اللطف والرحمة والتعاطف
اللطف والرحمة والتعاطف
د. أيمن بدر كريّم
- أَلْحَظُ ازديادًا في مستوى الأنانيَّة والتوحُّش البشريِّ، وهوس الاستحواذ والغلبة والتكسُّب بأيِّ طريقةٍ كانت، أخلاقيَّة أو غير أخلاقيَّة. إنَّه انعكاس لأزمةٍ وجوديَّة يعيشها الإنسان المعاصر: الخوف من الفراغ، فقدان المعنى، انحسار الطمأنينة، وبهذا، يتحوَّل الإنسان من كائن اجتماعيٍّ تراحميٍّ، إلى كائن متوحِّش مفرط في التنافس.
- الإنسان ليس رحيمًا بالطبع، بل الرَّحمة فيه طارئة نادرة.. الرَّحمة حالة لا يستوعبها الكائنُ البشريُّ، ولا يتَّصف بها بيُسر، إذ إنَّ نزعات العدوانيَّة تترسَّب في أعماقه.
الإنسان يغلب في شخصيَّته الشر على الخير، والتوحُّش على الرَّحمة.. (د. عبدالجبار الرفاعي، بتصرُّف).
- التعاطف، أساس استمرار الحياة، ومظهره الرَّحمة تجاه معاناة النَّاس ومآسي العالم.. أنْ تتحمَّل أذى الآخرين، وتبقى لطيفًا رغم الخيبات، وتستمر في أداء واجباتك العمليَّة والعائليَّة والأخلاقيَّة، على الرغم من قسوة الحياة، فهذا هو معنى القوة الجوهريَّة. يقول (دوستويفسكي): «مَن يملك قلبًا طيِّبًا، يملك ثروةً لا تُقَاس».
- إنَّ الطريق إلى الله ليس مُعبَّدًا، بل محفوفٌ بالامتحانات والتمحيص والابتلاءات.. الرَّحمة والحُب والتَّواضع من شروط السَّير فيها. وكلَّما ازداد نصيبُ المرءِ من اللُّطف والرَّحمة، اقتربَ من الله وازدادتْ فرصُه في النجاة، فجوهر الإيمان الحقيقيِّ، مقدار ما ينعكس في صدرك من رحمةٍ على الآخرين.
- جميعنا غرباء مساكين في هذه الحياة، يجوز علينا الرَّحمة والشَّفقة.. ومعظم الناس لا يحتاجون سوى بعض الرأفة، وقليل من اللُّطف والتَّفهُّم والتَّقدير، والشُّعور بالأمان.. يحتاجون إلى مَن يستمع إلى معاناتهم وآلامهم، ويحتوي زلَّاتهم، من دون أحكام، ولا تعنيف، ولا تصنيف.. يستمع إليهم جيدًا.. فحسب.
- اللُّطف الأصيل هو الذي يصدر من قوَّتك لا من ضعفك، ومن فيضك لا من فراغك.. وهو لا غاية له، وليس غرضه استحسان الغير، ولا مقايضته بخدماتهم ومكافآتهم.. إنَّه شكل من أشكال التَّزكية الذاتيَّة.
- نحن جميعًا بصورةٍ أو بأُخْرى، أشقَّاء، نتشارك معاناة فظيعة في الحياة. لذا، علينا أنْ نُقاوم شهوة الانتقام واندفاع الإيذاء، وأنْ نختار اللُّطف، والتَّغافل، والتَّسامح، والمحبَّة، ونجبر الخواطر.. فقليل من اللُّطف لا يضرُّك، لكن كثيره قد ينقذ العالم.
المدينة
د. أيمن بدر كريّم
- أَلْحَظُ ازديادًا في مستوى الأنانيَّة والتوحُّش البشريِّ، وهوس الاستحواذ والغلبة والتكسُّب بأيِّ طريقةٍ كانت، أخلاقيَّة أو غير أخلاقيَّة. إنَّه انعكاس لأزمةٍ وجوديَّة يعيشها الإنسان المعاصر: الخوف من الفراغ، فقدان المعنى، انحسار الطمأنينة، وبهذا، يتحوَّل الإنسان من كائن اجتماعيٍّ تراحميٍّ، إلى كائن متوحِّش مفرط في التنافس.
- الإنسان ليس رحيمًا بالطبع، بل الرَّحمة فيه طارئة نادرة.. الرَّحمة حالة لا يستوعبها الكائنُ البشريُّ، ولا يتَّصف بها بيُسر، إذ إنَّ نزعات العدوانيَّة تترسَّب في أعماقه.
الإنسان يغلب في شخصيَّته الشر على الخير، والتوحُّش على الرَّحمة.. (د. عبدالجبار الرفاعي، بتصرُّف).
- التعاطف، أساس استمرار الحياة، ومظهره الرَّحمة تجاه معاناة النَّاس ومآسي العالم.. أنْ تتحمَّل أذى الآخرين، وتبقى لطيفًا رغم الخيبات، وتستمر في أداء واجباتك العمليَّة والعائليَّة والأخلاقيَّة، على الرغم من قسوة الحياة، فهذا هو معنى القوة الجوهريَّة. يقول (دوستويفسكي): «مَن يملك قلبًا طيِّبًا، يملك ثروةً لا تُقَاس».
- إنَّ الطريق إلى الله ليس مُعبَّدًا، بل محفوفٌ بالامتحانات والتمحيص والابتلاءات.. الرَّحمة والحُب والتَّواضع من شروط السَّير فيها. وكلَّما ازداد نصيبُ المرءِ من اللُّطف والرَّحمة، اقتربَ من الله وازدادتْ فرصُه في النجاة، فجوهر الإيمان الحقيقيِّ، مقدار ما ينعكس في صدرك من رحمةٍ على الآخرين.
- جميعنا غرباء مساكين في هذه الحياة، يجوز علينا الرَّحمة والشَّفقة.. ومعظم الناس لا يحتاجون سوى بعض الرأفة، وقليل من اللُّطف والتَّفهُّم والتَّقدير، والشُّعور بالأمان.. يحتاجون إلى مَن يستمع إلى معاناتهم وآلامهم، ويحتوي زلَّاتهم، من دون أحكام، ولا تعنيف، ولا تصنيف.. يستمع إليهم جيدًا.. فحسب.
- اللُّطف الأصيل هو الذي يصدر من قوَّتك لا من ضعفك، ومن فيضك لا من فراغك.. وهو لا غاية له، وليس غرضه استحسان الغير، ولا مقايضته بخدماتهم ومكافآتهم.. إنَّه شكل من أشكال التَّزكية الذاتيَّة.
- نحن جميعًا بصورةٍ أو بأُخْرى، أشقَّاء، نتشارك معاناة فظيعة في الحياة. لذا، علينا أنْ نُقاوم شهوة الانتقام واندفاع الإيذاء، وأنْ نختار اللُّطف، والتَّغافل، والتَّسامح، والمحبَّة، ونجبر الخواطر.. فقليل من اللُّطف لا يضرُّك، لكن كثيره قد ينقذ العالم.
المدينة