• ×
admin

ماليزيا ومعجزة التنمية

ماليزيا ومعجزة التنمية

تركي الدخيل

شكّلت النهضة الماليزية قصة من أروع القصص، بالتنمية والرهان عليها أولاً بنيت ماليزيا بأحدث طراز. رابع رؤساء وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003 مهاتير محمد صاحب أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا، وهي من أطول فترات الحكم في آسيا. وإذا عدنا لأي تعريفٍ بهذا الشخص الاستثنتائي في النهضة الماليزية سنقرأ عنه أن نشاطه:"امتد لما يقرب من 40 عاماً وتحديداً منذ انتخابه عضواً في البرلمان الاتحادي الماليزي عام 1964 وحتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من إجمالي الصادرات، وتنتج 80% من السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية".

مهاتير محمد ميّز بين الدين والسياسة ثم بدأ التنمية، ومقولته الشهيرة:" إذا أردت أن أصلي فسأذهب إلى مكة وإذا أردت المعرفة فسأذهب إلى اليابان" كانت أساسية في العقل الجمعي الماليزي من هنا كانت التجربة الماليزية معاصرة ورائدة مع بقاء المجتمع الماليزي على تقاليده الدينية وحفاظه على أسسه وثوابته مع التنمية القوية والكبيرة التي يعيشها. إنها معجزة "ماليزيا" بالفعل بل ومن أبرز معجزات آسيا مع كوريا الجنوبية طبعاً.

في حوارٍ مع مهاتير محمد شخّص المشكلة الأساسية لدينا نحن العرب في عجزنا عن التنمية وقال:" كيف ننهض ونحن نعيش على الأمجاد، مصر تعيش على الحضارة القديمة، ودول الخليج تعيش على الحضارة القديمة، هذه الدول مهد الحضارات ولكن للأسف جاء الأحفاد فلم يستطيعوا أن يواصلوا ما قام به الآباء والأجداد، كيف يستطيع هؤلاء النهضة وها هي أمامهم تجربة حية هي تجربة ماليزيا مع أن وضعها لم يكن حينما تسلمت مهام السلطة فيها أفضل من كثير من الدول العربية في ذلك الوقت، كيف يستطيعون أن ينهضوا مثلما نهضتم".

بآخر السطر فإن تجربة ماليزيا تستحق القراءة والدراسة وأن تكون بالفعل ميداناً لتجربة نجاحٍ ممكن في الخليج أو في العالم العربي، ولنتجه إلى مكامن النهضة لا إلى شكليات الديموقراطية التي لا تضيف إلا عاهاتٍ على العاهات الموجودة.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1261