانتشار في جميع أنحاء الجسم. كما يمكن أن تظهر على شكل بقع صغيرة في باطن اليد أو باطن القدم.

> الصدفية المحمرة للجلد: وهي تعد من أشد أنواع الصدفية ألماً ولكنها الأقل انتشاراً من حيث الإصابة. ويتسبب هذا النوع من الصدفية في ظهور طفح جلدي أحمر ناري في جميع أنحاء الجسم، ما ينتج عنه تساقط في قشور الجلد مصحوباً بحكة وحرقان شديد. وتستدعي الإصابة بهذا النوع سرعة استشارة الطبيب عند تهيجه.

عوامل الخطورة

أشار الدكتور بن عامر إلى أن الصدفية مرض يحدث لأسباب غير معروفة، ولكنها تؤدي إلى خلل مناعي بشكل عام. وقد تطور العلم لمعرفة أدق تفاصيل هذا الخلل المناعي ما أنتج علاجات فعالة، ولكن للأسف ما زال السبب الرئيسي للمرض مجهولاً. كما يمكن أن يصاب أي فرد بمرض الصدفية، ولكن العوامل التالية هي التي قد تزيد من فرص حدوثه:

- التاريخ العائلي: الصدفية ليست مرضاً وراثياً ولكن قد تحدث بنسبة أكبر في حالة إصابة أحد الوالدين أو كليهما، مثل مرض ارتفاع ضغط الدم.

- العدوى البكتيرية: قد تلعب التهابات بكتيرية (streptococcal infections) دوراً في بعض أنواع الصدفية مثل الصدفية النقطية (guttate psoriasis) خصوصاً في الأطفال.

- بعض الأدوية: قد يزيد أو يسبب تناول بعض الأدوية الإصابة بالصدفية مثل أدوية الضغط.

- زيادة الوزن والتدخين: تزيد نسبة حدوث الصدفية معهما، وتكون الاستجابة للعلاج بشكل عام أقل في المدخنين والمصابين بالسمنة.

- الضغوط النفسية: قد تسبب زيادة في حدة المرض أو انتكاسته، ولكنها وحدها ليست سبباً في حدوث الصدفية.

- بعض الأمراض: مثل مرض كرون (Crohn’s disease) تزداد، في بعض المرضى المصابين به، فرصة حدوث الصدفية.

- قد يصاحب الصدفية زيادة في ضغط الدم وارتفاع السكر والكوليسترول واحتمال الإصابة بمشاكل في القلب.

علاجات متاحة

ما العلاجات المتاحة للصدفية؟ يؤكد الدكتور يوسف بن عامر أن الصدفية بالرغم من كونها مرضاً مزمناً، فإن هناك علاجات متعددة لها وفعالة. ويمكن تقسيم العلاجات إلى ثلاثة أنواع رئيسية؛ وهي: علاجات موضعية، والعلاج بالضوء، وأدوية تقليدية وبيولوجية حديثة.

> العلاجات الموضعية: تشمل الكريمات والمراهم لمعالجة الحالات الخفيفة إلى المعتدلة من الإصابة بالصدفية، بشرط أن تُؤخذ تحت الإشراف الطبي، ومنها:

- مراهم الكورتيزون الموضعية: وهي من أكثر العلاجات استخداماً لمرض الصدفية للأماكن الحساسة، مثل الوجه وطيات الجلد ولعلاج الرقع واسعة الانتشار من الجلد المتضرر. وتعمل هذه المراهم بشكل أساسي على تقليل الالتهابات وتخفيف الحكة وإبطاء نمو خلايا الجلد.

- نظائر فيتامين (D): تعمل هذه النظائر على إبطاء نمو خلايا الجلد وإزالة القشور.

- كريمات فيتامين (Hdi A): هي مشتقات فيتامين (A) التي تقلل من التهابات الجلد وتثبيط نمو خلايا الجلد.

- المرطبات: لا تستخدم بمفردها في علاج الصدفية، حيث يوصي باستخدامها بشكل ثانوي مع العلاجات الأخرى، حيث تعمل على تقليل الحكة والقشور والجفاف بواسطة ترطيب الجلد. وتجب استشارة الطبيب عند استخدامها.

• العلاجات الضوئية: يَستخدم هذا العلاج الضوءَ الطبيعي أو الأشعة فوق البنفسجية الصناعية، ويُستخدم بشكل شائع في علاج حالات الصدفية المتوسطة إلى الشديدة بجانب العلاجات الموضعية الموصى بها من جانب الطبيب المختص. وتعد هذه العلاجات آمنة للجميع، حيث إنها تعتبر من أأمن العلاجات للمرأة الحامل. ويحتاج العلاج إلى 4 شهور تقريباً. كما يعمل هذه النوع من العلاجات على إبطاء دورة الجلد ويقلل من التقشير والالتهاب.

> الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق الحقن: تستخدم هذه المجموعة في علاج حالات الصدفية الشديدة أو الحالات التي لا تستجيب لطرق العلاجات الأخرى أو المصحوبة بمشاكل في المفاصل، وتكون عادة على شكل حبوب أو حقن.

وعادة ما يلجأ الطبيب إلى العلاجات التقليدية مثل الميثوتركسيت (methotrexate) وأستريتين (acitretin) أو السيكلوسبورين (cyclosporine). كما قد يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى العلاج البيولوجي وهو علاج فعال، وهناك على الأقل 9 علاجات بيولوجية مختلفة للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج التقليدي، ويجب استخدامها بحذر وتحت إشراف الطبيب المختص، كما يمكن استخدام بعضها من عمر 4 سنوات.

نصائح لمرضى الصدفية

ينصح أطباء «مايو كلينيك» بزيارة الطبيب عند الاشتباه بالإصابة بالصدفية، للتشخيص واتخاذ الإجراء الطبي المناسب مع المواظبة على نظام الحياة الصحي، ومن ذلك:

- الحرص على الاستحمام يومياً، حيث يعمل الحمام اليومي على إزالة القشور وتهدئة الجلد الملتهب، كما يُنصح باستخدام الماء الفاتر والصابون ناعم الملمس الطبيعي الغني بالزيوت والدهون لمدة 10 دقائق. كما يجب الابتعاد عن استخدام الماء الساخن والصابون خشن الملمس الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

- الحرص على ترطيب الجلد بشكل دائم.

- الحرص على التعرض لجرعات خفيفة وأوقات بسيطة من أشعة الشمس.

- تجنب المهيجات مثل خدش الجلد، والإجهاد، والتدخين، والتعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة.

أما عن النظام الغذائي وتغييرات نمط الحياة لتحسين الصدفية، فيؤكد الدكتور بن عامر أن جميع الدراسات الحديثة تُثبت عدم وجود علاقة بين نوعية الغذاء والإصابة بالصدفية مطلقاً. وفي هذا الصدد، ينصح بضرورة المحافظة على الوزن المثالي والامتناع عن التدخين، الأمر الذي يجعل من الصدفية أقل حدة في بعض الحالات وليس جميعها. كذلك تساعد المواظبة في النظام الغذائي الصحيح على التقليل من نسبة حدوث بعض الأمراض المصاحبة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

الشرق الأوسط
بواسطة : admin
 0  0  179