• ×
admin

تعليمنا: بين الانتحار .. والغصة

تعليمنا: بين الانتحار .. والغصة؟!


أسماء المحمد

بماذا نصف منظومة تعليم بدلا من فتح المدارك وبناء ملكات الإنسان وتحويله إلى فرد متفاعل ومنتج اجتماعيا «ولو بصورة نسبية»، تنتج لنا منتحرين ومنتحرات، محبطين ومحبطات، متعطلين عن العمل ومتبطلات، مؤلم أن تعليمنا أدى لإحباط طالب الثالث ثانوي وأقدم على شنق نفسه بحسب خبر «عكاظ» يوم 14 فبراير بسلك كهربائي، بسبب حالته النفسية، وبحسب أقاربه كان يعيش كابوسا وقرر إنهاء حياته نتيجة تدني نسبته المئوية في الاختبارات، تخيلوا الامتحانات وما ينتج عنها يساهم في تحديد حياة أو وفاة إنسان.! هناك عوامل وضغوط أخرى بالإمكان اعتبارها تداعيات نتج عنها هذا الانفجار، لكن هذا لا يبرئ نظم التعليم لدينا، لازالت متخلفة لا تواكب روح العصر.
من الانتحار إلى عذاب المنتسبات الذي يبدو أنه «مزمن»، كنت نشرت مقالا خلاصته أن 84 في المائة من المنتسبات في التعليم العالي يرسبن، تأتي مداخلة منتسبة لشرح ماذا يحيط بعالم هؤلاء المعذبات في الأرض لتبدد بعض الغموض. تبدأ رسالتها بجملة: أصبت في مصيبتي بعد أن تحديت ظروفي وحاربت لاستكمال تعليمي، رغم كوني متزوجة ولدي أطفال أرجو مساعدتي وإيصال صوتي، «أنا طالبة مستوى أول انتساب في السنة التحضيرية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ومقيمة في الرياض والانتساب برسوم قدرها 3000 ريال، وأنا لست من المعارضين لها رغم أوضاعي المادية الضعيفة جدا، وهذا المستوى تقرر لي أربع مواد وهي مهارات الاتصال والإحصاء والتفكير والبحث العلمي والانجليزي، ذاكرتها مذاكرة جادة واختبرت فيها في تاريخ 2/2/1431، لم أجد أي صعوبة في أي مادة، وتوقعت أن لا يقل مجموع درجاتي عن 90 درجة، لأن استعدادي للاختبار كان ممتازا وأدائي متأكدة أنه ممتاز، انتهت الامتحانات وحصلت على درجاتي في مهارات الاتصال 91 درجة، ثم الإحصاء وكانت 78 درجة، علما بأن الدرجات من 100، مصيبتي في اللغة الإنجليزية(f) يعني رسوبا في المادة، والكارثة كانت في مادة التفكير والبحث العلمي حصلت على (f)، متأكدة مليون في المليون أني أجبت على أغلب الإجابات وفي حال كان لدي أخطاء ستكون في سؤالين والأسئلة مكونة من 50 سؤالا فلا يعقل أني لم أجب عليها.!»
لاحقا، ولضيق المساحة نكمل تحليل الطالبة المنتسبة لمبررات رسوبها، ويحاصرني سؤال، هل من أهداف تعليمنا «العام والعالي» أن يؤدي بطالبات وطلاب العلم إلى الانتحار .. والشعور بالغصة والإحباط.؟!..هل نحن فخورون بهذه التداعيات النفسية من ألم واكتئاب.!

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1902