• ×
admin

نعمـة .. النسـيان

نعمـة .. النسـيان

عبدالله حسين باسلامة

أين أصبح مصير تلك الحوادث والأخبار التي ملأت الصحف ووسائل الإعلام وشغلت الناس واستحوذت على اهتمامهم وقتا من الزمن؟.
أين رعب مرض الإيدز وأخبار انتشاره ومصير مرضاه؟. هل اختفى من الأرض وتوقف عن الفتك بالبشر؟. بالطبع لا!، لم يختفِ ولم يتوقف عن الفتك (بالشواذ) وفقـراء الأفارقة؟.
أين أخبار أطفال الأنابيب والفرحة التي أدخلتها على بعض الأسر؟. علما بأنها مستمرة ولاتزال تدخل البهجة على قلوب بعض الأسر وخيبة الأمل على الآخرين؟. أين أخبار المنجزات العلمية مثل (عمليات) زراعة القلوب، أين أخبار رائدها كرس برنارد أول جراح قلب من جنوب أفريقيا يقوم بهذه العملية (والجدير بالذكر قد دعوته منذ حوالى أكثر من عشرين عاما وألقى محاضرة عن هذه العملية بكلية الطب في جدة)؟.. وأخيرا وليس آخرا، أين أخبار الفياجرا وأعمالها؟. لقد استولت أخبارها على العقول والقلوب و (الأجساد) فترة لا بأس بها من الزمن؟. وبالتأكيد لايزال سوقها رائجا ومفعولها يعطي ثماره!. أين أخبار الكوارث والأعاصير التي دمرت أجزاء من المدن والأمصار..؟. أين أخبار وآثار الزلازل التي مرت لثوانٍ وتركت حطاما.؟.
وأخيرا وليس آخرا أين أصبح وأين صارت حوادث القتل والدمار التي صاحبت (الربيع العربي).؟. وهي وإن كانت لاتزال لها على (الشاشات) صور وآثار إلا أنها سوف تدخل قريبا عالم النسيان.!.
هذه الأخبار وغيرها سوف تشغل الناس ساعات، أياما، ربما أسابيع؟. ثم تدخل (صندوق) النسيان!.
أمثال هذه الأسئلة لا أجد لها في جعبتي جوابا ــ ولو فلسفيا ــ شافيا؟.. غير أنها نعمة النسيان!!. الذي ربما منه اشتق اسم الإنسان!. تلك نعمة لاشك فيها!. ولنا أن نتصور كيف سوف يكون حالنا لو اصطحبنا معنا في حياتنا (كل تلك الأخبار) إلى أن نصبح في عالم النسيان؟!.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1184