اختراعات نافعة.. استخدمت للإضرار بالبشرية!!
اختراعات نافعة.. استخدمت للإضرار بالبشرية!!
د. بكري معتوق عساس
منذ إحلال المكننة محل العمل اليدوي، الذي شهدته أوروبا الغربية خلال القرن الثامن عشر، تغيّر العالم كثيراً بسبب الاختراعات التي قام بها الإنسان؛ لمساعدته وتلبية احتياجاته في الحياة. إلا أنه على الرغم من أن هدف كل مخترع كان خدمة البشرية وتقدمها، فإن هناك بعض الاختراعات حوّلها الإنسان لأشياءٍ أضرت به وبالبشرية، وفيما يأتي قائمة لمخترعات اكتشفت من أجل رفاهية البشرية، ثم تم تحويلها إلى أدوات دمار: الديناميت التي نجح مخترع هذه المادة (الفرد نوبل) عام 1867 في مساعدة شركات البناء وعمال المناجم في حفر وتفتيت الجبال، الأمر الذي جعل الشركات تتهافت على استخدام هذا الاختراع، غير أن الطبيعة البشرية استبدلت هذا الاستخدام النافع للديناميت في تفجير الجبال، إلى استخدام سيئ لقتل الأعداء في الحروب، وهو الأمر الذي استوجب ندماً وتأنيباً للضمير من مخترعه، فقام بتخصيص كامل ثروته لمنح جائزة باسمه «نوبل»، للعلماء الذين آثروا البشرية في مجالات حددتها الجائزة؛ كالفيزياء والكيمياء، والطب والأدب، والاقتصاد والسلام العالمي.
لم يكن (نوبل) النادم الوحيد من الاستخدامات السيئة لاختراعه، فمخترع رشاش الكلاشنكوف سريع الطلقات الروسي (مخائيل كلاشنكوف)، ذكر أنه يعاني (ألماً روحياً) كلما نما لعلمه حالات قتل استخدم فيها سلاحه سريع الطلقات.
أما الفيزيائي الأمريكي (أوبنهايمر)، قد اعتبر أن اختراعه للقنبلة النووية كان (خطأً فادحاً)، خاصة بعدما تم استخدامها في الحرب العالمية الثانية، وكانت من نتيجتها تدمير مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين.
عالم الكيمياء الألماني (فريزت هابر)، ما صنعه من أجل أن يكون مبيد حشري، تم استخدامه كغاز قاتل تسبب في وفاة ما يقارب من 1.2 مليون شخص، وأصبح الأسلوب المفضل للإعدام.
حالياً يعيش العالم عصر الاختراعات في مجالات الذكاء الاصطناعي، قام بها مخترعون جدد، بالتأكيد سيفعل بعض من هؤلاء المخترعين ما فعله قبلهم كلاشنكوف ونوبل وأوبنهايمر لما سيسببه الاستخدام السيئ لمخترعاتهم.
فقد أعلن (آذا راسيكن) مخترع آلية التصفح اللانهائي لصفحات «الإنترنت» قبل فترة؛ ندمه عندما تسبَّب فيه اختراعه من أضرار صحية واجتماعية ونفسية للإنسان، نتيجة لإصابة المستخدمين بحالات «إدمان الإنترنت».
وفي الشهر الماضي، انضم لقائمة المخترعين النادمين، رائد الذكاء الاصطناعي (جيفري هينتون)، فقد عبر عن ندمه لما قام به من عمل استمر عقوداً طويلة في تطوير الذكاء الاصطناعي، موضحاً في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه غادر منصبه لكي يتحدث بحرية عن مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي.
ومع كل ذلك يجب أن ندرك أن الاختراعات ليست جيدة ولا سيئة في حد ذاتها، وأن الأمر يتوقف على كيف يستخدمها البشر. وفي ذلك يقول (مارك غود مان) الخبير الأمني ومؤسس معهد جرائم الغد: (إن «النار» هي الاختراع الأول الذي قام به الانسان، يمكنها أن تطهو الطعام، ويمكنها في نفس الوقت أن تحرق قرية بأكملها).
المدينة
د. بكري معتوق عساس
منذ إحلال المكننة محل العمل اليدوي، الذي شهدته أوروبا الغربية خلال القرن الثامن عشر، تغيّر العالم كثيراً بسبب الاختراعات التي قام بها الإنسان؛ لمساعدته وتلبية احتياجاته في الحياة. إلا أنه على الرغم من أن هدف كل مخترع كان خدمة البشرية وتقدمها، فإن هناك بعض الاختراعات حوّلها الإنسان لأشياءٍ أضرت به وبالبشرية، وفيما يأتي قائمة لمخترعات اكتشفت من أجل رفاهية البشرية، ثم تم تحويلها إلى أدوات دمار: الديناميت التي نجح مخترع هذه المادة (الفرد نوبل) عام 1867 في مساعدة شركات البناء وعمال المناجم في حفر وتفتيت الجبال، الأمر الذي جعل الشركات تتهافت على استخدام هذا الاختراع، غير أن الطبيعة البشرية استبدلت هذا الاستخدام النافع للديناميت في تفجير الجبال، إلى استخدام سيئ لقتل الأعداء في الحروب، وهو الأمر الذي استوجب ندماً وتأنيباً للضمير من مخترعه، فقام بتخصيص كامل ثروته لمنح جائزة باسمه «نوبل»، للعلماء الذين آثروا البشرية في مجالات حددتها الجائزة؛ كالفيزياء والكيمياء، والطب والأدب، والاقتصاد والسلام العالمي.
لم يكن (نوبل) النادم الوحيد من الاستخدامات السيئة لاختراعه، فمخترع رشاش الكلاشنكوف سريع الطلقات الروسي (مخائيل كلاشنكوف)، ذكر أنه يعاني (ألماً روحياً) كلما نما لعلمه حالات قتل استخدم فيها سلاحه سريع الطلقات.
أما الفيزيائي الأمريكي (أوبنهايمر)، قد اعتبر أن اختراعه للقنبلة النووية كان (خطأً فادحاً)، خاصة بعدما تم استخدامها في الحرب العالمية الثانية، وكانت من نتيجتها تدمير مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين.
عالم الكيمياء الألماني (فريزت هابر)، ما صنعه من أجل أن يكون مبيد حشري، تم استخدامه كغاز قاتل تسبب في وفاة ما يقارب من 1.2 مليون شخص، وأصبح الأسلوب المفضل للإعدام.
حالياً يعيش العالم عصر الاختراعات في مجالات الذكاء الاصطناعي، قام بها مخترعون جدد، بالتأكيد سيفعل بعض من هؤلاء المخترعين ما فعله قبلهم كلاشنكوف ونوبل وأوبنهايمر لما سيسببه الاستخدام السيئ لمخترعاتهم.
فقد أعلن (آذا راسيكن) مخترع آلية التصفح اللانهائي لصفحات «الإنترنت» قبل فترة؛ ندمه عندما تسبَّب فيه اختراعه من أضرار صحية واجتماعية ونفسية للإنسان، نتيجة لإصابة المستخدمين بحالات «إدمان الإنترنت».
وفي الشهر الماضي، انضم لقائمة المخترعين النادمين، رائد الذكاء الاصطناعي (جيفري هينتون)، فقد عبر عن ندمه لما قام به من عمل استمر عقوداً طويلة في تطوير الذكاء الاصطناعي، موضحاً في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه غادر منصبه لكي يتحدث بحرية عن مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي.
ومع كل ذلك يجب أن ندرك أن الاختراعات ليست جيدة ولا سيئة في حد ذاتها، وأن الأمر يتوقف على كيف يستخدمها البشر. وفي ذلك يقول (مارك غود مان) الخبير الأمني ومؤسس معهد جرائم الغد: (إن «النار» هي الاختراع الأول الذي قام به الانسان، يمكنها أن تطهو الطعام، ويمكنها في نفس الوقت أن تحرق قرية بأكملها).
المدينة