• ×
admin

صيام الأطفال.. لا تتذمر من الصيام وكن قدوة حسنة لهم

صيام الأطفال.. لا تتذمر من الصيام وكن قدوة حسنة لهم
ذاكـرة الطفـل أمهـر آلــة تسجيــل

إعداد: د. خالد بن عبدالله المنيع

يجب الصيامُ شرعاً عندَ البلوغ، لكن ليس من الحكمة تركُ الطفل دون تدريب، حتَّى إذا بلغَ فاجأته بالأمر. ولهذا، كان تدريبُ الأطفال على الصيام أمراً مستحبَّاً وسنَّة متَّبعة منذ عهد الصحابة؛ ففي الصحيحين من حديث الرُّبيع بنت معوِّذ: (فكنَّا بعد ذلك نصومه - تعني يومَ عاشوراء - ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبةَ من العهن - أي القطن - فإذا بكى أحدُهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتَّى يكون عندَ الإفطار). والطفلُ يحبُّ أن يرى نفسه كبيراً، يفعل كما يفعل الكبار، فلا تحرمه من هذا الإحساس، بل إنَّ من حقه أن يصومَ. ولا تخلط بين الرأفة والشفقة عليه، وبين ما يجب على الوالدين من تدريب أطفالهم على شؤون الحياة عامَّة، الشرعي منها والدنيوي.

كيف ندرِّب الطفل على الصيام؟

بالتدريج، ويُبدَأ معه من السابعة، فهي سنُّ التمييز. ثم يترقَّى في عدد الساعات سنةً بعدَ سنة، مع مراعاة ظروفه الصحِّية الخاصَّة ومدى قدرته على التحمُّل.

وهناك طرائق وكيفيات متعدِّدة، منها:

ألاَّ يصومَ اليومَ كاملاً، بل يصوم جزءاً منه، من أوَّله حتى الظهر، أو - وهو أحسن - يُفطِر الصباح ثمَّ يصوم من الظهر حتَّى المغرب كي يفطرَ مع الأسرة. أن يصومَ صيامَ الماء، فيسمح له بالماء والعصير فقط دون الأكل.

ولابدَّ من مراعاة نفسيَّات الأطفال؛ فبعضُهم لا يحبُّ "صيام الأطفال". لكن على الوالدين أن يردِّدا عليه أنَّ "ربِّي يحبُّ الأطفالَ ويسامحهم"، و"إذا جاعوا يمكن أن يأكلوا، فالله لا يؤاخذهم!)، ونحو ذلك.

فلنكن قدوةً حسنة لأطفالنا

يجب أن نتذكر أنَّ الطفل أمهرُ آلة تسجيل في الدنيا ! ولهذا: يجب ألا نُظهر التأفُّف والتذمُّر من الصيام. وألا نمضي النهار كلَّه نائمين، ونسهر في الليل.. يجب علينا الامتناع عن التدخين في رمضان وفي غيره.. وأن نضبط أعصابَنا ونتجنب الانفعال.. يجب ألا نترك وجبةَ السحور. وأن نوقظ الطفل للسحور؛ فلذَّةُ الاستيقاظ للسحور أهنأ من لذَّة النوم!

راقب طفلك الصائم

على الوالدين مراقبة الصغير الصائم؛ فإذا ظهرت عليه علاماتُ الإعياء والإرهاق، فليفطر. كما أنَّ بعضَ الأطفال من المرضى لا يناسبه الصيامُ، كمرضى السكَّري والكلى ونحوهما من الأمراض، إذ تحتاج هذه إلى مشورة طبيب متخصِّص قبلَ تصويم الطفل.

التمـــــــــــر.. غـــــذاء متكامل بعد الصـــيام

يحتوي التمر على دهونٍ وسكَّريات وبروتينات، وعلى العديد من العناصر الغذائيَّة الأساسيَّة من فيتامينات ومعادن، مثل الكالسيوم والأحماض الأمينيَّة والكبريت والحديد والبوتاسيوم والفوسفور والمنغنيز والنحاس والمغنيزيوم (الذي يُفيد الجسم بشكلٍ كبير) والفيتامينات A1 و B1 و B2 و B3 و B5. كما يُعدُّ التمرُ مصدراً رائعاً للألياف الغذائية (حيث تُوصي جمعيةُ السرطان الأميركية بتناول 20 إلى 35 غراماً من الألياف الغذائية في اليوم).

يُفيد تناولُ التمور في مُعالجة الإمساك (غذاءٌ مُليِّن) ومكافحة الاضطرابات المعويَّة وتعزيز زيادة الوزن ومشكلات القلب والإسهال وسرطانات البطن. ويُقال: إنَّ استهلاكَ حبَّة تمر واحدة يومياً أمرٌ ضروري لاتباع نظام غذائي مُتوازن وصحِّي، والحفاظ على صحَّة العَينين.

يحتوي كيلوغرام من التَّمر على ما يُقارب 3000 سعرة حرارية، وهذه السعراتُ الحراريَّة كافيةٌ وحدَها لتلبيةِ الاحتياجات اليومية للجسم البشري، وهو يُسمَّى بملك الحلويَّات، لأنَّه فاكهة مثالية من حيث الهضم والعناصر المفيدة والمكوِّنات المتوازنة.

منافع التمر

يمارس التَّمرُ دوراً مُهمَّاً في الدعم التغذوي لنموِّ العضلات. ويُعدُّ محتوى التمر من النيكوتينيك (فيتامين B2) مفيداً لعلاج الاضطرابات المعويَّة، حيث إنَّ تناول كمِّيةٍ كافية من التمور يُساعد الشخصَ على الحفاظ على مراقبة نموِّ الكائنات الحيَّة الممرضة، وبذلك يفيد تناولُ التمر في تنشيط ظهور الجراثيم الصديقة أو المفيدة في الأمعاء. وهو يُزوِّد الجسمَ المُتعَب بطاقةٍ إضافيَّة خلال نصف ساعة بعد تناوله.

بما أنَّ التمرَ يحتوي على البوتاسيوم وعلى 20 نوعاً مختلفاً من الأحماض الأمينيَّة، فهو يُساعد على السيطرة على الإسهال، لأنَّه يُسهِّل عمليَّةَ الهضم. وتُشير الأبحاثُ إلى أنَّ تناول كميَّة مرتفعة من البوتاسيوم تصل إلى نحو 400 ملغ يُمكن أن يُقلِّلَ من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 40 %. كما أنَّ تناولَ التمر عند الإفطار بعدَ الصيام يُساعد على تَجنُّب الإفراط في تناول الطعام؛ فعندما يمتصُّ الجسمُ القيمةَ الغذائية للتمر، يختفي الشعورُ بالجوع. ويمكن الاستفادة من منافع التمر بتناوله كما هو، أو بشرب منقوعه (بعد 24 ساعة من النَّقع في الماء) أو بأكل التمر المَهروس.

كما يُفيد تناولُ التمر المرأةَ الحامل في تسهيل الولادة، لأنَّه يُقوِّي عضلاتِ الرَّحم، ممَّا يجعلها تتمدَّد بسلاسة عندَ الولادة. وليس تناولُ التمر شيئاً مُهمَّاً لتسهيل الولادة فقط، بل هو مُهمٌّ للرضاعة الطبيعيَّة بعدَ الولادة، حيث يُزوِّد حليبَ الأم بالعناصر الغذائيَّة المفيدة لصحَّة طفلها.

تأثير استهلاك التمر في أواخر شهر الحمل في المخاض والولادة أُجريَت دراسةٌ استقصائيَّة ما بين 1 فبراير 2007 إلى 31 يناير 2008 م في جامعة الأردن للعلوم والتكنولوجيا لمعرفة أثر تناول التمر في أواخر أشهر الحمل على المخاض والولادة. قارنت هذه الدراسةُ ما بين 69 امرأة تناولن ستَّ حباتٍ من التمر بشكلٍ يومي قبلَ موعد ولادتهن المُتوقَّع بأربعة أسابيع، و45 امرأة لم يتناولن ذلك. لوحظَ من الدراسةِ أنَّ النساءَ اللاتي تناولن التمرَ أظهرنَ توسُّعَ عنق الرحم لديهنَّ أكثر من المجموعة الأخرى بنسبة مرة ونصف، كما كانت نسبة بقاءَ الأغشية الجنينية سليمةً أكثر من المجموعة الثانية بنسبة مرَّة وثُلث. بلغت نسبةُ الولادة الطبيعيَّة في المجموعة الأولى، أيَّ من تناولنَ التمر، 96 %؛ أمَّا في المجموعة الثانية، فقد بلغت 79 %. وانخفض استخدامُ المجموعة الأولى للأوكسيتوسين (المحرِّض للولادة) إلى النِّصف تقريباً.

كما أظهرت الدراسةُ أنَّ مرحلةَ ما قبل الولادة كانت أقصرَ لدى مجموعة النساء الأولى مُقارنةً بالمجموعة الثانية؛ فقد استغرقت المجموعةُ الأولى 510 دقائق، والمجموعة الثانية 906 دقائق (إلى النصف تقريباً). وخلُصت الدراسةُ إلى أنَّ تناول التمور قبلَ الولادة بأربعة أسابيع يُقلِّل بشكلٍ كبير حاجةَ الحامل إلى عمليَّة تحريض الولادة، كما يُؤدِّي ذلك إلى ولادةٍ أفضل.

الاحتياطات

على الرُّغم من أنَّ التمرَ يحتوي على قيمةٍ غذائية كبيرة، ينبغي توخِّي الحذرُ الشديد عند تناوله، لأنَّ سطحَه لزجٌ وتلتصق فيه الشوائبُ بسهولة. وبذلك، يجب استهلاكُ التمر الذي جرت مُعالجتُه وتعبئته بشكلٍ صحيح فقط. كما يجب التأكُّدُ من غسله جيِّداً قبلَ تناوله لإزالة الشوائب الموجودة عليه. كما يجب الانتباهُ إلى عدم الإكثار من تناول التمر عند مرضى السكَّري، واتِّباع إرشادات الطبيب في ذلك.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  488