• ×
admin

شيء من الواقع!

شيء من الواقع!

جهير بنت عبدالله المساعد

من أقسى المواقف التي مرت بها الشعوب العربية في العصر الراهن... أن يقف رئيس دولة أجنبي يتم تصنيفه من الأعداء ويطالب الرئيس العربي الدموي باستعمال الرأفة مع شعبه! يعني صار الأجنبي العدو أرحم من الرئيس المسمى بشار الأسد.. ثم اتضح أنه لا يقدم البشاير وليس فيه من أخلاقيات الأسود شيء!!
لقد أصبح الطغيان احتكاراً عند بعض العرب! وعلامة فارقة يتميز بها بعضهم! وممارسة يميل إليها رئيس عربي وينفر منها الأجنبي! بل أصبح الأجانب دعاة إنسانية يحلون بالخير ويقومون بزيارة الأراضي العربية المنكوبة ..لإعانة المصابين وتوفير الغذاء للمشردين وإيواء المعنفين وتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين! صورة الغربي اليوم شئنا أم أبينا.. ناصعة في حين أن صورة «العربي» في أحسن أحوالها «باهتة»!!! يعني الفروق القيمة أصبحت على جبين الأجانب بعد أن كانت للعرب!!!!... اليوم حين يُشار بالبنان إلى الطغاة المستبدين تظهر صورة العربي الرئيس الذي سمح بجنازير الدبابات تسير على رقاب شعبه المغلوب على أمره فلا يظهر في الصورة رمز للطغيان والاستبداد والجبروت غير صورة «العربي» الذي تزعم في الوقت الراهن كل صور الظلاميات فلا تجد ثواراً غير بين العرب ولا تجد ضحايا القهر والاستبداد غير من العرب ولا تجد طغيانا طاغيا غير عند بعض العرب!!
بل أصبح حفظ الأمن للقريب بيد الغريب! وأصبح الغريب هو الذي يمنع جور القريب!! وصار الانفلات الدموي على الأرض العربية في انتظار فزعة أجنبية ولم تعد الشعوب العربية تقول لبعضها النجدة بل صارت تلتفت صوب الأجانب...قائلة «الحقونا»!! أي بلاء أشد من هذا تنتظره أمة قال شاعرها يوما... (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم) !! وأي نصر يرجى بعد أن اجتمع الجهل والطغيان! وأي علم تقدمه المناهج العربية والجيل العربي الصاعد يرى التخاذل العربي والهمة الأجنبية! فكيف يكبر الأبناء وهم فخورون بانتمائهم العربي في حين أن الأجانب حققوا الشهرة والذيوع في المواقف البطولية! الإنقاذ أجنبي! والخدمات أجنبية! فرق النجاة أجنبية والتدخل أجنبي والقوة أجنبية والرحمة جفت عند بعض العرب وصارت مستوردة على جناح طائرة أجنبية! إن ما يحدث اليوم في التاريخ العربي هو بكل المقاييس فترة انحطاط وتخلف لم يسبق له مثيل حتى أيام التفكك إلى دويلات حكمت الخريطة العربية! وما هو منتظر ليس معالجة الأوضاع القائمة بل بناء شخصيات عربية تنظر بعين الأمل في عروبتها التي وهنت على يد الخلافات العربية.. وطعنت في صميمها على سبيل الخيانات العربية! غداً قد يكون أفضل في حالة واحدة.. فقدان الذاكرة!!!!

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1848