• ×
admin

من عجائب الطبيعة

من عجائب الطبيعة

د. أحمد عبد القادر المهندس

دراسة الأرض، مادتها تاريخها وعمرها وسطحها وتركيبها الكيميائي، وثرواتها المعدنية والمائية والنفطية من اختصاص علم الأرض أو الجيولوجيا. لكن الإعجاب بالطبيعة في كل ما تبديه من ظواهر طبيعية ومظاهر جيولوجية هو من نصيب كل شخص لديه حس إنساني وعقل مفكر يتأمل في هذه الطبيعة التي أبدعها الخالق العظيم. وفي السطور التالية سأتحدث عن ظاهرتين جيولوجيتين رأيت إحداهما في أميركا وهي الأخدود العظيم الذي يقع في ولاية أريزونا. الذي يعطي انطباعاً جيولوجياً رائعاً ومنظراً جميلاً وفاتناً بالإضافة إلى كهف الماموث.

وفي الأخدود العظيم نجد أن نهر كلورادو قد قطع خلال الصخور الرسوبية أخدوداً على مر السنين الطويلة والسحيقة. ويمكن أن نرى بالإضافة إلى النهر الذي يتلوى في أحشاء الأخدود الشلالات والعيون التي تنحدر وتنبثق من جدران ذلك الأخدود الرائع.

ويعد الأخدود العظيم من الأماكن الجيولوجية التي لا تنسى في عالم الطبيعة العجيب.

ويبلغ طول الأخدود العظيم حوالي 448 كيلومتراً وعرضة من حوالي 6،4 الى 29 كيلومتراً، أما عمقه فيبلغ حوالي 1،6 كيلومتر. ويتشكل الأخدود العظيم من منحدرات صخرية شاهقة وذرى صاعدة ووهاد في الأعماق.

وقد حسب أحد الجيولوجيين بأنه لو قام ألف رجل بكل معداتهم الميكانيكية بالإضافة إلى ما لديهم من ديناميت لكي يحفروا طريقاً يضاهي أبعاد هذا الأخدود العظيم، فإنهم سيقطعون أعمارهم دون تنفيذ ذلك الطريق.

ويتكون الأخدود العظيم من صخور رسوبية أفقية، والتي يمكن تتبع مستوياتها الطبقية على طول الأخدود العظيم لمسافات طويلة.

ويمكن في الواقع استعمال طبقات الأخدود العظيم كساعة جيولوجية لقياس الزمن الجيولوجي السحيق، وتتبع الأحداث الجيولوجية، والحياة القديمة في التاريخ الجيولوجي على مر السنين.

أما الظاهرة الثانية فهي ظاهرة الكهوف التي تتشكل غالباً نتيجة لتحلل الصخور الكربوناتية (الكلسية) بفعل المياه الأرضية الجوفية المحملة بغاز ثاني أكسيد الكربون مثل كهف أو مغارة الماموث بالولايات المتحدة الأميركية.

ولدينا عدد كبير من الكهوف في المملكة العربية السعودية والتي تسمى بالدحول، لأنها توجد تحت سطح الأرض، ومنها دحل الهيت بالقرب من مدينة الرياض على طريق الخرج، بالإضافة إلى عدد كبير من الدحول في منطقة الصمان بمنطقة الرياض.

وتقع مغارة أو كهف الماموث في ولاية كنتاكي، وتحتوي على حوالي 200 غرفة، ويبلغ طولها الإجمالي حوالي 250 كيلومتراً، لكن المسافة لا تتجاوز 16 كيلومتراً على خط مستقيم بين مدخل هذا التيه ونهايته.

ويبلغ ارتفاع القاعة الرئيسية بالكهف حوالي 30 متراً. وتعد مغارة الماموث أكبر وأضخم مغارة مكتشفة في العالم، تتكون من مسارب كثيرة وترتيبات مذهلة من التكاوين الكلسية الملونة التي نتجت عبر مئات السنين.

وتتميز غرفة مغارة الماموث بأنها تشبه القلاع بالإضافة إلى القباب والشلالات المائية الصغيرة، وكذلك البرك المائية الشفافة.

ويمكن ملاحظة تكون الهوابط التي تنحدر سقوطاً من سقف المغارة إلى القاع على شكل كتل جليدية مدلاة، أما الصواعد فهي تصعد من قاع المغارة مثل كائن ينمو كل يوم إلى أعلى.

كما يمكن رؤية تكاوين جيولوجية على هيئة ورود وأشكال غريبة مثل الأشجار والحيوانات إلخ....

وتعود آثار الإنسان في مغارة أو كهف الماموث إلى حوالي 500 ق.م، ويظهر ذلك من الصور والأشكال التي تركها الهنود الحمر في أميركا الشمالية منذ زمن طويل جداً..

إنها رحلة جيولوجية تستحق المغامرة لاستكشاف عجائب الطبيعة في أرضنا المليئة بكل مايمتع العقل والوجدان.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  17011