• ×
admin

حتى نستثمر الموازنة جيداً

حتى نستثمر الموازنة جيداً

د. هاشم عبده هاشـم

لست هنا بصدد الحديث عن أرقام الموازنة التي حملت الكثير من الخير لهذا الوطن.. وإنسان هذا الوطن.. فذلك له مجاله.. وطريقة التعامل معه.. وكذلك مريدوه..
لكنني بصدد التحدث عن نقطتين أساسيتين هما :
أولا : إن انشغال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بنا.. كوطن ومواطنين جعله يقطع إجازته الخاصة ليطل علينا يوم أمس.. ويقدم لنا جرعة جديدة من الأمل بمستقبل أجمل لهذا الوطن في ظل سياسة «التنمية والإصلاح» التي أطلقها منذ سبع سنوات.. فآتت الكثير من الثمار.. وما زالت تعطي.. وكأنه يسابق الزمن بتلك الإنجازات ويستعجل الخطى.. لكي تلحق بلادنا بركب الدول التي تتحرك بسرعة.. ولا تعاني من الأزمات المالية والاقتصادية.. وإن كانت أكثر دول العالم واقتصاداته ترسف في إغلال الديون.. وتوشك اقتصاداتها على الانهيار كثيرا..
وثانيا : إن العبرة في استثمار الاعتمادات المالية الضخمة التي خصصت لكل وزارة وقطاع وهيئة ومصلحة هو بحجم التنفيذ لمئات المشاريع الضخمة.. والتي إن قدر لها أن ترى النور بالجودة المطلوبة وفي الزمن المحدد.. فإنها كفيلة بانتقالها إلى مستويات أعلى.. مستفيدين من كل الخبرات المتراكمة لدينا عن المشكلات التي اعترضت بعضها في الأعوام الماضية وحالت دون تنفيذها..
والسؤال الآن هو : هل نحن كقطاعات جاهزون بخطط عملية.. وحلول واقعية ومنطقية.. ومعالجات محكمة لتلك المشكلات حتى نستثمر كل هذه المليارات التي أتيحت لنا في هذا الوقت بالذات.. وقد لا تتاح لنا في المستقبل إذا تفاقمت الأوضاع المالية والاقتصادية في العالم.. وتعرضت سلعة النفط لخطر أو أخطار محسوبة أو غير محسوبة.. سواء بتزايد التهديدات عليها.. أو بالتوجه الجاد لدول كبرى وفي مقدمتها أمريكا.. للاستعاضة عنه بأساليب ومصادر طبيعية وتقنية عالية أخرى..
أسأل وكلي أمل في أن يكون لدى كل وزارة جدول عمل زمني دقيق لتنفيذ جميع المشاريع.. وسيناريو محكم للتعامل مع كل الفرضيات والاحتمالات ووضع بدائل دقيقة تحول دون توقفها..
ولعل الأهم من ذلك هو اكتمال دور الأجهزة الرقابية التي تتابع أوجه الإنفاق.. وإدارة القطاعات بمستوى الكفاءة المطلوب.. حفاظا على المال العام..
تلك هي مصادر فرحتنا بالتوجه العام الذي نحن فيه.. لأن الموازنة ليست إلا أداة لخدمة وتنفيذ هذا التوجه الذي طرحه الملك.. وأخذ يسابق معه الريح لكي تتحقق ثنائية التنمية والإصلاح كما أرادها.. ويحلم بها.. أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ليرى ونرى معه وقد تحققت كل أمانيه وتطلعاته.. ولكي يرى هو بلده في المقدمة باستمرار..

ضمير مستتر:

المستقبل الأجمل.. تصنعه الإرادة الصادقة.. والقدرة اللامتناهية على العطاء المستمر.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1299