• ×
admin

مُعير الكتاب ومُعيده أحمقان

مُعير الكتاب ومُعيده أحمقان

عبدالله الجعيثن

لا أذكر متى سمعت هذه العبارة لأنه مضى على ذلك سنوات طويلة، لكني أقول إن ذلك الحكم (كان زمان).. فالآن قلّ من يهتم بالكتاب، أما من يطلب إعادة كتاب فصار من القليل جدا بسبب تقدم التقنية، وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي، وسطوة وسائط البحث، خاصة (غوغل) الذي أغنى كثيرين - حتى من الأدباء والمثقفين - عن البحث في الكتب، أو الشراء أو الاستعارة، كما كان ذلك في الزمن القديم، حين كان الكتاب معشوق كل الأدباء والمثقفين، وكثير من الناس، وكانت المكتبة المنزلية هي (شجرة البيت الخضراء المُثمرة صيفاً وشتاء)، يستظل بها الصغار والكبار، ويقطف ثمارها الآباء والأبناء، ويجني من خيراتها الزوار، ويستعير منها الأصدقاء والأقارب والباحثون، حتى من لا يقرؤون كثيراً يعتبرونها (زينة في البيت) و(إكمال وجاهة)..

كانت إعارة الكتب مشكلة، خاصة الكتب النادرة، وهي المطلوبة عادةً في الإعارة، والقليلة الإعادة..

شخصيا كنت أشتري أكثر من نسخة إذا وجدت كتاباً يُعجبني جدا، وأوقِّع على غلاف نسخة منها حتى لا أنسى فأُعيره، ومع ذلك فقدت الكثير من نوادر الكتب، وضاق بيتي بكثير من الكتب التي قلما أرجع لها الآن، لسهولة البحث في الشبكة العنكبوتية، ومع ذلك مازلت - ومثلي كثيرون أفضل مني - أحب الكتب، وأقرأ الجيد منها باستمرار، وأعتبرها من أنفع وأمتع الأشياء في هذه الحياة، فهي تُضيف أعمار الممتازين إلى عمرك..

أطال الله عمرك على طاعته، ولا أفقدك كتاباً عزيزاً نادراً أعرته فلم يعُد لك أبداً، وأذكر أنني استعرت وأنا شاب الجزء الثاني من كتاب (محاضرات الأدباء) من رجل مثقف فاضل، وتأخرت في إعادته قليلاً، فكتب لي رسالة لطيفة ذكية: (عبدالله، تعال خذ الجزء الأول مني أو أعد لي الجزء الثاني حتى لا يتفرق الكتاب).

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  211