• ×
admin

لندن والبلاستيك: خطوة أولى نحو التصحيح!

لندن والبلاستيك: خطوة أولى نحو التصحيح!

سالم بن أحمد سحاب

في بريطانيا اليوم تُباع يوميًّا 35 مليون عبوة ماء، مصنوعة من البلاستيك، يُعاد تدوير 19 مليونًا منها، وتنتهي البقية إلى (مدمرات) البيئة؛ لأن البلاستيك مادة طويلة الأجل لا تفنى بسهولة أو تتحلل مثل الورق.

ولأن عبوات البلاستيك ليست قضية عابرة، وإنما كارثة قائمة، فإن عمدة لندن الحالي «صادق خان» يرغب قي تقديم حلول تقلص من أعداد هذه العبوة البلاستيكية (المدمرة) للبيئة. وإذا نجح السيد/ خان في مبادرته هذه، فإن بصمته ستخلد طويلًا على المجتمع اللندني، وربما على بريطانيا بأسرها؛ كون لندن هي القلب النابض التي تؤوي ملايين السكان.

وتتضمن خطة العمدة توفير أعداد كبيرة من نوافير المياه المجانية الصالحة للشرب في مختلف مناطق لندن، لتقدم الماء مجانًا بما في ذلك إمكان إعادة ملء العبوات البلاستيكية أو الزجاجية الفارغة بالمجان.

وللعلم، فالسيد «خان» يعلم أنه سيواجه حربًا شعواء من أصحاب المصالح المرتبطة بعبوات البلاستيك، فهي مصدر دخل عظيم لهم، وهي صناعة تنمو كل يوم؛ لأن الطلب يزداد كل يوم على مستوى العالم، وفي كل بقعة نائية أو متخلفة تحاول اللحاق بالركب الحضاري نجد عبوة البلاستيك في المقدمة دائمًا، وربما انتشار التدخين ثانيًا.

ومن استراتيجيات السيد/ خان محاولته إقناع قطاعات الأعمال في لندن، بتوفير المياه الصالحة للشرب لجميع موظفيها، مجانًا عبر البرادات والنوافير، وكذلك تحديد المواقع المهمة لتركيب هذه الأجهزة تباعًا، بالرغم من احتمال ارتفاع تكلفة المشروع على حساب ميزانية العاصمة الكبيرة.

وعلى مستوى أوروبا تبدو باريس سباقةً في هذا الميدان، لكن لا يزال أمامها الكثير لتنجزه، ولتخفف من وقع هذا العامل البلاستيكي المدمر.

وأما عالمنا العربي المجيد، فمعلوم أنه لن يتحرك بجدية إلّا بعد أن يحقق الآخرون أهدافهم، ويصلوا إلى مبتغاهم، ولعليّ لا أخفي سرًّا إن قلت: إن ناقلتنا الوطنية الجوية العربية كانت من آخر الأساطيل التي حظرت التدخين على رحلاتها.

أمنيتي أن نأخذ زمام المبادرة، وأن تكون المساجد نقطة انطلاق، فهي دور الطاعة الكبرى، التي لا ينبغي أن يكون ضمن وظائفها تشجيع تلويث البيئة، عبر عبوات الماء البلاستيكية.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  4404