• ×
admin

جائزة نوبل للنوايا الطيبة

جائزة نوبل للنوايا الطيبة


خلف الحربي

فاز أوباما بجائزة نوبل للسلام لأنه الرجل الذي جاء بعد بوش، فمن الصعب القول بأن أوباما حصل على هذه الجائزة تقديرا لما عمله من أجل نشر السلام في العالم، فهو بالكاد يبدأ عمله!، كل ما حدث هو خروج بوش ومن ورائه المحافظون الجدد من المشهد الدولي فتنفس العالم الصعداء، وأراد أن يصوت بـ( الاجماع ) للتغيير الذي حدث في الولايات المتحدة بعد انتخاب أوباما، إنه تصويت سكان كوكب الأرض لصالح التغيير الذي حدث في البيت الأبيض بعد أن انتهى الأمريكيون من تصويتهم للتغيير، ولكن التصويت للتغيير لا يعني بالضرورة أنه سيحدث فعلا. لا شك أن الرئيس أوباما أعاد الاعتبار للدبلوماسية الدولية بعد الاعتماد عليها كوسيلة أساسية لإدارة الأزمات العالمية، بعد أن كان سلفه قد وضع جميع الحلول الدبلوماسية جانبا واعتمد حلول البنتاغون، كما أن أوباما سعى إلى تحطيم مناخ ( صدام الحضارات ) الذي ساد العالم في عهد بوش وبادر لمصافحة العالم الإسلامي، ودعا لتخفيض مخزون الأسلحة النووية، وسعى إلى تعزيز حالة الهدوء النسبي التي عمت مناطق التوتر في العالم، لم يفعل شيئا يستحق الذكر ..فقط أبدى نواياه الطيبة وأخرج دبلوماسييه من مكاتبهم وأعاد جنرالات البنتاغون إلى المكاتب.
قد تكون الجائزة وسيلة للضغط النفسي على أوباما من أجل الوفاء بوعوده في نشر السلام في العالم، من الصعب تخيل رئيسا يحمل جائزة نوبل للسلام وهو يقود حربا شرسة ويعتذر بين حين وآخر لأسر للضحايا المدنيين الذين سقطوا بعد غارة جوية! ولكن الجوائز ليست وسيلة للضغط النفسي ولا يمكن أن تكون أقراصا مهدئة، الجوائز الكبيرة تأتي بعد العمل الكبير، والعمل الكبير لم يبدأ بعد !.
في كل الأحوال هو انتصار كبير لأوباما وللنوايا الطيبة، صحيح أن المصالح الأمريكية المتداخلة لا تعترف بالنوايا الطيبة؛ ولكن الجائزة تشكل دعما دوليا لرؤية أوباما التي يدعو من خلالها إلى نشر التهدئة في كل مناطق النزاع والبحث عن تسويات سلمية وتخفيض مخزون الأسلحة النووية، ستكون مفتاحا ذهبيا يسهل عليه عملية إقناع كل شخص في هذا العالم أنه ليس رئيس الولايات المتحدة .. بل داعية سلام .
في هذه الجائزة يقدم العالم دعمه المعنوي لأوباما قبل أن يبدأ المهمة الكبيرة، أنه تحالف دولي يختلف تمام الاختلاف عن التحالفات الدولية المسلحة التي كان يدعو إليها سلفه قبل أن يمضي إلى الحرب ..فهل يمضي أوباما حقا إلى السلام؟!.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1133