• ×
admin

صناعة اللحظة ولحظات التشكل.. الخيار - التحدي - الفرص

صناعة اللحظة ولحظات التشكل.. الخيار - التحدي - الفرص

د. عبدالله الزازان

أحد أسرار النجاح يتوقف على الطريقة التي تفكر بها، والهدف الذي تسعى من أجله، ومقدرتك على توقع نتائج أفكارك بمنتهى الدقة، فإذا لم يكن لديك فكرة لما يمكن أن تكون عليه لا يمكن أن تكون لديك قصة إنجاز..

كل إنسان ناجح يحب أن يستعيد ذكريات قصص كفاحه كيف فكر وكيف بدأ وكيف صار وكيف برمج توجهه الفكري عند نقطة الصفر فليس النجاح وقفًا على جيل دون جيل أو نفس دون أخرى إلا أننا اليوم في أكثر العصور ثراء في التاريخ فلكي تكون ناجحًا عليك أن تكون شخصًا مختلفًا ولكن ليس من أجل أن تكون شيئًا وإنما من أجل أن تصنع شيئًا.

ففي كل النقاشات التي تحدث مع العصاميين المنفتحين على الإنجاز والذين حققوا نجاحًا في حياتهم يلخصون حركة كفاحهم في استكشاف المجهول وصناعة اللحظة والتفاؤل وإضفاء صبغة عاطفية على الإنجاز.

يقول هاري ترومان في أثناء تصفحي لحياة الناجحين اكتشفت أن أول انتصارات حققوها كانت على أنفسهم فإذا لم تتغلب على نفسك فسوف تتغلب عليك.

فأحد أسرار النجاح يتوقف على الطريقة التي تفكر بها، والهدف الذي تسعى من أجله، ومقدرتك على توقع نتائج أفكارك بمنتهى الدقة، فإذا لم يكن لديك فكرة لما يمكن أن تكون عليه لا يمكن أن تكون لديك قصة إنجاز.

يقول د. واين داير: إذا كنت تؤمن بنفسك تمامًا فلن تجد أمامك شيئًا مستحيلًا فالسلسلة الكاملة لتجارب وخبرات البشر بين يديك ولكن ما عليك إلا أن تصنع شيئًا ذا بال فكل شيء يبدأ بفكرة فإذا ما انتقلت بفكرتك إلى الهدف سوف ترى غاياتك أمامك ومن ثم تدرك أن شيئًا ما يدفعك إلى الغاية الأخرى فالغاية الكبرى مركزًا تفكيرك في ما تود أن تكون عليه.

فمثلًا بنيامين فرانكلين وليوناردو دافنشي وألبرت أينشتين وغاليليو وبرتراند راسل وجورج برناردشو وغيرهم كثيرون كانوا قد أعدوا أنفسهم للنجاح وكانوا روادًا ارتادوا كل جديد مثلهم مثل الآخرين إلا أن إرادتهم القوية اجتازت بهم المناطق التي لم يجرؤ أحد أن يطأها ولكن ما عليك إلا أن تنظر إلى نفسك من منظور جديد وأن تنفتح على التجارب فإن لم تفعل ذلك فما عليك إلا أن تكون على ما أنت عليه إلى أن تنقضي حياتك.

إن إحدى أهم مزايا الشخصية الناجحة تمتعها بقدرات استثنائية وإدراك متفرد، وتفكيرها فيما سوف يحدث لها فرقًا نوعيًا في حياتها ومقدرتها على تغيير أي وضعية من حالة الإخفاق إلى حالة النجاح.

فالنجاح هو القدرة على فعل ما يجب عليك فعله حينما يجب عليك فعله ولكن قليلون هم أولئك الذين يسيرون خلف أفكار النجاح.

لنتأمل هذه القصة الرائعة من منظور فهمنا الجديد لآليات النجاح والتي كانت محاولة لصنع الواقع.. ومحاولة فخطأ ثم محاولة فإخفاق ثم يأتي النجاح في النهاية ثمرة للذكاء والتدبير والمثابرة.

ففي عام 1890م وبعد محاولات وتجارب تمكن ساكيشي تويودا من صناعة آلة نسيج تحولت فيما بعد إلى مصنع حياكة نسيج.. وما إن بدأ المصنع طرأت عليه بعض الظروف الاقتصادية التي اضطرته إلى التوقف إلا أن ساكيشي تويودا لم يتوقف فقد أراد تجريب محاولات وتجارب أخرى.

ففي عام 1910م غادر ساكيشي اليابان متوجهًا إلى الولايات المتحدة الأميركية وزار عدداً من المصانع الأميركية ومن بينها مصانع السيارات في ديترويت وقد جذبت صناعة السيارات انتباهه إلا أنه لم يتخل عن فكرة صناعة حياكة النسيج.

وعندما عاد إلى اليابان قام بدراسات وأبحاث موسعة تمكن من خلالها في عام 1924م من تطوير أول محرك لآلة أوتوماتيكية لحياكة النسيج وضعته في صفوف المخترعين الأوائل وأطلق عليه حينذاك مخترع آلة اليابان وقد حصل ساكيشي جراء اختراعه على مجموعة من الأوسمة والجوائز والألقاب العالمية.

وفي عام 1929م قام ساكيشي ببيع حقوق اختراع آلة النسيج الأوتوماتيكية إلى شركة بريطانية وأعطى قيمة براءة الاختراع ابنه كيشيروا والذي أنشأ بموجبها مركز أبحاث موجه لإنتاج أول سيارة يابانية.

وفي عام 1930م توفي ساكيشي وواصل كيشيروا حلم والده وكان كيشيروا يتميز بالانضباط الذاتي والطموح اللا محدود وبعد سنوات من الدراسات والأبحاث والعمل الجاد والكفاح المتواصل تمكن من إنتاج أول سيارة تويوتا.. وفي عام 1936م عرضت أول سيارة يابانية بالكامل في معرض للسيارات باليابان ومنذ ذلك اليوم أسس كيشيروا مصنعاً لإنتاج السيارات.. وعلى إثر ذلك اعتبر كيشيروا أحد العشرة الأوائل الذين تسيدوا صناعة السيارات في اليابان.

وعندما تكامل المصنع وتأهب للإنتاج أجري في عام 1936م استبيان لاختيار الاسم المناسب للشركة فجاءت نتائج الاستبيان باختيار اسم تويوتا بدل تويودا.

وفي عام 1938م تأسست شركة تويوتا موتورز ومع بدايات الخمسينات الميلادية انتقلت تويوتا من المحلية اليابانية إلى العالمية وأصبحت تويوتا أكبر مصنع لإنتاج السيارات في اليابان وبعد سنوات توسعت خطوط إنتاجها على مستوى العالم ليصل إلى 42 مصنعًا منتشرة في أكثر من 25 دولة حول العالم.

الإيجابي في هذه القصة هو أن شابًا تابع فكرته بقدر من الجدية والابتكار فإذا هي اختراع مكنه من ترجمته إلى شكل مادي عملي وهذا في النهاية هو خلاصة التجربة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  280