• ×
admin

كلمة ليس علينا البخل بها

كلمة ليس علينا البخل بها


شريفة الشملان

قد تفنى مادة لكنها تبقى بروحها معنا ، الكلمة الطيبة التي تنبع من القلب هدية جميلة . وأكثرنا ينسى ذلك ، وينسى أن الإسلام انتشر بالكلمة الحلوة الطيبة أكثر مما انتشر بقوة السلاح . المواساة والتطبيب ، والمعاملة الحسنة ،الهدية البسيطة ، كل ذاك يقرب القلوب ويسهل الدخول لها .

الإسلام عبر إلى أعمق أعماق آسيا بالكلمة والمعاملة الحسنة ، مر بطريق الحرير فأخذ من الحرير سلاسة خيوطه وعقدها عقدا من نور ونشره عبرها . التجار الذين عبروا إلى تلك الأصقاع وقبلهم مندوبو عمر بن عبدالعزيز الذي قال مقولته الشهيرة : بعث الله محمدا هاديا وليس جابيا ).مستنيرا بالحكمة الربانية ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) فكرة تمهد الطرق للقلوب القاسية ، فتزيل قسوتها وتدخل الإيمان لها .

من هنا جاء جنوب شرق آسيا بهذه الطريقة الرائعة لنشر الدين وتعاليمه السمحة ، جعلت تلك الدول أكثر إيمانا وصدقا فيه ،وأكثر تمسكا بدعوته للمساواة والعدالة والشورى . وأكثر تطبيقا للآية الكريمة (لكم دينكم ولي دين ) وحرصا على الآية لكريمة ( لا إكراه في الدين ) وخاصة ما نراه مطبقا في ماليزيا حيث التعايش والتواؤم ، بحيث يدخل الناس للإسلام ولا ينفرون منه .

الإيمان والروح السمحة والعمل للدنيا كأنما يعيشون أبدا وللآخرة كأنما سيموتون غدا . هذا ما هو موجود في الدول الني دخلها الإسلام عن طريق الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة .

هذه عرفها المنصّرون ، بعد الحروب الصليبية حيث ردوا خائبين ولم يعاونهم المسيحيون العرب كما توقعوا . لذا فهموا أنه ليس بالقوة ينتشر الدين ، لذا حملوا فكرة الكلمة الطيبة والمساعدة لأفريقيا وطبقوها ، وحرصوا عليها . فكانت المدارس والمستشفيات والرهبان الهادئون الطيبون الذين يجالسون المرضى ويمسحون على رؤوسهم ، ويمدونهم بالدواء والغذاء ، فكان أن آمنوا بهم ولهم الكثيرون في أفريقيا . بعد حين جاء الإسلام وهنا لابد أن نذكر بالخير الملك فيصل رحمه الله ، حيث سعى جاهدا لمساعدة الأفارقة وأسلم الكثيرون لكن لم تترك الساحة للمسلمين ، وظهرت مصادرات الجمعيات الإسلامية وأموالها ، واُتخذت القاعدة قاعدة لتفقير جماعات المساعدة الإسلامية عبر فكرة تجفيف منابع الإرهاب !!، لتجفف حلوق الجوعى ، فيهربون من جوع إلى طعام المنصّرين .

أعود للكلمة الطيبة ، هذه الكلمة التي قد يبخل بها البعض ..حتى في شهر رمضان ، وهي كلمة لا تضر لكنها تنفع ، لن يحاسبنا أحد لو سلّمنا ، وواسينا ، وأطلقناها كلمة حب ونقاء ، لكن عندما نطلق كلمة سوء سنكون قد كسبنا أثما وعداوة لا نريدهما .

لو ينظر احدنا لوجهه وهو يقول كلمة سوء ، كيف يكون الوجه جافا متصلبا ، وعندما يقول كلمة طيبة كيف يكون أثر الابتسامة الخفيفة مبهجا .

هي كلمة لماذا نبخل بها ؟

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1169