• ×
admin

من خلف ما مات

من خلف ما مات

عبدالله عمر خياط

.. سنوات طوال ربطتني بسعادة أخي الكبير الدكتور سليمان فقيه الذي أسأل الله أن يتغمده برحمته وقد انتقل إلى دار تحفه دعوات الجميع بأن يمن الله عليه ويجعله من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
سنوات كان فضله علي كبيرا من بداية عملي بمجال الصحافة مخبرا بمكتب جريدة البلاد السعودية بمكة المكرمة. ولئن كان لمعلمي معالي الأستاذ محمد عمر توفيق رحمه الله فضل توجيهي للعمل بالصحافة وتلقيني صياغة الحرف، فإن لسعادة الدكتور سليمان فقيه الفضل كل الفضل فيما قدمته على صفحات جريدة البلاد، ومن بعدها عكاظ من أخبار هامة، وخبطات صحفية حظيت بسعادة القراء وتقديرهم لها.
ولقد كانت الخطوة الأولى عندما تعين الدكتور حسن نصيف وزيرا للصحة في حكومة الملك سعود وجاء إلى مكة المكرمة لتفقد مستشفياتها فأبلغني الدكتور سليمان بالخبر وأشار علي بمرافقة الوزير الذي ستنطلق جولته من مستشفى أجياد الذي هو مديره، فحملت آلة التصوير الفوتغرافي وتوجهت مسرعا لمستشفى أجياد وكان ساعتئذ قد وصل الوزير وتفقد أوضاع المستشفى ونظافته وسلامة أوضاع المرضى وثناؤه على مستوى المستشفى بجميع مرافقه ثم تهيأ للقيام بالجولة التي رافقه سعادة الدكتور أمين مقيم وسعادة الدكتور سليمان فقيه، وهنا قال الدكتور سليمان باسم الدكتور حسن: أدعوك لمرافقته في الجولة، وسريعا قال الدكتور: يا مرحبا بالبلاد وبمندوبها فواصلت الجولة معهم على مستشفى الزاهر، ومستشفى الولادة ومستشفى العيون ثم ساروا نحو النزهة والتي كان يسكن الدكتور سليمان بفلة فيها.
وهنا حاولت الانسحاب لكن الدكتور سليمان رحمه الله قال: تفضل هذا بيتك ثم إن هناك مفاجأة لك. وبعد أن تناولنا الغداء على مائدة كل ما عليها من أطعمة غاية في اللذاذة وجميعه من صنع ست البيت رحمها الله.
وبعد الغداء فاجأني الدكتور سليمان بأن طلب من الوزير أن أرافقه في رحلته التي سيتفقد فيها مستشفى شهار للأمراض الصدرية ومستشفى الملك فيصل والعودة ذلك المساء إلى مكة، وأن الوزير رحب بأن أرافقه وكان أن رجعت من تلك الرحلة بأول خبطة صحفية عن سوء الوضع في مستشفى الأمراض الصدرية وكذا سوء حال نزلاء مستشفى شهار للأمراض النفسية.
كانت تلك أول دفعة وتلتها تحقيقات آُخر ولفت نظري لمواقع يجب تفقدها لتخليصها مما حل بها من سوء لعدم اهتمام المدير إلا بمرضى الشركات المتعاقد معها على علاج موظفيها.
هذا ولم تقتصر العلاقة بالدكتور سليمان فقيه بالخبطات الصحفية وإنما أدت إلى أخوة لم يكدرها شيء على مدى أكثر من نصف قرن.
ولئن غادرنا بالأمس الدكتور سليمان إلى رحمة الله فقد خلف ثلاثة أفذاذ كلهم شهامة وكرم وكفاءة.
رحم الله الدكتور سليمان فقيه وبارك في من خلف.

السطر الأخير:
كالورد ينفح بالشذى حتى أنوف السارقيه

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  681